الرياضة الفلسطينية في ظل الاحتلال.. حارس المرمى يتحول لمهاجم صريح
محمد العمري
في أمر غريب من الصعوبة حدوثه إلا في الملاعب الفلسطينية، تحول حارس مرمى نادي أهلي الخليل عزمي الشويكي إلى مهاجم صريح خلال الشوط الثاني من لقاء فريقه مع نادي شباب رفح في ذهاب نهائي كأس فلسطين الذي جرى على ملعب اليرموك في مدينة غزة.
ما جرى مع الشويكي لم يكن في لقاء استعراضي أو ودي، بل في مباراة حاسمة، وسببه الرئيس والأول الاحتلال الاسرائيلي الذي حرم بعثة نادي أهلي الخليل التي قدمت لغزة لخوض هذا اللقاء الحاسم من الوصول كاملة وخوض اللقاء بتشكيلة أساسية، حيث حرم أبرز نجومه من الدخول، وكانت الشكوك تحوم حول تأجيل اللقاء لحين حضور جميع اللاعبين، ولكن رغبة الفريقين في انجاح هذا الحدث الكبير والهام أدت لإقامة اللقاء، رغم الغيابات العديدة والمؤثرة في صفوف فريق الأهلي.
هذا الأمر ليس بغريب على الاحتلال الاسرائيلي الذي يقف دائما في وجه الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، ويمارس بحقهم شتى أنواع التعذيب، وفرض العقوبات التعسفية، والاعتقال الذي جرى بحق عدد كبير من لاعبي الاندية الفلسطينية ومختلف منتخباتنا، حث سبق وأن حرم عدد من اللاعبين من المشاركة في المسابقات الدولية، وليس آخرها كان حرمانه بعض لاعبي فريق ناشئي هلال غزة من مغادرة القطاع باتجاه ايرلندا لخوض عدد من المباريات الودية هناك.
ويبدو أن هذا الأمر سيتكرر مجددا في لقاء الاياب لبطولة كأس فلسطين يوم الجمعة المقبل، حيث من المقرر أن تغادر بعثة شباب رفح القطاع يوم غد بعد الحصول على التصاريح اللازمة، ومن المؤكد أن قوات الاحتلال ستحرم عددا من اللاعبين كما جرت العادة من المغادرة ما سيضع الفريق الرفحي في أزمة قد تجبره على تغيير مراكز لاعبيه لخوض اللقاء وانجاح البطولة.
ورغم كافة الممارسات العنصرية التي قامت وتقوم بها اسرائيل بحق الرياضة الفلسطينية والاعتداءات المتكررة بحق اللاعبين، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لا يزال يقف متفرجا عما يجري ولم يقم بأي اجراءات عقابية بحق الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم كما قام سابقا بمعاقبة عدد من الاتحادات الدولية القارية التي لم ترتكب مخالفات تساوي ولو نصف ما يمارسه الاحتلال الاسرائيلي!.
وبالعودة إلى ما جرى في لقاء اليوم، فقد تعرض مدافع وكابتن نادي أهلي الخليل فادي الدويك للإصابة خلال مجريات الشوط الثاني من لقاء فريقه امام شباب رفح، ما اضطر مدرب الفريق الاهلاوي وفي ظل الغياب الكبير في صفوف الفريق، من تحويل الشويكي إلى مركز رأس الحربة والدفع بالحارس الثاني نعيم أبو عكر للعب في مركز حراسة المرمى.
وانتهى اللقاء بفوز فريق شباب رفح بهدفين نظيفين، تحققا خلال مجريات الشوط الثاني، ليكون الحسم في لقاء الاياب الذي سيقام في الرابع من الشهر المقبل في استاد دورا في الخليل.
ـــــــــ