أبو مازن- السيسي.. لقاء الكبار في القاهرة
كتب: موفق مطر
ما إن ينشر (العابرون) في الزمن والجغرافيا (فرية بالعبرية) في صحفهم، حتى يسارع (عابرون) في حقلي السياسة والاعلام الذين في نفوسهم (مرض وغرض) للنزول الى ميدان سباق الغوص في المستنقعات القذرة، وقد يكون الأمر طبيعيا عند محترفي (الخمخمة)، لكن أن يبلغ بهم الأمر بث الخبر(الهابط) على صدر وسيلة اعلام (اسرائيلية)، أو اسفل ذيلها وتضخيمه ورشه بالبهارات والعطورات لازاحة (النتانة الليبرمانية) منه، وتقديمه للجمهور كآية نزلت بالوحي عليهم، أو كخبر يقين جاء به هدهدهم في سبأ، فهذا أمر لا يقدم عليه الا شخص لا يرى في صورته المعكوسة في المرآة الا ربطة عنقه المثيرة ألوانها، ويغفل عن المكتوب على جبهته بالقلم العريض (صنع للاستحمار)!.
واحد من هؤلاء، ذهب بعيدا في عملية اغتصاب (السوشيال ميديا) ليفاجئ الجمهور (بلطخة) من العيار الثقيل – حسب ظنه - بعد ان بدا كمن نصب نفسه ناطقا رسميا باسم الرئاسة المصرية فقال: "ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يرفض استقبال الرئيس محمود عباس" خلال جولته الافريقية الأوروبية العربية!! ليكتشف الناس كذب هذا الذي احترف الكذب ومعه المطبلون والمزمرون لحفلة (الخلافات العربية العربية) قبل جفاف الحبر على ورق الصحف، وفيما (نص بشارته) السوداء ما زال يتأرجح في اسفل ذيولها المتحركة!!.
لا يمكن للصغار تلمس عتبات عقول الكبار فكيف ونحن نتحدث عن سقوفهم التي كالسماء بلا حدود، كما لا يمكن لحجارة الشطرنج الخروج من (الرقعة) واخذ مكان لاعب تاريخي، حتى لو كانت من لحم ودم، فالرقعة محدودة الأبعاد، وحركة الأحجار فيها وعليها محكومة بقانون اللعبة، وحجارة الشطرنج مصممة للاستخدام والخروج من اللعبة، جنديا كان او حصانا او قلعة أو وزيرا أو فيلا أو حتى ملكا، حيث لا يملك حجر الشطرنج من قيمة هذه الأسماء فعليا الا شكلها، وميزة خطوط حركة باتجاهات محددة ومحدودة يتمتع بها كل صنف من هذه (البيادق) على مربعات سوداء وبيضاء.. وهذا أبسط مثال على بيادق دحلان وحماس الاخونجية والتي سميناها (الشطر...نجية) نسبة الى استخدامهم مع الاخونجية في لعبة (شطر الوطن).
لا يحتاج لقاء الزعماء الكبار (لهوبرة أو عراضة) ولا لتهويل وتضخيم ولا لتقزيم ولا تحاليل أو تحايل في الملافظ، وهذا النبأ اليقين من ارض الكنانة بثنا اياه الهدهد الأمين سفير دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية، ومندوبها في جامعة الدول العربية جمال الشوبكي الذي انبأنا ان رئيس دولة فلسطين محمود عباس والوفد المرافق له سيصل جمهورية مصر العربية يوم السبت المقبل، وسيعقد مباحثات مع رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي بمقر الرئاسة المصرية يوم الأحد.
الكبار يناقشون القضايا الكبرى المصيرية والاستراتيجية، كما افصح عنها السفير الشوبكي كالقضية الفلسطينية، والاستيطان الخطير في القدس والتهويد خصوصا وفي اراضي دولة فلسطين عموما، الى جانب الحراك من اجل سلام على أساس حل الدولتين، وجهود مصر الشقيقة المكلفة اصلا من الأشقاء العرب برعاية ملف المصالحة الفلسطينية.
ليس لدى القادة فسحة من الزمن للالتفات الى (فوضى) وانقلابات الرقع، او المتغيرات على الوانها، أو التصاميم الحديثة للبيادق، فمثل هذه (الفلاشات) والومضات الدعائية المدفوعة الثمن، العاب صغار مهوسين بلعبة (الشطر) ويتنافسون للارتماء بأحضان وعند وسائد الأمراء.
فلينقعوا صحفهم (كاسرائيل هيوم) بالماء ويشربوا ماء حبرها المسموم، عندها سيدركون كم من الكوارث جلبوها لأبناء الوطن عندما اتخذوها كمراجع مقدسة..لكن من المفيد اعلامهم ان الوطني في بلادي كالفرس الأصيل لا يرد الا على الماء الطاهرة. وللعقلاء عبرة في لقاء الكبار في القاهرة.