نداء الجهالين: الترحيل قاب قوسين!
علي عبيدات: في صفوف من الإسبست والطوب وغير مسقوفة، يتلقى محمد ورفاقه في المجمع البدوي "آل أبو داهوك" تعليمهم الإبتدائي في مدرسة أسست لتقدم خدماتها لأكثر من 1500 مواطن، في منطقة الخان الأحمَر بمحافظة القُدس.
عينٌ على الكراس، وأخرى على جرافات إسرائيلية قد تهدم المدرسة على من فيها، خلال أيام، حيث تنظر المحكمة الإسرائيلية في دعوى قدمها ما يسمى بمجلس المستوطنات والإدارة المدنية ضد التجمعات البدوية الخَمسة.
ويبدي سكان التجمعات البدوية مخاوف كبيرة هذه المَرة، بَعد تلقيهم مئات الإخطارات بضرورة إخلاء مساكنهم، تمهيدا لهدمها بحجة عدم الترخيص والتواجد في مناطق ممنوعة، إلى جانب تعرضهم المستمر للمضايقات من الجيش والمستوطنين.
ويعزي البدو مخاوفهم هذه المرة، إلى تزامن النظر في الدعوى المقدمة ضدهم، مع الأعياد المسيحية في السابع والعشرين من الشَهر الجاري، حيث يتوقع الجميع أن تستغل إسرائيل رحيل المتضامنين الأجانب إلى بلادهم للاحتفال بأعياد الميلاد، كي تنقض على التجمعات البدوية وتهدمها.
وصبّ كبير وجهاء التجمع البدوي أبو خميس الجهالين، جام غضبه على المؤسسات الفلسطينية وتحديدا السلطة، مستغربا من غياب دورها الواضح في دعم صمود أهله وذويه في التجمعات البدوية، وحدهم في وجه غول الاستيطان.
وقال: "هنا فقط تزورنا المؤسسات الأجنبية، ساعدت في بناء المدرسة، وتقدم الخدمات الصحية والنفسية للمواطنين والأطفال، تزورنا الوفود الأجنبية بشكل متكرر، وتعد دعامة أساسية لثباتنا هنا، كما تشكل دعما سياسيا جيدا".
وأضاف الجهالين: "لا نسمع من السلطة والمؤسسات الفلسطينية سوى الوعود، كلهم جاؤوا هنا، وعدونا، سنفعل، سندعم، سنناضل معكم، لكن ما أن يتحرك الموكب من هنا، لا نسمع لا نرى ولا نتكلم عن أي دعم ملموس".
ويشرح الأوضاع المعيشية السيئة التي يمر بها وذويه في التجمعات البدوية بالقول: "نعيش هنا في بيوت من الشعر والزنك، لا يوجد خدمات طبية، وزارة الصحة ترسل لنا عيادة متنقلة لا توجد فيها كافة المتطلبات، وهي أصلا مقدمة من جهة أجنبيه".
وأضاف: "وزارة التربية والتعليم لم تعف أطفالنا من الرسوم السنوية، ولا تقدم أي دعم للمدرسة بشكل مميز كونها تاتي في تجمع يعاني أخطار الهدم كل صباح، كذلك وزارة الزراعة مع أننا نعتمد كليا في دخلنا على الثروة الحيوانية".
ويمضي الجهالين معاتبا: "نحن الآن نريد دعم سياسي يعزز صمودنا، نواجه خطر الهدم والترحيل الحقيقي في السابع والعشرين من الشهر الجاري، لا تتركوهم ينفردون بنا، تعالوا لمناصرتنا، لا نريد دعم مادي الآن، نريد تواجد الجميع معنا هُنا على الأرضْ".