مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

حياة على صفيح ساخن

 الحارث الحصني

 لا يمكن تصور الحياة صيفا في مناطق كالأغوار، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بارتفاع درجات الحرارة التي قد تتجاوز 45 درجة مئوية، كما يحدث هذه الأيام.

وكل ما يحتاجه سكان الأغوار، ومربو الماشية بالذات في الصيف، الماء وجو مناسب؛ لاستمرار تواجدهم في تلك المناطق الحارة.

الا ان ارتفاع درجات الحرارة يدفع السكان هنا الى مواجهة الظروف الجوية القاسية اما بالرحيل او الاقتراب اكثر من مصادر المياه الشحيحة.

قال أحد الرعاة لمراسل "وفا"، إن كمية المياه التي تضخها بعض الينابيع الحية تناقصت بشكل كبير خلال العقد الأخير.

وشوهدت قطعان من الأبقار تحاول الشرب من مياه راكدة قرب عين الحلوة، وهي واحدة من اشهر الينابيع في منطقة الغور الشمالي.

وهذه المناطق المحاذية لنهر الأردن، تمتد من بيسان شمالا حتى أريحا جنوبا، وتسجل أريحا أعلى درجات الحرارة في فلسطين في كل مرة تضرب فيها موجة حر البلاد.

في هذه المنطقة تجاوزت درجة الحرارة أمس الأربعين درجة مئوية.

وعلى مدار عشرات السنين يعتمد سكان المضارب البدوية على تربية المواشي، لكن منهم من يرحل صيفا إلى مناطق ذات جو أقل حرارة من الأغوار، وبعضهم الآخر يبقى.

والأغوار الشمالية أيضا تقترب حرارتها من 45 درجة مئوية، كما يحدث هذه الأيام.

يقول مدير قسم المشترات في مديرية زراعة طوباس، المهندس مجدي بشارات، " يمكن القول إنه لغاية 32 درجة مئوية، يكون استهلاك الماشية طبيعيا (...)،  لكن بعد 37 درجة تزيد نسبة حاجة الماشية للماء".

الأمر ينطبق على كل من يسكن هذه المناطق.

وهذه الأيام يمكن ملاحظة قطعان الأغنام تبحث في ساعات الذروة عن ظل الأشجار وتجمعات الماء.

يقول بشارات، "في الأيام العادية يحتاج رأس الغنم ما يقارب 6 لترات من الماء، لكن مع ارتفاع درجة الحرارة يحتاج ما بين 8-10 لترات".

أما البقر فيحتاج ما بين 120-130 لتر ماء. يضيف بشارات.

وبشكل عام فإن هذه المناطق صارت تعاني هذه الأيام من شح مصادر المياه الجوفية، بعد أن سلب الاحتلال جل المياه الجوفية في الأغوار.

"أحتاج في الأيام العادية لكوبي ماء لري مئة رأس من الغنم (...)، ومنذ أيام أستهلك ثلاثة أكواب بسبب ارتفاع الحرارة". قال علي تركي، وهو أحد مربي الماشية بالقرب من ابزيق شرق طوباس.

طبيعيا تنحصر مساحات الأراضي المزروعة بالطريقة المروية في الصيف، إلا من بعض المساحات القليلة، لكن لا يمكن القول إن هذا الأمر ينطبق على تربية المواشي.

قديما كانت عشرات العيون الصغيرة  في الأغوار تضخ كميات مياه بشكل مقبول، يكفي المواطنين ومواشيهم، حتى وصل الأمر في بعض السنين أن يزرعوا عشرات الدونمات من تلك العيون.

وهذه الأيام باتت معظم تلك العيون جافة ولا تكفي لسد رمق عدد محدود من الماشية، مما أجبر السكان على شراء المياه من الجانب الاسرائيلي بأسعار غالية الثمن.

أصحاب ماشية من الأغوار قالوا إنهم كانوا قبل أكثر من عشر سنوات يتغلبون على حر الصيف بتوفير كميات أكثر من مياه الينابيع المحيطة بهم، لكن هذه الأيام صار الأمر صعبا.

يقول نمر حروب "إنه يهرب من لهيب صيف الأغوار إلى سهل جنين (...)، لا يمكن تحمل الحياة ودرجات الحرارة مرتفعة، وشح المياه قائم".

وتضرب هذه الأيام فلسطين موجة حر، وصلت فيها درجات الحرارة إلى منتصف الأربعين، والأغوار بطبيعة الحال من المناطق الفلسطينية التي ترتفع فيها درجات الحرارة صيفا.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024