بسيسو: نكبتنا ليست فعلا ينتمي إلى الماضي
- وسام يونس
"إن نكبتنا عام 1948 ليست فعلا ينتمي إلى الماضي، و2017 هو انطلاقة لأعمال ثقافية، وابداعية للأعوام المقبلة، التي تتطلب جهدا ثقافيا مميزا، فلسطينيا وعربيا، كي نعزز مواجهة الرواية بالرواية"، قال وزير الثقافة إيهاب بسيسو في حديث خاص لـ"وفا".
وأكد "أن لهذا التاريخ ذاكرة، ودلالة "نواجه فيه أحداث النكبة بإصرار، وثبات"، ونقول: هذا الجيل الفلسطيني والعربي يستطيع أن يواجه روايات الاحتلال المزعومة بالمزيد من الإبداع".
وأشار إلى "أن الثقافة هي جزء أساسي من نضال شعبنا، وأحد أصوات النضال الفلسطيني، في مواجهة محاولات فرض الأمر الواقع، ومن أجل القدرة على الصمود بشكل قوي، وأكثر مناعة"، مؤكدا "أن الثقافة هي رسالة الوطن الذي يسكن فينا، ورسالة البلاد التي تناضل من أجل أن تثبت اسمها كل يوم، على خارطة السياسة العالمية والعربية، وعلى خارطة الهوية الوطنية.
وأوضح بسيسو "أن وزارة الثقافة رفعت شعار "الثقافة مقاومة"، كونها تعتبر جزءا من أساسيات المقاومة والنضال، في تثبيت حقوقنا الثقافية، وذاكرتنا، وروايتنا، ما يتطلب جهدا كبيرا، ومميزا يستمد عنفوانه من عمقه العربي والعالمي"، مشيرا إلى أن ثقافة المقاومة "هي عنوان نرفعه كل يوم، من خلال: إقامة مهرجان، أو عقد ندوة، أو عمل فيلم وثائقي، أو مسرحية، أو أغنية.
وتابع: على مدار مسيرة نضالنا الوطني، وعلى مدار تاريخ شعبنا، لم يكن للفلسطيني وحده هذا الدور، بل امتد للأشقاء العرب، الذين حملوا الكلمة جنبا الى جنب بالشعر، والرواية، والمسرح، والموسيقى، والأغنية، لتتشكل ملحمة وطنية عربية ودولية، تناصر القضية، والحقوق الفلسطينية".
وحول التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، قال بسيسو "لا يخفى على أحد حجم التحديات التي تواجه مسيرتنا الوطنية، والنضالية، ولكن ايماننا بالمستقبل وفي نحت ملامحنا، وملامح هويتنا في وجه العتمة والزنازين يجعلنا أكثر إصرارا على المضي قدما، بكل عنفوان".
وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك خطاب ثقافي، ووطني فلسطيني، يغفل حق العودة، ولا يمكن لأي خطاب ثقافي ووطني أن يغفل دور الفلسطيني بالمنافي، في الحركة الإبداعية والثقافية الفلسطينية، وهذا الإبداع المتجدد والمتدفق على مر السنوات، إنما هو رسالة لإرادة هذا الشعب، بأن قضيته لا يمكن لها أن تنسى، كما قالوا ذات مرة: الكبار يموتون، والصغار ينسون.
وأمام هذا الإبداع بكافة جوانبه، أكد بسيسو أهمية الاستمرار في دعم القدس، وفلسطين، بالإبداع والثقافة، والاعلام، كي يكون منصة للحقوق الفلسطينية، في ظل كل التحديات التي نواجهها.
وحول تواجده في بيروت، قال بسيسو "اخترنا الخامس عشر من أيار، لكي نكون هنا في بيروت، معلنين أن تكريم أحمد قعبور، ومروان عبد العال من قبل اللجنة الوطنية للقدس، عاصمة دائمة للثقافة العربية، انما هي رسالة للفلسطيني، ولكل عربي، مهما طغت علينا الجغرافيا، بسبب سياسة الاحتلال، ومهما حاولوا أن يبعدونا عن عمقنا العربي، وأن يشعلوا النار في أجسادنا، كما أشعلوها مع عائلة الدوابشة في قرية دوما بنابلس".