قرى دورا تستغيث من سيل المياه العادمة
وفا- جفف الاحتلال مياه الينابيع لتغدو الجداول والأنهار مسارب قاحلة، وفي بعض الأحيان مسارا للمياه العادمة، كما هو الحال في بلدة دورا جنوب الخليل. فسيل هذه المياه القادمة من المستوطنات، يحمل للمواطنين رائحة كريهة وحشرات ضارة وقوارض تلحق بهم الأمراض وتسبب لمزروعاتهم التلف.
إسماعيل النمورة رئيس مجلس قروي أبو العسجا يوضح لـ "وفا" أن "هذا السيل يأتي من مستوطنة "كريات أربع" في الخليل ومن المستوطنات المحيطة بها، ويمتد تأثيره لعدد من القرى هي كرمة، أبو العسجا، أبو الغزلان، رابود، أبو العرقان، كرزة، العلقة الفوقا، العلقة التحتا، إمريش، الصري، الحدب، الظاهرية، وبعض قرى يطا ومنطقة الفحص، مشيرا إلى أن هذه المياه الملوثة تشكل بيئة خصبة لتكاثر الديدان والحشرات ناهيك عما تسببه من أمراض مثل الغثيان والاحمرار والطفح الجلدي التي تصيب جسم الإنسان، فضلاً عن الأمراض التي يسببها لدغ البعوض والحشرات التي تتجمع على مياه السيل.
وفيما يتعلق بالحيوانات، يضيف النمورة، أنه "نفق عدد منها نتيجة لتناولها الأعشاب الملوثة"، أما المزروعات القريبة من السيل؛ فأكدت عدة جهات بيئية زارت المكان وأجرت فحوصها المخبرية على النباتات والتربة، أنها لا تصلح للأكل، وأن تربتها ملوثة بنسبة كبيرة، فمئات الدونمات الزراعية التي يمر بجانبها السيل لا يستفيد سكانها من ثمارها.
السيل الذي قسم بعض هذه القرى لقسمين مقطعاً أوصالها؛ أضاف للسكان مأساة جديدة حرمتهم من التواصل مع القرى المجاورة. يقول الطفل يوسف النمورة (12 سنة) "بعض الأطفال سقطوا داخل السيل، وبقوا فيه لفترة طويلة، لحين قدوم أهلهم وإخراجهم منه، نتعب كثيرا إذا ما أردنا الانتقال إلى القرى المجاورة لقريتنا، إذ يتوجب علينا أن نسلك طريقا طويلة بسبب السيل".
مجلس الخدمات المشتركة -الجهة المسؤولة تنظيميا عن قرى دورا- أكد أنه لم يألُ جهدا في سبيل إيقاف ضرر السيل، لكن دون فائدة، ويقول إسماعيل محمد نائب رئيس المجلس: "توجه لنا المواطنون عدة مرات لمعالجة هذه المشكلة، وبدورنا وضعنا كل اهتمامنا وتوجهنا للمؤسسات لطلب المساعدة، منها سلطة جودة البيئة، ومؤسسة "أوكسفام" البريطانية، وكذلك مجموعة الهيدرولوجيين ووكالة الغوث الدولية "الاونروا"، من أجل معالجة هذا الأمر، كما اقترحنا نقل السيل إلى موقع آخر خالٍ من السكان، أو إغلاقه وطمره وأزالته بشكل كامل، وحتى الآن نحن كمجلس خدمات مستمرون بسعينا لمعالجة مشكلة هذا السيل، لتأمين سلامة المواطنين وأبنائهم".
حسين يوسف الذي يعمل مدرسا في قرية أبو العسجا يؤكد خطر السيل على الأطفال الذين يلهون بقربه غير مدركين لضرره، ويضيف:"أشاهد طلاب هذه المنطقة وأرصد ضرر السيل عليهم. خروج الأطفال من بيوتهم للعب بالقرب من السيل وبجواره يسبب لهم الأمراض ويوطنها بأجسادهم، والأطفال لا يدركون مدى خطورة هذا السيل، فهم يأتون باستمرار إليه ويلعبون فيه لجهلهم بمخاطره".
ويؤكد إسماعيل النمّورة، أنه تقدم بمقترحات للجهات المختصة لمعالجة السيل ومخاطره، إذ تم اقتراح وضع أنابيب إسمنتية في المواقع التي يقترب فيها من المنازل، خاصة في المنطقة التي تقسم قريتي أبو العسجا وأبو الغزلان، لكن دون فائدة، ويضيف النمورة: "حتى البلدية لا تقوم برش السيل لتخليصنا من حشراته الضارة. قبل خمس سنوات كانوا يقومون بذلك، والآن لا يفعلوا أي شيء مما ضاعف معاناتنا. نحن لا نطلب المستحيل، نريد فقط أن يحضروا الانابيب الأسمنتية ويوقفوا ضرر هذا السيل ويحموا أطفالنا".
الحاج يوسف أحمد العقيل (70 عاماً) من قرية أبو العسجا، أصبح يتردد هو وأحفاده على المراكز الطبيّة بشكل دوري بفعل السيل؛ وهو يرقب بقلق شديد حلول فصل الصيف، ويقول: "الأطفال لا يستطيعون النوم ليلاً فالرائحة الناجمة من السيل تكون أكثر، والمعاناة تزداد في الصيف كذلك، لأن الرائحة النتنة تزداد وكذلك الحشرات. بالأمس، أخذت الصغار للطبيب، وتوجهت بشكوى متكررة لعدد من الجهات، ولكن دون جدوى".
