أطفال عزون في دائرة الاستهداف
عيد ياسين......
تحل ساعات المساء من كل يوم، وتبدأ معها معاناة أهالي بلدة عزون شرق قلقيلية، من عمليات الاقتحام المتكررة لقوات الاحتلال، ومداهمة منازل المواطنين بطريقة وحشية، تثير الرعب والفزع في نفوسهم، خاصة الأطفال منهم، الذين أصبحوا في دائرة الاستهداف والاعتقال.
"أطفال عزون يتعرضون للاعتقال في كل عملية اقتحام للبلدة، يخضعون للاستجواب ميدانيا، وعلى مرأى من ذويهم، في خطوة احتلالية لابتزازهم، وهذا ما يشكل اختراقا فاضحا للمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل المتمثلة بحمايتهم، ولا يكاد يخلو مركز تحقيق أو سجن من سجون الاحتلال، إلا ويضم عددا من أطفال بلدة عزون، إذ بلغ عدد الأطفال المعتقلين تسعة، في حين بلغ عدد أسرى عزون 150 أسيرا، والعدد بازدياد كل يوم" يقول رئيس نادي الأسير في قلقيلية لافي نصوره.
وأشار إلى أن "تسعة أطفال من عزون يقبعون في سجون الاحتلال منذ مدة طويلة، منهم من يخضع لأحكام جائرة، دون مراعاة لصغر سنهم، الذين تتراوح أعمارهم ما بين (10-16) عاما"، موضحا أن ثلاثة منهم، محكومين أحكاما تصل إلى خمسة أعوام، وهم: الطفلان أنس محمود أحمد عدوان، ويوسف إسماعيل رضوان، كلاهما من مواليد العام (2000)، ووليد موسى سليمان ابو لبده محكوم (47) شهرا، وهو من مواليد العام (1999).
وأدان نصوره سياسة الاعتقال التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين، مطالبا مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات العالمية المهتمة بحقوق الطفل والصليب الأحمر بالتدخل، والاطلاع عن كثب على أوضاع هؤلاء الأسرى الأطفال، وظروف اعتقالهم، والضغط نحو إطلاق سراحهم.
بدوره، قال مسؤول ملف الاعتداءات الإسرائيلية في بلدية عزون حسن شبيطة، "إن ظاهرة اعتقال الأطفال في عزون من قبل الاحتلال قديمة، بدأت في العام (2006)، واستمرت حتى هذه اللحظة، وبلغت ذروتها عامي (2011-2012)، لتصل نسبة اعتقال الأطفال إلى 60% من إجمالي أسرى عزون".
وأوضح أن سلطات الاحتلال أصدرت في حينه أحكاما عالية بحقهم، تراوحت ما بين (5-12) عاما، حيث دخلوا السجن أطفالا، وخرجوا منه رجالا، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال أفرجت الأحد الماضي، عن الأسير ثائر خالد بدوان، بعد قضاء محكوميته البالغة 5 سنوات، دخل السجن وعمره 14 عاما، وخرج منه بعمر 19 عاما، كما أفرجت عن سبعة أسرى من الأطفال الشهر الماضي، بعد أن امضوا مدة محكوميتهم.
وبين شبيطة أن سلطات الاحتلال تحتجز حاليا ثلاثة أطفال، في سجن "مجدو"، وهم رهن التوقيف دون محاكمة، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال أجلت محاكمتهم أكثر من مرة، وهم: أحمد نور عدوان (14 عاما)، وهو طالب في الصف التاسع، ونضال صفوان سليم (15 عاما)، والطفل كريم عمران حسين (13 عاما).
وأوضح أن سلطات الاحتلال تتعمد تأجيل محاكمتهم، وابقاءهم رهن الحجز، حتى يبلغون السن القانونية، والذي يسمح للاحتلال بمحاكمتهم، حسب قوانينهم الجائرة.
ha