وقالت القدس كلمتها...
مسؤولون يرحبون بانتصار شعبنا على إجراءات الاحتلال في "الأقصى"
– أثبت المقدسيون وأبناء شعبنا وقادته مجددا، تمسكهم بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية ورمزا للسلام والأمن. شهداء وأسرى صلوات ودموع، فالقدس قالت كلمتها.
وأمام هذا الصمود والإرادة خسرت كل الرهانات المتعلقة بثبات الفلسطيني في أرضه، وحقه في أداء عباداته بحرية، فأسوار القدس وحاراتها العتيقة عودتنا أن الاحتلال لا مكان له هنا، ولا مكان لبواباته الالكترونية وكاميراته "الذكية" الأخطر.
15 يوما مند الرابع عشر من شهر تموز الحالي، لم يرف رمش لمقدسي أو مقدسية ومن حولهم أبناء شعبنا ممن استطاع الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، وسيسجل التاريخ هدا النصر، وستحفر صورة الشاب المقدسي الذي ركله الجندي الإسرائيلي أثناء تأديته الصلاة في شوارع القدس في ذاكرة أطفالنا، وسيعرفون أن في القدس شبابا ونساء وشيوخا يقولون ويفعلون.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول ل"وفا"، إن ما حصل اليوم من إزالة كافة أشكال التعديات في محيط المسجد الأقصى المبارك، هو انتصار للشعب العربي الفلسطيني ولقيادته وفعالياته الدينية، لا سيما وأن حكومة نتنياهو وائتلافه خضع لقرار الشعب الفلسطيني الذي أكد أنه صاحب السيادة، وفرض إرادته لإزالة كافة الانتهاكات والإجراءات والبوابات الالكترونية والكاميرات. واعتبر أن هدا الخضوع له ما بعده وهو ليس النهاية.
وبين الغول أن ما قامت به دولة الاحتلال من إجراءات وانتهاكات مست بمكانة القدس وبسيادتها، لم يكن أن يمرره أبناء شعبنا دون وقفة نصر والقيادة الفلسطينية والفعاليات الشعبية والوطنية، وسيتابع أبناء شعبنا النضال لتحقيق أهدافنا وإعادة الاعتبار للقدس العاصمة إلى جانب هدفنا الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة.
وتابع أن القيادة الإسرائيلية تسابق الزمن لضم القدس من خلال ما تقوم به من عمليات الضم والتهويد واعتقال شبابنا وأسرهم، إضافة لإغلاق المؤسسات المقدسية لعزل القدس والتضييق على أهلها، لكن هذا يواجه بصمود شعبنا وإجراءات سياسية ودبلوماسية مهمه تقوم بها القيادة لإلغاء هده الإجراءات وإسقاطها.
وقال إن "شعبنا أكد مجددا وقوفه بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية وقوفه ولحمته معا لحماية الأقصى، وشكلت حالة من التكامل بين القيادة والفعاليات الروحية والتي قطعت الطريق أمام من أراد الانقضاض على الشرعية فالوحدة التي تجسدت بالقدس أكدت انها خط احمر لأبناء شعبنا لا يمكن التنازل عنها".
وشدد الغول على أن شعبنا بصموده وإرادته أكد المؤكد، وانه قادر على الدفاع عن مقدساته رغم القهر والحصار لكنه كان وسيبقى صاحب الأرض والسيادة، وأن إسرائيل والولايات المتحدة لن تستطيع تجاوز القيادة الفلسطينية التي أثبتت أنها تقف على نبض الشارع وتقوم بكافة المهام السياسية والدبلوماسية وتتخذ الإجراءات الداعمة لتعزيز صمود أبناء شعبنا وحماية الثوابت الوطنية.
وقال: "ما حدث يمثل مدخلا لمواصلة القيادة باقي إجراءاتها وستتواصل مع المنابر العربية والدولية والإقليمية لانتزاع قرارات تتعلق بالقدس وشعبنا سيواصل نضاله لإعادة الاعتبار لهده المدينة المقدسة".
وثمن الغول وقفة أهلنا في القدس وتضحياتهم التي قدموها وأكدوا فيها أن السيادة في القدس هي للشعب العربي الفلسطيني، الذي يتوحد خلف قيادته رفضا لأي انتهاكات ترتكب بحق القدس والمسجد الأقصى، وهذا النصر هو إنجاز عظيم وهام علينا البناء عليه لتعزيز كفاحنا الوطني وقدرة النضال السلمي على تحقيق الانتصار، رغم الغطرسة والحقد الذي أظهرته دولة الاحتلال تجاه شبابنا وشعبنا.
القدوة: شعبنا أثبت قدراته العظيمة على مواجهة العقلية الإسرائيلية
من جهته، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية ناصر القدوة أن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في معركة المسجد الأقصى المبارك إنجازا عظيما، يستحق الاحتفال. وأشار إلى احتفال آلاف المقدسيين بإزالة آخر آثار الاعتداء الاسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك.
