زراعة دون تربة
الحارث الحصني
يبدو منظر العشرات من أشتال أصناف متنوعة من الخضراوات مزروعة بنظام الزراعة المائية، طبيعيا للوهلة الأولى، لكن هناك شيء غريب في هذا النظام الزراعي.
"فهي مزروعة دون تربة".
والنظام تم تنفيذه في مدرسة بنات طوباس الثانوية للبنات بمساعدة مهندس زراعي من مديرية زراعة طوباس، وباشراف مديرية التربية والتعليم.
يقول المهندس الزراعي، نضال صوافطة، إن فكرة المشروع كانت جاهزة من قبل طالبات في المدرسة.
معلمة مادة الكيمياء في المدرسة، آية مبسلط، ومجموعة من طالبات اللجنة البيئية فيها، قمن بداية بالزراعة العادية، لكن تم تدخل بعض المهندسين وأخرجوا نظام الزراعة المائية". قال مدير تربية طوباس، سائد قبها.
" وضعن نموذج أولي للنظام (...)، لكن هناك بعض الأخطاء فيه قمنا بتعديلها وتصحيحها". يقول صوافطة.
وهذا النظام بدأ ينتشر بانتظام في عدة مدن بالضفة الغربية. لكن حتى هذه اللحظة ظل مقتصرا على نماذج صغيرة، ويأمل مهندسون أن يكون فعالا في قطاع الزراعة الواعية في المنطقة الأكثر انتاجا للثروة النباتية في فلسطين.
ورغم أنها تروي من 3-5 أضعاف الزراعة التقليدية، إلا أنها لم تأخذ حقها في الاستخدام الزراعي.
وما يميز هذا النظام من الزراعة أن عنصر التربة الذي يعتبر العنصر الرئيسي في الزراعة بأنواعها، غير ضروري لذلك.
يقول صوافطة، أن الشتلة تنمو من خلال وضعها في أنابيب، وتتغذى على الماء المتحرك بحركة مستمرة، دون الحاجة لأي تربة.
لكن المشروع تم تنفيذه في منطقة تشتهر بالزراعة، فطوباس وغورها من التجمعات الزراعية الكبيرة في فلسطين.
أضف إلى ذلك أن هذه المنطقة تعتمد على نظام الزراعة المروية، لكن في الوقت الذي يصبح فيه هذا المشروع قيد التنفيذ على مساحات واسعة، فهذا يعني توفير كميات كبيرة من الماء، فهو يغذي مساحة عدة أضعاف من الزراعة التقليدية.
قال صوافطة، إن نسبة نجاح المشروع وصلت 100%، و لم يسجل حتى هذه اللحظة أي خلل في عمله.
ثم أيضا، فقد أصبحت المدارس في الآونة الأخيرة، مكان ابداع و اخراج العديد من المشاريع و الأفكار ذات قيمة وجودة.
قفزنا قفزة نوعية في مفاهيم التوعية التربية (..)، لم تعد المدارس هذه الأيام فقط للتدريس التقليدي، بل صارت محطة ابداع للطلبة"، قال قبها.
ويضيف، اليوم صار بإمكان مدارسنا المنافسة على مستوى العالم من حيث الابداع واخراج مبادرات مفيدة.
" الآن أصبح الجميع قادر على أن يزرع حديقته بشكل اقتصادي". يقول صوافطة.
ويمكن تنفيذ المشروع مقابل مبالغ مقبولة نسبيا.
وارتأت المدرسة إلى إقامة حوض أسماك مع مشروع الزراعة المائية، فمهندسون زراعيون قالوا إن مخلفات الأسماك ممتازة، لتكون سمادا عضويا للمزروعات.
ومشروع حوض الأسماك منفذ من قبل المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعيةESDC، وبتمويل من منظمة "وي افيكت للتنمية "في فلسطين.