رغم إجراءات الاحتلال: الصناعات الأردنية في رحاب خليل الرحمن
أمل حرب
لم تفلح محاولات سلطات الاحتلال في عرقلة التقارب الاقتصادي الفلسطيني الأردني، من خلال منع نصف الشركات الأردنية المتقدمة للمشاركة في معرض الصناعات الأردنية الذي يقام في مدينة الخليل، ويهدف لمد جسور التعاون الاقتصادي والتجاري بين التوأمين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين.
ورغم منع الاحتلال لأكثر من 35 شركة أردنية من المشاركة بالمعرض، إلا أن 35 شركة أخرى أصرت على المشاركة رغم الصعوبات والعراقيل والإجراءات الإسرائيلية المعقدة، في رسالة واضحة وهي الإصرار على تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.
وعرضت نخبة من الصناعيين والمنتجين الأردنيين منتجاتهم المتنوعة، كما وزعت عشرات الشركات الأردنية منتجاتها في الأقسام التي خصصت لها داخل المعرض.
مدير عمليات التصدير والعلاقات العامة في شركة دهانات سايبس الأردنية، غسان عواد، عرض منتجات الشركة من كافة أنواع الدهانات من أهمها: الدهانات الديكورية الإنشائية، ودهانات السيارات، ومواد العزل المائي، ودهانات صناعية. ووصف الوصول إلى الخليل بالمتعب والشاق، وأشار إلى أنه كان تعقيدا في التصاريح والموافقات، وأن الكثير من المنتجين لم يتمكنوا من الوصول والمشاركة نتيجة تلك الإجراءات.
وأكد أن الهدف من المشاركة هو تعزيز العلاقات بين البلدين، بالاضافة الى الهدف الاقتصادي، ومحاربة المنتج المنافس الاسرائيلي، مشيرا إلى أن نتائج المعرض جيده، وهنالك اتفاقيات مع تجار فلسطينين في مدينة الخليل، متمنيا أن يكون التعاون جيد.
علي حمور من مؤسسة القدس للصناعات الكيماوية، المتخصصة في صناعة العطور، وصناعة الشامبو وشامبو الاطفال، والمعقمات، وصناعة الصابون، أشار الى هنالك معيقات في الوصول إلى فلسطين من الجانب الاسرائيلي، إلا أنه أعرب عن سعادته بالمشاركة، متأملا أن يكون هنالك تعاون في مجال التجارة نحو الأفضل.
وقال مدير التسويق في جامعة الشرق الأوسط محمد الشايب، جئنا لنعرّف الطلبة الفلسطينين كجامعة للدراسات العليا بالإضافة إلى البلكلوريوس لعشرين تخصصا، وقال: إن الجامعة تنفرد ببعض التخصصات العلمية الحديثة والواعدة، وتؤهل الجامعة الخريجين لدخول سوق العمل المحلي والدولي، مبينا أن الجامعة تقدم منحا كاملة للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة ومنحا تشجيعية أخرى.
عبد الله نعيم الزغير، من مجموعة أبو حلتم للاستثمار، أوضح أن الشركة كانت في بدايتها مستوردة للاجهزة الكهربائية المنزلية، ومن ثم تحولت الى شركة صناعية أردنية، للتلفزيونات، والمكيفات، والثلاجات المنزلية والغسالات بأنواعها، والأفران، مشيرا إلى أن الشركة تمكنت من دخول معظم الأسواق التصديرية مثل: لبنان، وسوريا، والسعودية، ومصر، والعراق، ومؤكدا أهمية توطيد العلاقات التجارية الفلسطينية والأردنية وتوسع سوق التجارة المتبادلة.
وقال مدير مصنع شركة مصفاة البترول الاردنية، المهندس باسم يونس، إن الشركة عرضت تشكيلة من الزيوت المعدنية تحت اسم "جوبترول"، مبينا أن الشركة تنتج اكثر من 100 صنف من الزيوت المعدنية متعددة الاغراض، مشيرا إلى أنها حصلت على شهادة المطابقة لنظام إدارة الجودة العالمية.
وأشاد بالمعرض والحضور وحفاوية الاستقبال من الجانب الفلسطيني، مبيناً أن الهدف الرئيسي من المشاركة في المعرض هو التعريف بالمنتج الاردني وتحقيق تواجد للبضاعة الاردنية في السوق الفلسطيني.
علياء حسن ارفاعي، التي تصل لأول مرة لفلسطين، قالت "من فرحتي نسيت الأزمة ومتاعب السفر لازدحام الجسر بالمسافرين"، مشيرة "إلى أنها سوف تغتنم الفرصة وتتجول في كافة أنحاء فلسيطن" .
فيما تمنى توفيق حمزة من شركة الصناعات الدولية مجموعة زلوم، المختصة في صناعة المعلبات الغذائية والبسكويت، أن تكون الصناعة الأردنية بديلا للمنتجات الاسرائيلية.
بدوره أشار علاء محمد، من شركة "بريميرو" لصناعة الحلويات الشرقية والغريبة، إلى أن عددا كبيرا من الشركات لم تتمكن من الحضور بسبب المعيقات من الجانب الاسرائيلي، وأن الهدف من المشاركة في المعرض هو تبادل الخبرات والتعريف بالمنتج الاردني بأمل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
من جانبه اكد منذر التمييمي أحد منظمي المعرض، أن فكرة اقامة معرض الصناعات والمنتجات الاردنية في فلسطين، كانت منذ أعوام سابقة، ويهدف لتسهيل حركة التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية بين الضفتين، بالاضافة الى تفعيل دور القطاع الخاص في كلا البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية وتحسين استخدام فرص الاستثمار، وتسهيل حركة رجال الأعمال، وتجاوز المعيقات التي يضعها الجانب الاسرائيلي أمام العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.
وبين أن إقامة المعرض في الأرض الفلسطينية، يشكل فرصة ثمينة لتعزيز التواجد في سوق يعتبر الأقرب وجدانيا وجغرافيا للمصدرين الاردنيين.