وقال القدوة في حديث لإذاعة موطني إن هذا الإنجاز الذي حققه الشعب الفلسطيني عموما، وأهلنا في القدس خصوصا، يستحق الاحتفال، حيث استطاع شعبنا بصموده وإقدامه واستعداده لمواجهة العقلية الاحتلالية الإسرائيلية، وإصراره على تحقيق أهدافه تحقيق هذا الإنجاز العظيم.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني أثبت قدراته الهائلة، وأكد عظمته عندما أرغم دولة الاحتلال على الاستجابة لمطالبه، وهذا أمر هام علينا إدراك أهميته.
ووجه القدوة رسالة إلى الفلسطينيين المقدسيين، وقال: "حياكم الله.. لقد رفعتم رؤوسنا، وكنتم في طليعة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته، وانتصرتم له بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية".
وحول محاولات الاحتلال تشويه صورة الحقيقة الفلسطينية قال القدوة: "نلتقي بوكالات الأنباء الأجنبية لشرح الأوضاع وتمكينهم من فهم الحقائق، نظرا للتشويه المتعمد من سلطات الاحتلال للصورة الفلسطينية. واعتبر ذلك مساهمة في المعركة الإعلامية والسياسية في ميدان الرأي العام العالمي.
أبو يوسف: الاحتلال اختبر عزيمة شعبنا الذي كلل النصر بوحدة وطنية
من جهته، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف اندحار العدوان الإسرائيلي الأخير عن المسجد الأقصى المبارك وإلغاء الإجراءات الأمنية انتصارا للشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية.
وقال أبو يوسف في حديث للإذاعة ذاتها إن هذا النصر المكلل بوحدة الشعب الفلسطيني، كان بفضل تضحيات الشهداء والجرحى والصامدين والأسرى، وجاء بعد عطاء كبير من أبناء شعبنا الذين رابطوا عند أبواب المسجد المبارك.
وقال أبو يوسف إنه لا مكان على أرضنا للاحتلال الذي يحاول المساس بمقدساتنا، والذي اختبر عزيمة أهلنا فانكسر، وإن أمام المجتمع الدولي الفرصة لتكريس حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس.
القواسمي: التلاحم الرسمي والشعبي أسقط مقولة "الجيش الذي لا يقهر"
من جهته، قال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي "إن التلاحم الشعبي والرسمي، والالتفاف الجماعي، أسقطت اليوم مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، وقهر بتلاحم كافة مكونات الشعب الفلسطيني، الذي كان له الدور الكبير في انتصار أهالي القدس، وهو ما فوجئت به حكومة الاحتلال".
وأوضح أن ما حدث إنجاز تاريخي وهام، يجب أن يبنى عليه في طبيعة الصراع، والعلاقة مع اسرائيل، إذ إن الجرائم ما زالت مستمرة من استيطان، واحتلال، وتهويد، ومصادرة للأراضي. وأكد ضرورة اتخاذ خطوات شاملة، مرتكزين بذلك على التجربة التي بدأت في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وبخصوص استهداف قوات الاحتلال لكوادر حركة فتح، قال القواسمي "إن استهداف حركة فتح كان واضحا منذ اللحظة الأولى، لما للحركة من ثقل، ودور ثابت، وهام في الدفاع عن "الأقصى"، والمقاومة الشعبية التي تبنتها، ودورها على كافة المستويات الميدانية، والمؤسساتية، والسياسية في الدفاع عنه، ومحاولات الاحتلال جميعها ذهبت أدراج الرياح".
وأشار إلى أن دور القيادة الوطنية كان واضحا من خلال القرارات التي تم اتخاذها على الصعيد السياسي، وخاصة وقف الاتصال بكافة مستوياته مع اسرائيل، واعطاء التعليمات للحكومة بصرف 25 مليون دولار، الأمر الذي بدأ تنفيذه بشكل فوري وفعلي من اليوم الأول، وذلك لتعزيز الصمود الفلسطيني في القدس، إضافة الى الاتصالات الدولية من اجل الضغط على اسرائيل، لإزالة البوابات الالكترونية وكاميرات المراقبة.
ورجح القواسمي أن تقوم سلطات الاحتلال كعادتها بمحاولات اتخاذ قرارات لها علاقة بتكثيف الاستيطان، والتهويد، ومحاولة عزل القدس. وأكد أن شعبنا مستعد دائما للدفاع عن حقوقنا، وعن أرضنا، ومقدساتنا، ولن يقبل بالمطلق أي املاءات اسرائيلية، أو أي شروط، أو محاولات لعزل القدس كاملة، وشعبها عن محيطها الفلسطيني، وهويتها الوطنية الفلسطينية.
ـــــــ