مع حلول رمضان.. الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة يعجان بالمواطنين
الخليل- جويد التميمي- مع بداية شهر رمضان المبارك، اكتظت أزقة البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، وساحات وباحات الحرم الابراهيمي، بحشود من المواطنين الذين قدموا بالآلاف من كافة ارجاء المحافظة ومحافظات الوطن، للصلاة في الحرم وللتسوق من أسواق البلدة التاريخية، مصطحبين اطفالهم وعائلاتهم ليتعرفوا على معالم المدينة العتيقة.
اثناء عبورها منطقة عين العسكر المحاذي لمدرسة أسامة بن المنقذ التي حولها الاحتلال الى معهد ديني لتخريج الحاخامات، عبرت الحاجة ام محمد الجبارين (59 عاما) عن فرحتها بالحضور مع بناتها وحفيداتها للتسوق من البلدة القديمة ولأداء الصلاة في الحرم الابراهيمي، رغم وجود العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وبرفقتهم مجموعه من مستوطني البؤر الاستيطانية المقامة وسط الخليل في المكان ذاته اثناء عبور حشود من المواطنين صوب البلدة القديمة.
واضافت الحاجة الجبارين لــ "وفا"، وقفة المستوطنين والجنود المدججين بالسلاح في اليوم الاول من الشهر الفضيل امام السوق يشكل استفزازا كبيرا لمشاعر المواطنين، نحن ندرك محاولاتهم منعنا الوصول لسوق الخليل القديم والحرم الابراهيمي لتهويدهما، لكننا لا نخشى قيودهم وسنزور البلدة القديمة والحرم، لقد عدت بزيارتي هذه الى الزمن الجميل حيت "كانت كل عائلات الخليل تقطن البلدة القديمة وكانت اسواقها تعج بالمواطنين على مدار العام".
واثناء خروجه برفقة احفاده، من بوابات الحرم الداخلية قال الحاج ابو رامي الطويل (64عاما) لــ "وفا"، عاد الحرم معمورا بأهله كما كان سابقا، لكن ذلك يجب ان يكون في الشهر الفضيل وغيره من الشهور وان لا يقتصر توافد المواطنين على الحرم والبلدة القديمة في رمضان فقط لنحميهما من الاحتلال الذي يحاول السيطرة عليهما.
وشدد عضو بلدية الخليل الحاج كمال الزير الذي تواجد قرب مسجد القزازين، على أهمية توافد المواطنين صوب البلدة القديمة للنهوض بواقعها الاقتصادي، ولحمايتها من تهويد الاحتلال وتعزيز صمود سكانها وتجارها.
واضاف "البلدة القديمة هي مدينة الاباء والاجداد هي تراثنا وحضارتنا، تشعر بالطمأنينة وراحة البال اثناء تواجدك فيها، علينا ان ننقل هذه الملامح الحسية النفسية لأبنائنا من خلال جلبهم الى البلدة القديمة والحرم الابراهيمي، نحن نعي أهمية حمايتها من الاحتلال من خلال التواجد فيها وفي مساجدها العتيقة، اصل مدينة الخليل هي البلدة القديمة وما نشاهده اليوم من توسع هي ضواحي جديدة ليس لها تاريخ وعراقة كما البلدة القديمة".
من جانبه، قال مدير ورئيس سدنة الحرم الابراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة لـ "وفا"، إن مديرية اوقاف الخليل وضعت برنامجا مكثفا للشهر الفضيل، تضمن توزيع فوانيس على رواد الحرم واسراجها والخروج بمسيرة في محيط الحرم الابراهيمي لتعيدنا هذه الفوانيس الى زمن الاجداد والقرون التي خلت حيث كان مجد امتنا في هذا المكان وكانوا ينعمون بالأمن والامان، لا احتلال ولا مستوطنين مدججين بالسلاح.
واضاف، آلاف المصلين أدوا صلاة الظهر والعصر في الحرم الشريف، وهذا العدد الكبير يؤكد أننا نحن أهل هذا البيت وان الحواجز العسكرية والإغلاقات المفروضة على الحرم لن تثنينا عن القدوم إليه والصلاة فيه لأننا متمسكون بعروبته وإسلاميته.
وناشد ابو اسنينه، كل من يستطيع الوصول إلى الحرم الإبراهيمي، بالمواظبة على شد الرحال إليه من أجل حمايته من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه التي تهدف في مضمونها الى ابعاد المسلمين عنه وإفراغه من أهله.