كهرباء الشمس
الحارث الحصني
منذ تكرر انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه يومي في منطقة طوباس شمال الضفة الغربية، بدأت شركة كهرباء طوباس، البحث عن بدائل طبيعية.
وعمل المسؤولون في المدينة التي تعاني من مشاكل في الكهرباء، على إيجاد الحلول لهذه المشكلة، وكان بناء الخلايا الشمسية على مساحات واسعة من الأراضي، واحدا من أهم البدائل المتوفرة.
ومنذ سنوات تعاني هذه المنطقة الحارة صيفا، من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، وتحديدا في فصل الصيف؛ بسبب الأحمال الزائدة.
يقول المدير العام لشركة كهرباء طوباس عبد الله نعيرات: تحتاج منطقة نفوذ الشركة إلى 43 ميغا واط في الساعة، لاستمرار تزويدها بالكهرباء دون انقطاع. إلا أن الشركة الإسرائيلية المزودة بالكهرباء لا تعطي أكثر من 30 ميغا في الساعة.
منذ سنوات، بدأت بعض المشاريع التي تعمل على تزويد السكان بالطاقة من خلال تركيب الخلايا الشمسية. "نعمل على إيجاد حلول للعجز في الكهرباء، هناك مشاريع صغيرة للخلايا الشمسية (...)، ننشئ خلايا شمسية على أسطح بيوت المواطنين"، قال نعيرات.
وتشتهر هذه المنطقة بالزراعة المروية، وتمتد المئات من الدونمات المزروعة بالمحاصيل المروية في مناطق الفارعة وعاطوف والبقيعة.
"لا يمكن الاستمرار في الزراعة دون الحاجة لمضخات مياه كبيرة"، قال مؤيد أبو خيزران، وهو واحد من المزارعين في منطقة الفارعة. وأضاف: هذه المشاريع توفر الكهرباء لنا على مدار اليوم، انقطاع الكهرباء فجأة يؤدي إلى خسائر كبيرة لنا.
ويشتكي المزارعون والمواطنون من التذبذب في وصول الكهرباء إلى مصالحهم ومنازلهم.
"خلال ثلاثة شهور خسرنا ما يقارب مليون شيقل، بسبب الانقطاع المتكرر في الكهرباء"، قال أبو خيزران.
وتقلص الشركة الإسرائيلية صيفا طاقة الكهرباء للجانب الفلسطيني؛ بحجة الأحمال الزائدة.
وأوضح نعيرات أن عجز شركة كهرباء طوباس بلغ حوالي 13 ميغا واط، ويتم توفير 3 ميغا واط من مولدات الديزل المنتشرة في المدينة، لكنها مكلفة".
ولحل هذه المشكلة ، تعمل شركة كهرباء طوباس على إنشاء محطة خلايا شمسية على مساحة 100 دونم، جنوب مدينة طوباس، غير تلك المنتشرة في أماكن أخرى.
ويقول نعيرات: "ستعطي هذه المشاريع ما يقارب 19 ميغا واط في الساعة".
وتشي المصاطب الممتدة على أفق أحد الجبال جنوب طوباس، والتي تعمل على تجهيزها الشركة، لتكون قواعد للخلايا المرتقب تركيبها قريبا، بحجم المشروع الضخم.
هذا المشروع ليس الأول في تلك المنطقة، فعلى مقربة منه هناك نحو 1200 خلية شمسية، مقامة على مساحة 7 دونمات، تنتج نصف ميغا واط.
لكن المشروع الذي يجري إنشاؤه منذ أشهر على قدم وساق، سيحتوي على 27000 خلية، وسيغطي العجز الذي تعاني منه الشركة.
ووفقا للمدير العام لشركة كهرباء طوباس، يبلغ العمر الافتراضي لهذه الخلايا 20 عاما، لكن يمكن فعليا أن تصل خدمة هذه الخلايا إلى 30 عاما.
حاليا، لا تتجاوز قدرة الكهرباء التي تنتفع منها الشركة من تلك المشاريع الصغيرة، أكثر من 2 ميغا واط، ووجود مشروع ضخم كهذا، يجعل الكهرباء تصل إلى مناطق نفوذ الشركة دون انقطاع.
وهناك أيضا القطاع الخاص يقوم بإنشاء محطات الخلايا الشمسية لتفادي الخسائر في المعدات الثقيلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتقطع.
طوباس واحدة من مدن الضفة الغربية، التي بدأ سكانها الاعتماد على الخلايا الشمسية بشكل كبير، وتنتشر الخلايا على أسطح المنازل بشكل ملحوظ.