"الكاميرات الذكية" أخطر من البوابات "الالكترونية"
- تتيح التعرف على المصلين وتظهر كامل تفاصيل الجسد
- راسم عبد الواحد
انشغل صحافيو القدس منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء بكشف وتعرية حيلة الاحتلال الإسرائيلي الخبيثة والجديدة المتعلقة بإجراءاتها على بوابات المسجد الأقصى المبارك.
وأصدرت شرطة وجيش الاحتلال، صباح اليوم، بيانات منفصلة تقول بأن "الكابينت"، وهو المجلس الوزاري المصغر بحكومة الاحتلال، قرّر إزالة البوابات الالكترونية من أمام ومداخل المسجد الاقصى، ثم عادت بعد ذلك، وأمام الاعتراضات الأولية، لتؤكد أن القرار يشمل البوابات وكذلك الكاميرات.
وسرعان ما انتبه صحافيو القدس للحيلة الجديدة من خلال كشف الأعمال والأشغال التي نفذها الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر اليوم في ساحة الغزالي أمام المسجد الاقصى من جهة باب الأسباط، واقتلاع أشجار معمرة، وخلع أحجار تاريخية في المكان، وكل ذلك لتركيب أعمدة لجسور حديدية تحمل كاميرات مراقبة جديدة وُصفت بـ"الذكية"، بالإضافة الى شروع هذه الطواقم بالفعل بإزالة البوابات الالكترونية في باب المجلس وغيره، ونصب وتركيب جسور حديدية.
صحافيو القدس كشفوا حقيقة الأعمال التي تجري، وشرعوا بحملة عفوية مكثفة عبر المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي لتعرية الاحتلال وتوضيح الأمر، في حين التقط مواطنو أحياء المدينة القريبة والمتاخمة لسور القدس التاريخي خيوط القصة، وشرعوا عبر مكبرات صوت الأذان في مساجد الأحياء بدعوة المواطنين بالتوجه الى البلدة القديمة والتصدي لإجراء الاحتلال الجديد، وفعلا اشتبك المواطنون بقوات الاحتلال في حارات القدس القديمة، وأحياء قريبة من البلدة تحديدا حي وادي الجوز.
وبيّن رجال الإعلام في القدس حقيقة الإجراء الذي ستعمل به قوات الاحتلال، وأجابوا على السؤال الذي تكرّر منذ الساعات الأولى حول حقيقة البقاء على الجسور الحديدية ونصب المزيد منها على سائر الأبواب، حتى انجلى الأمر وتبين أن الاحتلال يعمل على تركيب كاميرات وصفها بـ"الذكية"، وصفها مراقبون بأنها أخطر من البوابات الالكترونية.
بدوره، قال موقع "روتر" العبري إنه "تم تشكيل غرفة قيادة وإدارة منظومة الكاميرات الذكية عند بوابات الأقصى، وعُين لها ضابط برتبة مقدم".
النظام الجديد لا يتضمن كاميرات تقليدية كالتي كانت موجودة، إنما نظام مراقبة كامل يتيح التعرف على هويات الداخلين والخارجين، ناهيك عن إظهار كامل تفاصيل الجسم، ويحمل مخاطر وتعديات صحية وانتهاك لحقوق الإنسان وهو مرفوض في معظم دول العالم.
من جانبه، قال محافظ شؤون القدس ووزيرها عدنان الحسيني، إن الإجراءات الجديدة على أبواب الأقصى بوضع "كاميرات ذكية" أسوأ وأخطر بكثير من قضية البوابات الإلكترونية.
في الوقت نفسه، عقدت مرجعيات القدس الدينية، اجتماعا طارئا، أعادت فيه التأكيد على مواقفها السابقة بضرورة عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من الشهر الجاري، وبالتأكيد إزالة كل أشكال العدوان على الأقصى المبارك ومحيطه.