الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

أزمة مياه خانقة في بلعا.. وحلول مقترحة بحاجة إلى تنفيذ

 هدى حبايب

أربع سنوات ونيف، وبلدة بلعا إلى الشرق من طولكرم، تعاني من معضلة شح المياه، التي زادت وتيرتها صيف هذا العام، بعد انخفاض نسبة المياه في البئر الوحيد الذي يغذي البلدة بشكل بارز وملحوظ منذ 27 عاما، وتسببت في شل الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها.

وترك نقص المياه في بلعا تأثيرا سلبيا عليها، كونها بلدة زراعية من الدرجة الأولى، تضممئات البيوت البلاستيكية المزروعة بالخضروات في قائمة النفوق والهلاك بسبب الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى اعتماد المواطنين على تربية الدواجن والمواشي في مزارع منتشرة في مختلف مناطقها، وبات ما يقارب (15) ألف طير مهددا.

وأصبحت مشكلة المياه تقض مضاجع أهالي البلدة وحديثهم صغيرا وكبيرا، وجميعهم يحثون الجهات المعنية بالعمل على إيجاد حلول سريعة لهذه المعضلة التي وصفوها بالخطيرة وتتطلب تدخلا عاجلا قبل انهيار مزارعهم التي تعتبر مصدر رزقهم الذي يعتاشون منه. 

واشتاط المزارع أبو محمد غضبا وهو يرى قطيع أغنامه التي يملك منها 12 رأسا، تتلوى عطشا، وقال: "أسبوع كامل لم تصلني المياه، وإن وصلت تصل منتصف الليل وضعيفة ومدة قصيرة تكون غير كافية لتعبئة براميل المياه، أين أذهب بأغنامي؟".

وتسعى بلدية بلعا إلى تخفيف أزمة المياه عبر حلول مؤقتة، من خلال جدول لتوزيع المياه على الحارات، إلى حين الحل الدائم الذي يكمن في تشغيل البئر الارتوازية الجديدة التي حفرتها عام 2011 بتمويل من وزارة المالية، إلا أن غياب التمويل حال دون إكمال تشغيله.

ويرى رئيس بلدية بلعا أنور عمير، أن مشكلة المياه قديمة جديدة، تفاقمت خلال السنوات الأربع الأخيرة، بعد انخفاض القدرة الإنتاجية للبئر الوحيدة المغذية للبلدة، مشيرا إلى انه أن كان ينتج (100) كوب/الساعة ويلبي حاجات البلدة السكنية والمنشآت الزراعية، وانخفضت قدرتها إلى (40) كوب/الساعة مع ارتفاع عدد السكان إلى 9 آلاف نسمة ما ينذر بكارثة مفادها أن البئر في طريقها للنفاد، والجفاف في هذه الحالة سيكون سيد الموقف.

وبين أن هذه البئر تعرضت لمحاولات إصلاح عديدة في السنوات السابقة آخرها في كانون أول من العام الماضي، لافتا إلى أن البلدة أصبحت تفتقر لأبار جمع المياه بسبب مشروع الصرف الصحي الذي تسبب في طمر عدد كبير من تلك الآبار.

وأوضح اعمير أن البلدية لجأت وعبر السنوات السابقة تحديدا في عام 2011 إلى حفر بئر ارتوازية جديدة بتمويل من وزارة المالية، بقدرة إنتاجية (120) كوب / الساعة، وبناء خزان في أعلى منطقة في البلدة، ولكن وبسبب عدم وجود ممولين بقيت البئر على حالها دون تشغيل، مشيرا إلى أن المياه موجودة في البئر بينما الخزان فارغ.

وأشار إلى أن تشغيل البئر بحاجة إلى مضخة داخل الأرض وخزان على سطح البئر، ومضخة أخرى لضخ ماء البئر إلى الخزان أعلى البلدة، إضافة إلى خط ناقل من البئر إلى الخزان وخط موزع راجع من الخزان إلى البئر وضغط عالٍ ومحول، لافتا إلى أن التكلفة الإجمالية لتشغيل البئر والخزان تصل إلى مليون ونصف يورو، تعجز البلدية عن توفيرها.

وأضاف اعمير أن البلدية وخلال السنوات السابقة عملت وفق برنامج توزيع المياه في البلدة، إلا أن توزيع الماء قل بسبب انخفاض القدرة الإنتاجية وبالتالي منح كل حارة يوم واحد فقط في الأسبوع  بعد أن كان يومين، وهذا ترتب عليه عجز البلدية عن الحلول وحدوث خراب دائم في الشبكة، حيث انقطاع الماء وعودتها دفعة واحدة تسبب في انسدادات في الشبكات وحدوث مشاكل في ساعات المياه كانت البلدية في غنى عنها.

ونوّه إلى ما يعانيه المواطنون خلال شرائهم لصهاريج المياه من ابتزاز من قبل التجار، الذين يبيعون 3 أكواب ماء بمبلغ 150 شيقل ما يثقل من عبء المواطن، إضافة إلى حدوث معضلة مقلقة تحولت إلى قلق نفسي لدى المواطنين، وحدوث الشجارات من أجل الحصول على الماء، واضطرار عدد منهم إلى ترك منازلهم وهجر مزارعهم والذهاب إلى مدينة طولكرم، وهذه ظاهرة خطرة لم تعهدها البلدة من قبل.

وأكد أن البلدية ورغم عجزها عن إيجاد حلول إلا أنها لم تقف مكتوفة اليدين، ولجأت إلى قرى مجاورة مثل عنبتا ودير الغصون من أجل الحصول على الماء ولكنها لم تجد، وقبل يومين توجهت إلى قرية الجاروشية التي تبعد 10 كم عن البلدة، للحصول على المياه حتى لو لمسافات بعيدة.

وشدد اعمير على أن الحل يكمن في تشغيل البئر الجديد من خلال دعم الحكومة، لافتا إلى أن هذه البئر وفق سياسة سلطة المياه ستكون قادرة على تغذية بلدتي بلعا والعطارة، موضحا أن البلدية توجهت إلى الدوائر الرسمية المختلفة ووزارة الحكم المحلي، وسيكون هناك لقاء مع وزارة الحكم المحلي في وقت قريب.

وأوضح أن سلطة المياه عرضت استصلاح البئر القديمة من أجل رفع القدرة من 40 إلى 60 فقط، ما سيؤدي إلى انقطاع المياه عن البلدة مدة شهرين أو أكثر وهو حل غير مجدٍ ورفضته البلدية، كما عرضت تشغيل البئر الجديدة بشكل جزئي وبالإيجار من قبل إحدى الشركات، مؤكدا أن هذه حلول لا تفيد بحل مشكلة المياه.

ولفت اعمير إلى أن وكيلي سلطة المياه والطاقة أكدا أنه سيتم اعتماد تشغيل بئر بلعا ضمن موازنة مشاريع عام 2018، آملا أن يتم إقرار منحة عاجلة للبلدة من الحكومة، مع تعاون البلدية وتبرعات المواطنين لتشغيل البئر وإنهاء معاناة آلاف المواطنين.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024