عائلة أبو رجب تقاوم الاستيطان
صلاح الطميزي
على بعد أمتار من الحرم الابراهيمي الشريف، وما بين حاجزي "أبو الريش " و"160"، يقع بيت أبو رجب الذي استولى عليه مئات المستوطنين أمس، بعد سلسلة طويلة من الاستفزاز والاذلال للعائلة، لإجبارها على الرحيل وترك هذا البيت الاثري الذي ما زال شاهدا على سياسة الاحتلال الاستيطانية .
وتقول المواطنة أم مراد أبو رجب وهي إحدى الساكنات في البيت: "منذ زمن نصارع الاستيطان، أولادنا حرموا من اللعب، ساحة المنزل أصبحت مرتعا لقوات الاحتلال والمستوطنين، وسطحه صار ثكنة عسكرية لجنود الاحتلال المتمرسين يراقبون محيط الحرم الابراهيمي الشريف والشوارع الواصلة له".
وتتابع: "لا أنام الليل، وابقى يقظه خوفا على ابنائي من الاقتحامات المتواصلة للمنزل من قبل جنود الاحتلال، الذين يوفرون الحماية للمستوطنين المدججين بالسلاح، اعيانا الهم والحزن على حالنا، أعاني أنا وزوجي من أمراض السكري والقلب وغيرها من الأمراض".
وتؤكد المواطنة أم مراد، أنها وعائلاتها كافة ستبقى صامدة في هذا البيت الذي يؤوي خمس عائلات من الأبناء والأحفاد، ولن تتركه، رغم الكثير من الاغراءات المادية التي قدمتها حكومة الاستيطان، وسنورثه لأبنائنا، ونبقى محافظين على ارث اجدادنا".
بدوره، يوضح نجلها حازم الذي اعتدت قوات الاحتلال عليه بالضرب اليوم، وحاولوا اعتقاله، أن محكمة العدل العليا الاسرائيلية اصدرت قرارا قبل ست سنوات يقضي بعدم استخدام المنزل من قبل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لحين استصدار قرار، بعد رفع العائلة ملفا للمحكمة يطالبها بعد استخدام المنزل من قبل المستوطنين ووقف الاقتحامات المتواصلة له، وتغيير معالمه المتمثلة بالحفريات وترميم المحال التجارية بالطابق الأرضي.
ويضيف، "تفاجأنا بقرار من قائد المنطقة بالأمس يعتبر هذه المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، وتم منعنا من الخروج أو الدخول للمنزل، كما تم الاعتداء على الصحفيين، وطردوا كافة المؤسسات الحقوقية والدولية التي حاولت الوصول الينا".
من جهتها، تقول مواطنة من عائلة قفيشة تسكن بالقرب من بيت الرجبي: "حياتنا لا تطاق، استفزاز متواصل، واعتداءات متكررة علينا، ودائما على اعصابنا لخوفنا من تعرض أبنائنا للضرب او الخطف"، مشيرة إلى تعرض احد ابنائها للخطف قبل شهرين، وأن المضايقات متواصلة لترحيلنا من المنطقة والاستيلاء على المزيد من المنازل".
وقال الناشط في شؤون الاستيطان عارف جابر، إن حكومة الاحتلال تعمل ضمن سياسة استيطانية ممنهجة في القدس والخليل وشتى محافظات الوطن، وتدعم المستوطنين الذين استولوا على البيت، وتقدم الدعم المادي، وتوفر الأمن والحماية لهم.
واستنكر جابر سياسة الاحتلال الاستيطانية في قلب مدينة الخليل، والتي حولت المنطقة الى مدينة اشباح، لترهيب الاهالي واجبارهم على الرحيل.
وناشدت عائلة أبو رجب، كافة المؤسسات والجهات الرسمية والحقوقية الضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسة الاستيطانية المدعومة من حكومة نتنياهو ووزير حربه، لتعيش بسلام دون خوف.
-