مصطلحات طبية في حضرة شعر طبيب
–بدوية السامري
"التسترون".. هرمون الذكور، أول مصطلح طبي، استخدمه الدكتور عبد الرحمن الأقرع في شعره، الذي يوظف به المصطلحات الطبية في حضرة الشعر، من خلال قصيدته الأولى، التي كانت بعنوان "تعدد الزوجات".
ويقول الأقرع المحاضر في كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية، ويحمل شهادة البكالوريوس من جامعة "فارنا" في بلغاريا، وماجستير في وظائف الأعضاء من جامعة العلوم التكنولوجية: أنا مندمج في حبي للقصص العلمي لدرجة أنني أجد فيه جمالية خاصة لا تقل عن الجمالية الموجودة في الشعر، لذا قمت بكتابة عدد من القصائد الشعرية لمؤتمرات ومناسبات عدة، وظفت فيها المصطلحات الطبية في القصائد.
وكان الأقرع كتب قصائد عدة، منها: قصيدة "العشق جين" في مؤتمر لأمراض الوراثة، و"الحب مثل الايدز" في اليوم العالمي للايدز، وقصيدة "توحد نبضي" في مؤتمر عن مرض التوحد.
كما قدم في مؤتمر لطلبة السنة الثانية في كلية الطب في جامعة النجاح قصيدة عن "الاخصاب".
عدسة: ايمن نوباني/ وفا
ويشير الأقرع إلى أنه لاحظ أن الطريقة الشعرية ساعدت الطلبة على تفهم المادة بشكل أيسر وأسهل، وأصبحت أكثر قبولا لديهم من غيرها، واستشهد برأي "أبو أيسر الغزالي": النفس تتقبل الطريقة الأسهل لها.
ويستخدم الأقرع غالبا بعض المصطلحات الأجنبية في شعره، وحول ذلك يقول: أن المصطلحات العربية الطبية باتت غير مستخدمة، وآثرت على استخدام المصطلحات المتعارف عليها ليفهم الجميع عن ماذا أتحدث، فهي أصبحت غير دارجة، وغير مستخدمة، مع أن لدي دعوات عدة لإعادة استخدام المصطلحات العربية، فمقياس استخدام اللغة هو مقياس الرقي الحضاري من عدمه.
ويكتب الأقرع أيضا شعر الغزل، والشعر الوطني، وفي وصف الطبيعة، منذ صغره.
ويتحدث الأقرع: "أول تجربة شعرية كانت لي في الصف السادس، والثانية كانت في الصف العاشر، ونشرت في صحيفة النهار المقدسية، وفي البيادر الثقافي، وكنت أكتب بعض التجارب الشعرية الخاصة.
ويضيف: لكن مع دخولي كلية الطب، ومشقة الدراسة الإضافية، توقفت عن الشعر، ولكن خلال السنة الثالثة عدت لكتابته.
ويقول: في إحدى المرات كان لدي امتحان صعب في علم الأحياء، وتوجهت لمصادر عدة لعلني أفهم المادة أكثر، وقرأت لعالم بيولوجي وشاعر يدعى "فورست"، كتب قصائد عدة عن أمور بيولوجية حفظت هذه القصائد، وكانت لي حافزا لأكتب في الشعر الطبي لاحقا، ومن هنا بدأت الفكرة تتجلى لدي في استخدام المصطلحات الطبية وتوظيفها في شعري.
وكان الأقرع أصدر ديوانين شعريين باللغة البلغارية الأول، بعنوان: "نسائم الشرق"، "أزاهير الفلسطيني".
اضافة إلى كتب طبية في مجال تخصصه "إفهام أولي الألباب آليات الضبط والتكيف والاستتباب"، وكتاب تربوي "جلسات مع الطلبة الجامعيين"، وقصة نشرت باسمه لي باسمي، ولم أنشرها.
ومع ثورة الانترنت، بدأ بالكتابة في المواقع الإلكترونية، وحاول اصدار ديوانه الأول ضمن "فعاليات القدس عاصمة الثقافة"، لكن بعد عامين، تم ابلاغه بأنه فقد.
ويختتم قائلا: علاقة الطب بالشعر علاقة قديمة، وهناك الكثيرون ممن برعوا، وأتقنوا هذين الفنين، فالشعر فن، والطب أيضا فن، وما أجمل أن يلتقيا معا.