الذكرى الخمسون
أمل حرب
خمسون عاما مرت على نكسة حزيران عام 1967، وما زالت الذاكرة خصبة بأحداثها وذكرياتها الأليمة.
رغم تقدمها في السن، إلا أن الحاجة فايزة الحموري (75 عاما)، لا تزال تتذكر أحداث النكسة بمختلف تفاصيلها وكأنها كانت بالأمس.
"مع توالي الأحداث والأخبار عن دخول جيش الاحتلال إلى مدن وقرى الضفة الغربية من جنوب البلاد في الخامس من أيار عام 1967، أصاب الناس حالة من الذعر والهلع والخوف على مصيرهم، وعادت بهم ذاكرتهم إلى ما حدث مع أبناء شعبنا عام 48، الذين تعرضوا لعمليات تطهير عرقي على يد المليشيات الصهيونية وارتكاب المجازر.. ما دفع الناس للهروب خوفا من ملاقات المصير ذاته"، تقول الحموري.
وتضيف: "كل هذه الأحداث إضافة إلى الشائعات واعتبارات أخرى دفعت الأهالي إلى اللحاق بعائلاتهم وأقاربهم المقيمين في الأردن، حتى تنكشف هذه الغمة ويعودوا..".
وتابعت: حاول بعض الرجال ثنينا عن الرحيل إلى الأردن وطمأنتنا أن الوضع مختلف عن عام 1948، إلا أن مشاهد الترويع والترهيب كانت لا تزال تسيطر على عقولنا، وأصررنا على الخروج.
وقالت الحاجة الحموري: "استقللنا حافلة أنا وزوجي وأطفالي، وعلى طول الطريق كنا نرى جثامين شهداء الجيش الأردني والمجاهدين، وآثار معارك على طول الطريق حتى وصلنا إلى الأردن .. وهناك تفرق الناس مع أقربائهم".
وأضافت: "بعد شهر من الغربة، شعرنا بالضيق والحرج من البقاء عند أقرابنا، فاستأجرنا بيتا على أمل أن تحل المشكلة ونعود على البلاد، وبعد شهرين وصلت اخبار تفيد بأن هناك عددا كبيرا من الناس استطاعوا العودة إلى بيوتهم".
وتابعت: قررنا العودة إلى البلاد بمساعدة دليل على مسؤوليتنا الشخصية، وبعد رحلة طويلة من التعب والخوف والمعاناة وصلنا وكان جيش الاحتلال ينتشر في كل مكان على مداخل المدن والبلدات، واخضعنا لعمليات تفتيش وتحقيق، لكن في النهاية عدنا إلى بيوتنا وأرضنا قبل فوات الأوان.
واختتمت: اتمنى أن يتعلم كل فلسطيني الدروس والعبر من النكبة والنكسة، وأن يثبت في بيته وأرضه كالأشجار، وأن يموت بشرف على أن يترك أرضه، وعلى رأي المثل "من طلع من داره انقل مقداره".