491 عاما للوراء لتوثيق حق العودة
اسيل الاخرس
491 عاما للوراء بحثا في ملفات السكان عن 38 قرية وتوثيق التاريخ الفلسطيني وما سرق منهم ومر عليهم بفعل الاحتلال الاسرائيلي لأراضيهم عام 1948، هذا ما يلخص جهد الستيني محمد ابو حبسة.
ابو حبسة المعروف بـ"ابو صالح"من مخيم قلنديا، يجسد حياة الفلسطيني بين الوجع والمثابرة، حيث ولد خلال الهجرة من ساريس الى مخيم قلنديا، وحكم عليه بالإعدام، وبعد 6 شهور من ارتداء بزة الاعدام في سجن الرملة الى جانب الاسير الياباني كوزو اوكوموتو وموسى جمعة منفذ عملية "سافوي"، حتى تم تخفيض العقوبة الى 21 مؤبد و250 سنة ونقل الى سجن بئر السبع، ليتم ايضا تدمير منزله اكثر من مرة كان آخرها بعد استشهاد ابنه عنان الذي نفذ عملية طعن في القدس في العام 2015.
انجز "ابو صالح" الحاصل على الماجستير في علم الاجتماع من جامعة القدس في العام 2012، بحثا بعد عمل لاكثر من 3 سنوات، عن 38 قرية بالإضافة الى دير رافات جمعه في اكثر من 1000 ورقة، طرح فيها ما جمعه من معلومات وبيانات بالرجوع الى سجلات السكان قبل 491 سنة للخلف والكتب والارشيف التركي ومن ارشيف طابو تل ابيب، بالاستعانة بمؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية - بيت المقدس.
ويقول "ان عملية التوثيق تحمي التاريخ المحكي وتوثق حق الفلسطينيين في ارضهم، من محاولات الطمس الاسرائيلية التي حاولت منذ اللحظات الاولى اخفاء معالم القرى والمدن والبلدات، كما حدث في ساريس في 16 ابريل حيث قامت كتيبة مشاه ومدفعية وطيران منذ اللحظات الاولى لدخولهم القرية بنسف القرية بالمتفجرات، والامر الموثق بالصور في ارشيف البلماخ والهاغاناه وحدة ارئييل الوحدة 6 حيث تظهر صورة لمهندسين فجروا القرية وكتب عليها صورة تذكارية على انقاض بيوت مهدمة.
واضاف "ان التاريخ الشفوي للهجرة كان فيه الالاف من القصص الدموية، حيث روى جدي الذي عاد للقرية بعد يومين من الهجرة ما تعرضن له 3 من عجائز القرية ممن رفضن مغادرة القرية، حيث نسفت العصابات بيت فوق رأس واحدة منهن والاثنتين الآخرتين تم الكشف عن عوراتهن وعندما حاول انزال الثوب لستر العورة فوجئ من اطلاقهم النار على اعينهن".
واشار ابو حبسة الى ان عدد سكان ساريس وسهل بيت سوسين التابع لها كان 1000 في احصائيات العام 1945، وان القرية احاطها "دوشما" خندق، وكان يشكل حماية لأهلها في الغزوات والمعارك.
ولفت الى ان التاريخ الفلسطيني وما تعرضت له المدن والقرى خلال الاحتلال الاسرائيلي زاخر بالمذابح والمآسي، مشيرا الى ان مذبحة دير ياسين لاقت صدىً محليا وعربيا وعالميا، وذلك لان الصليب الاحمر دخلها ووثق الجريمة وسلط الضوء عليها في حين ان مدينة اللد شهدت وتحديدا جامع دهمش مذبحة لا تقل بشاعة، حيث جمعوا اهل اللد وقتلوا 421 مواطنا ولم يبق من اهل اللد سوى 503 عمال في المحطة المركزية. وفي قرية الدوايمة ايضا قتلوا 35 عائلة ممتدة ممن اختبئوا في مغارة، إذ وجدوهم ورموهم في بئر وأغلقوه عليهم.
وعن الصعوبات التي واجهته خلال بحثه، قال "كان التحدي الابرز هو التعامل وفهم اللغة التركية، بالإضافة الى صعوبة التنقل في الداخل المحتل والدخول الى ارشيف الجيش الاسرائيلي بالمقارنة مع ارشيف طابو تل ابيب الذي يسهل الوصول الى المعلومات والوثائق فيه".
ودعا إلى المزيد من التوثيق للتاريخ الشفوي وتاريخ المدن والقرى والسكان والتراث الفلسطيني لحمايته من السرقة، داعيا الى ضرورة التوثيق ورفع قضايا بهذا الخصوص امام المحاكم الدولية.