كارثة الزيتون...
بسام أبو الرب
في اليوم الأول من أيام عيد الفطر، استيقظ أهالي قرية بورين جنوب نابلس على وقع جريمة بحق عشرات أشجار الزيتون، التي راحت ضحية اعتداء نفذه مستوطنون بالقرب من مستوطنة "يتسهار"، ويوم امس، اتت النيران على أكثر من 350 شجرة زيتون، عقب اشعال المستوطنين الحرائق في أراضي المواطنين.
قوات الاحتلال أعاقت دخول سيارات الإطفاء، وطواقم الدفاع المدني إلى الأراضي التي اندلعت فيها النيران في قرية بورين، في محاولة لإخمادها، والحد من انتشارها، في ظل الأجواء الحارة.
موسم الزيتون يشكل رافدا اقتصاديا، وركيزة أساسية للمزارعين في الريف الجنوبي لمحافظة نابلس، فيما يشكل موسم هلع وفزع للمستوطنين، فيأتون على اقتلاعه، وحرقه، أو حتى سرقة ثماره، بعد تعب أيام من القطاف.
أهالي بورين المحاطة بعدد من المستوطنات، حذروا من كارثة، بسبب قطع، واحراق مئات أشجار الزيتون، الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة اقتصادية، وشح في زيت الزيتون للأعوام المقبلة، في ظل الاعتداءات المتكررة، والتي طالت أشجارا، لها عشرات السنين.
غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة أكد لـ"وفا"، أن المنطقة شهدت خلال شهر رمضان اعتداءات، أدت إلى اعدام أكثر من 600 شجرة زيتون، وكان آخرها يوم أمس بخسارة 350 شجرة زيتون، جراء النيران التي أشعلها مستوطنون في أراضي بورين.
وحذر دغلس من تصاعد الهجمات، وتنفيذ المزيد من الاعتداءات بحق الفلسطينيين، رغم ادعاءات الاحتلال باعتقال مجموعة من المستوطنين المسؤولين عن التخطيط وتنفيذ الاعتداءات.
وقال: ان المستوطنين يحاولون تنفيذ خطط للعودة إلى المستوطنات المخلاة، مثل: "حومش" شمال نابلس، و"ترسلة" جنوب جنين، وبين الحين والآخر، نشهد اعتداءات بحق المواطنين وممتلكاتهم.
وأضاف ان حكومة الاحتلال تحاول بشتى الطرق ارضاء المستوطنين، وهي تباشر الآن في بناء مستوطنة جديدة جنوب نابلس، موضحا أن المستوطنين نصبوا خياما مقابل المستوطنة المنوي اقامتها، في محاولة للضغط على الحكومة لتسارع البناء فيها.
وحسب الاستراتيجية الوطنية لقطاع الزيتون في فلسطين 2014-2019 ، المعدة من قبل وزارة الزراعة، التي تهدف الى زيادة الاراضي المزروعة بالزيتون بحوالي 50 ألف دونم سنويا، مؤكدة ان قطاع الزيت والزيتون فاعل ومجد اقتصاديا ومنافس ومساهم فعال في تحقيق الامن الغذائي، والتنمية المستدامة، ورمز لارتباط وسيادة الانسان الفلسطيني على أرضه وموارده.
وأشارت الاستراتيجية إلى أن حوالي 40 من أراضي الضفة لا يمكن للفلسطينيين ممارسة انشطة زراعية فيها، وجزء كبير منها يمكن زراعته بالزيتون، وقسم منها مزروع اصلا بالزيتون، ولا يمكن الوصول اليه بسبب المستوطنات، وجدار الفصل العنصري، والمعسكرات، والمحميات، عدا عن عمليات القطع، وسرقة المحاصيل، وترهيب المزارعين، التي يقوم بها المستوطنون.