غزة: أزمة الكهرباء والفقر يسرقان فرحة "رمضان"
زكريا المدهون....
تزدحم أسواق قطاع غزة في بداية شهر رمضان الكريم بالمتسوقين، لكن التجار اشتكوا من انعكاس الأوضاع الاقتصادية على القدرة الشرائية.
وفي محاولة لجذب المتسوقين، يعرض التجار والباعة بطريقة ملفتة للنظر جميع مستلزمات الشهر الفضيل.
إضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية، فقد ألقت أزمة الكهرباء وانقطاعها لأكثر من اثنتي عشرة ساعة متواصلة بظلالها على استعدادات الغزيين لاستقبال شهر رمضان.
وقال بائع الخضروات في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة محمد النّحال، "إن الحركة الشرائية مقبولة في أول يوم من شهر رمضان، لكنها لم تصل الى المستوى المطلوب لإنعاش السوق".
وأضاف لـ"وفا"، إن "الأسواق مزدحمة بالمتسوقين الذين يشترون السلع الضرورية بسب صعوبة الأوضاع الاقتصادية، وانقطاع التيار الكهربائي، حيث يفضل المواطنون الشراء اليومي خاصة للسلع الغذائية التي تحتاج الى حفظ في الثلاجة مثل اللحوم والألبان".
ويأتي شهر رمضان هذا العام في ظل تحذيرات من تدهور الأوضاع الاقتصادية في الشريط الساحلي جرّاء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال أحد باعة الدجاج الطازج "إنه رغم انخفاض أسعار الدجاج الحي، إلا أن الإقبال على الشراء ما زال ضعيفا"، مرجعا سبب ذلك بالدرجة الأولى إلى الحصار وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، وثانيا انقطاع التيار الكهربائي والخوف من فساد وتلف المواد الغذائية.
سامي أبو غبن (45 عاما) عاطل عن العمل، يشتكي من سوء أوضاعه الاقتصادية وعدم قدرته على تلبية احتياجات أسرته خلال شهر رمضان، منوها الى أنه خلال الشهر الكريم يعتمد على المساعدات المقدمة من المؤسسات الإنسانية.
وتابع، "أسرتي تتكون من ثمانية أفراد وفي شهر رمضان تزداد المصاريف والاحتياجات وأنا غير قادر على تلبيتها"، مشيرا الى أنه عاطل عن العمل وفي أحسن الظروف يعمل لمدة أسبوع في الشهر إذا توفر العمل في مجال البناء.
وتشير التقارير إلى أن 80% من سكان قطاع غزة (مليونا نسمة) يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومؤسسات إغاثية محلية ودولية أخرى.
وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة وليد الحصري "إن الغزيين يستقبلون للعام الحادي عشر على التوالي شهر رمضان الكريم في ظل الحصار والمعاناة من الفقر والبطالة ومن تداعيات الحروب الأخيرة".
وطالب الحصري، في تصريح صحفي، التجار بضرورة مراعاة الأعباء المالية الملقاة على عاتق المواطنين خلال الفترة الحالية، حيث يأتي شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى والعام الدراسي الجديد في أوقات متلاحقة.
من جانبه، حذر الخبير الاقتصادي ماهر الطبّاع، من أن شهر رمضان يأتي للعام الحادي عشر على التوالي في ظل أسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية تمر بالقطاع منذ عقود.
وأكد الطبّاع، لـ"وفا"، أن ما يزيد على مليون شخص في قطاع غزة، باتوا دون دخل يومي، ما يشكل 60% من إجمالي السكان، وهم يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة "الأونروا"، وجهات إغاثية محلية وعربية ودولية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%، كما ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي.
ونبه إلى أن "رمضان" يأتي والأسواق تشهد حالة من الكساد والركود الاقتصادي في كافة الأنشطة الاقتصادية، وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين.
ha