ومما يضاعف خطر السيل استخدامه كمكب للنفايات من قبل المركبات القادمة من القرى المجاورة، حتى الحيوانات النافقة أصبح السيل وجنباته مكانا لجثثها
إسماعيل النمورة رئيس مجلس قروي أبو العسجا يوضح لـ "وفا" أن "هذا السيل يأتي من مستوطنة "كريات أربع" في الخليل ومن المستوطنات المحيطة بها، ويمتد تأثيره لعدد من القرى هي كرمة، أبو العسجا، أبو الغزلان، رابود، أبو العرقان، كرزة، العلقة الفوقا، العلقة التحتا، إمريش، الصري، الحدب، الظاهرية، وبعض قرى يطا ومنطقة الفحص، مشيرا إلى أن هذه المياه الملوثة تشكل بيئة خصبة لتكاثر الديدان والحشرات ناهيك عما تسببه من أمراض مثل الغثيان والاحمرار والطفح الجلدي التي تصيب جسم الإنسان، فضلاً عن الأمراض التي يسببها لدغ البعوض والحشرات التي تتجمع على مياه السيل.
وفيما يتعلق بالحيوانات، يضيف النمورة، أنه "نفق عدد منها نتيجة لتناولها الأعشاب الملوثة"، أما المزروعات القريبة من السيل؛ فأكدت عدة جهات بيئية زارت المكان وأجرت فحوصها المخبرية على النباتات والتربة، أنها لا تصلح للأكل، وأن تربتها ملوثة بنسبة كبيرة، فمئات الدونمات الزراعية التي يمر بجانبها السيل لا يستفيد سكانها من ثمارها.
السيل الذي قسم بعض هذه القرى لقسمين مقطعاً أوصالها؛ أضاف للسكان مأساة جديدة حرمتهم من التواصل مع القرى المجاورة. يقول الطفل يوسف النمورة (12 سنة) "بعض الأطفال سقطوا داخل السيل، وبقوا فيه لفترة طويلة، لحين قدوم أهلهم وإخراجهم منه، نتعب كثيرا إذا ما أردنا الانتقال إلى القرى المجاورة لقريتنا، إذ يتوجب علينا أن نسلك طريقا طويلة بسبب السيل".
مجلس الخدمات المشتركة -الجهة المسؤولة تنظيميا عن قرى دورا- أكد أنه لم يألُ جهدا في سبيل إيقاف ضرر السيل، لكن دون فائدة، ويقول إسماعيل محمد نائب رئيس المجلس: "توجه لنا المواطنون عدة مرات لمعالجة هذه المشكلة، وبدورنا وضعنا كل اهتمامنا وتوجهنا للمؤسسات لطلب المساعدة، منها سلطة جودة البيئة، ومؤسسة "أوكسفام" البريطانية، وكذلك مجموعة الهيدرولوجيين ووكالة الغوث الدولية "الاونروا"، من أجل معالجة هذا الأمر، كما اقترحنا نقل السيل إلى موقع آخر خالٍ من السكان، أو إغلاقه وطمره وأزالته بشكل كامل، وحتى الآن نحن كمجلس خدمات مستمرون بسعينا لمعالجة مشكلة هذا السيل، لتأمين سلامة المواطنين وأبنائهم".
حسين يوسف الذي يعمل مدرسا في قرية أبو العسجا يؤكد خطر السيل على الأطفال الذين يلهون بقربه غير مدركين لضرره، ويضيف:"أشاهد طلاب هذه المنطقة وأرصد ضرر السيل عليهم. خروج الأطفال من بيوتهم للعب بالقرب من السيل وبجواره يسبب لهم الأمراض ويوطنها بأجسادهم، والأطفال لا يدركون مدى خطورة هذا السيل، فهم يأتون باستمرار إليه ويلعبون فيه لجهلهم بمخاطره".
ويؤكد إسماعيل النمّورة، أنه تقدم بمقترحات للجهات المختصة لمعالجة السيل ومخاطره، إذ تم اقتراح وضع أنابيب إسمنتية في المواقع التي يقترب فيها من المنازل، خاصة في المنطقة التي تقسم قريتي أبو العسجا وأبو الغزلان، لكن دون فائدة، ويضيف النمورة: "حتى البلدية لا تقوم برش السيل لتخليصنا من حشراته الضارة. قبل خمس سنوات كانوا يقومون بذلك، والآن لا يفعلوا أي شيء مما ضاعف معاناتنا. نحن لا نطلب المستحيل، نريد فقط أن يحضروا الانابيب الأسمنتية ويوقفوا ضرر هذا السيل ويحموا أطفالنا".
الحاج يوسف أحمد العقيل (70 عاماً) من قرية أبو العسجا، أصبح يتردد هو وأحفاده على المراكز الطبيّة بشكل دوري بفعل السيل؛ وهو يرقب بقلق شديد حلول فصل الصيف، ويقول: "الأطفال لا يستطيعون النوم ليلاً فالرائحة الناجمة من السيل تكون أكثر، والمعاناة تزداد في الصيف كذلك، لأن الرائحة النتنة تزداد وكذلك الحشرات. بالأمس، أخذت الصغار للطبيب، وتوجهت بشكوى متكررة لعدد من الجهات، ولكن دون جدوى".
ومما يضاعف خطر السيل استخدامه كمكب للنفايات من قبل المركبات القادمة من القرى المجاورة، حتى الحيوانات النافقة أصبح السيل وجنباته مكانا لجثثها