ثلاث ثواني تبرز تمكُن عمار فقيه بألعاب الخفة
خالد تايه
تحدى عمار فقيه أصحاب أحد متاجر الملابس في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، بتغيير ملابسه في ثلاث ثواني فقط، ووسط دهشة جميع من في المتجر، تمكن عمار من تنفيذ خدعة تغيير الملابس بدقة ومهارة جعلت من فيديو صور بالمكان والذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تحقيق أكثر من 3.3 مليون مشاهدة و2000 تعليق.
لم يتجاوز عُمر عمار فقيه السبعة عشر عاما، ويستطيع أن يقوم بخدع بصرية تثير إعجاب الكبير قبل الصغير.
بدأ عمار بممارسة ألعاب الخفة كهواية لينال إعجاب عائلته وأصدقائه، ثم بدأ بتقديم عروض ألعاب الخفة في العديد من الإحتفالات والمهرجانات المحلية، آملاً أن يصل بأسلوبه المميز إلى جمهور أكبر.
منذ صغره، حلم الشاب بأن يحظى بالشهرة وبإعجاب الآخرين من حوله، وقام بتجربة العديد من الهوايات التي قد تجعله أقرب إلى هدفه، فبدأ بممارسة لعبة الباركور (رياضة يتنقل من يمارسها من نقطة إلى أخرى بسرعة وسلاسة كبيرتين)، ورأى عمار بذلك صعوبة فترك اللعبة وبحث عن هواية أخرى.
وبعد أن لاحظ عمار إعجاب والدته، التي يعتبرها أكبر مصدر لإلهامه، بأحد العروض المتلفزة لصاحب ألعاب الخفة، بدأ يحاول تنفيذ محاولاته بخدع بصرية بسيطة، ليكتشف شغفه بهذا النوع من الألعاب الخفة.
يقول عمار لـ"وفا": "لا زلت أذكر تعليقات والدتي على عرض الخفة الذي شاهدناه سويا.. وكيف أحب الناس ذلك وصفقوا لصاحب العرض".
في البداية اقتصر جمهور عمار على إخوته الصغار، الذين أحبوا خدعه البسيطة كحيلة إختفاء حبة الجوز، حيث يضع عمار حبة جوز في يده ومن ثم يمررها إلى فمه بسرعة ومن دون ملاحظتهم ذلك، موهما إياهم باختفاء حبة الجوز.
ثم انتقل عمار لتنفيذ خدع أكثر تطورا، كالخدع التي تتضمن أوراق اللعب، قبل أن يأخذ المسألة بجدية أكبر ويبدأ بتعلم المزيد من الخدع الأكثر تعقيدا والتي تتطلب مزيدا من الدقة والذكاء، لينتهي الأمر به بقيامه بتأليف وتطوير وحتى إختراع خدعه البصرية الخاصة.
على عكس عائلته التي لطالما قدمت الدعم له، سخر أصدقاء عمار منه في بادئ الأمر ومن رغبته بأن يصبح لاعب خفة، لكن موقفهم تغير بعد أن ظهر عمار في أول مقابلاته التلفزيونية على أحد القنوات المحلية في عام 2014.
تلك المقابلة جعلت من عمار شخصا معروفا في مدينته، حيث كان يوقفه الناس في الشارع ويطلبون منه تنفيذ خدع بصرية لهم.
يعي عمار أن النجاح يأتي مع النقد، ويقول بأنه يرحب دائما بالنقد البناء الذي من شأنه أن يساعده في تطوير نفسه وتحسين أدائه، متجاهلا النقد غير البناء الذي يهدف الى إضعاف حماسه وتثبيط عزيمته، كما أنه يتجاهل كافة التعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول عمار إن ممارسة ألعاب الخفة تحتاج إلى ذكاء وسرعة بديهة والأهم من ذلك، أن يمتلك الأدوات الصحيحة.
وبفضل سرعة بديهته، كان عمار ناجحا في استحواذه على اهتمام الناس من حوله حتى عند قيامه بأبسط الخدع البصرية، جاعلا من نفسه واحدا من أكثر لاعبي الخفة الفلسطينيين الواعدين موهبة وتمكنا.
يعتبر عمار أن وقته في المدرسة كان صعبا، وبالتحديد فيما يتعلق بدراسته، الأمر الذي أدخله أحيانا بمشاكل مع والديه اللذين كانا يرغبان بأن يحصل على أعلى العلامات. ولم يولِ عمار الدراسة اهتماما جديا حتى بلغ الصف العاشر، عندما أكتشف إهتمامه وموهبته وعشقه لألعاب الخفة أيضا.
ويقول أنه لطالما كان يطلب من معلميه أن يسمحوا له بتقديم عروض بسيطة لزملائه في الصف، الأمر الذي رحب به مدير مدرسته آنذاك بشكل كبير. "دعم مدير المدرسة موهبتي بشكل كبير وكان يسمح لي بتقديم عروض خفة في أنشطة المدرسة المختلفة بشرط ألا تتعارض مع تحصيلي العلمي".
وكأي شخص موهوب، فإن عمار يتطلع إلى من يعتبره قدوة في مجال العروض السحرية والخدع البصرية. فهو يعتبر الساحر الإنجليزي ولاعب الخفة دروموند موني كاوتس الأفضل في هذا المجال بفضل أساليبه في تقديم عروض الخفة وخدع العاب الورق المعقدة، آملا أن يحقق ذات المستوى في يوم من الأيام.
ويقوم عمار حاليا بتقديم عروض خدع بصرية في مختلف المناسبات المحلية في مدينته وفي مختلف مدن الضفة الغربية، محققا بذلك هدفه الأساسي وهو الشهرة والمعرفة الواسعة.
ويأمل عمار بأن يمثل بلده فلسطين بأفضل طريقة ممكنة من خلال المشاركة في برنامج المواهب "Arabs Got Talent" الذي يعرض على قناة MBC، ويعد جمهوره بتقديم مفاجآت وعروض لم يسبق أن قام بها.