ثغر من النكسة للنكبة
معن ياسين
في تسعينيات القرن الماضي، كان يوم السبت مختلفاً، بالتحديد في قريتي نزلة عيسى شمال شرقي طولكرم، ومسحة غرب سلفيت.
”لا مكان يتسع للسيارات، والشارع كان ينقسم بين بسطات والباعة والمتجولين من محل تجاري إلى آخر. كل شيء كان في هذه البلدة" هكذا قال أحمد عامر مستذكراً سوق مسحة.
مع بداية العام 2000، شرعت إسرائيل بالتضييق على المواطنين الفلسطينيين، وبالتحديد على المعابر الواصلة بين الضفة الغربية وبين الداخل المحتل، ما أوقع الضرر على البلدات القريبة من مناطق “التماس”، والأمر تطور مع بدء الاحتلال ببناء جدار الفصل العنصري، الذي انتزع أراضي المواطنين ورزقهم وتجارتهم.
يقول عبدالحليم حسن من قرية نزلة عيسى،”كان الترابط الاجتماعي بيننا وبين أقرب القرى الواقعة اليوم داخل الجدار قويا، أعراسهم كانت تنظم في ساحة منزلي الواسعة، ابنتي المتزوجة في باقة لم أعد استطيع رؤيتها إلا مرة كل ثلاثة شهور. معالم البلاد كلها تغيرت بعد الجدار”.
المحال التجارية أغلقت، والأعشاب وحدها نمت أمام الأبواب، والأقفال يأكلها الصدى كل يوم أكثر وأكثر, بفعل ممارسات الاحتلال، الهادفة إلى تدمير فلسطين والتضييق على مواطنيها.