الفقر يسرق فرحة العام الدراسي في غزة
زكريا المدهون
لم يقدر حسين أبو حسين (45 عاماً) من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، على تلبية احتياجات أبنائه للعام الدراسي الجديد المقرر انطلاقه بعد غد الأربعاء، بسبب ضيق الحال وظروفه الاقتصادية الصعبة.
أبو حسين الذي يعاني عديد الأمراض كالقلب والسكري، قال لـ"وفا": "لست قادرا على شراء مستلزمات المدارس لأبنائي هذا العام، بسبب أوضاعي المادية السيئة للغاية"، مشيرا إلى أنه عاطل عن العمل منذ سنوات ويعتمد على المساعدات الإنسانية.
وأضاف: "لي ثلاثة أبناء في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وهم يحتاجون إلى أكثر من ألف شيقل لتلبية احتياجاتهم المدرسية، من زي وحقائب وقرطاسية ولا أملك شيئا من هذا المبلغ".
وتشير التقارير الى أن نسبة البطالة في قطاع غزة تجاوزت 41%، فيما وصلت نسبة الفقر إلى أكثر من 65%.
أبو حسين الذي يعيل أيضاً ثلاثة من عمّاته الأرامل، ينتظر بفارغ الصبر مخصصات الشؤون الاجتماعية والمساعدات الغذائية التي يحصل عليها من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومؤسسات خيرية أخرى.
ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الإنسانية المقدمة من "الأونروا" ومنظمات إغاثية عربية ودولية مختلفة.
وتساءل أبو حسين وملامح الحزن بادية على وجه: لمن ستكفي مخصصات الشؤون الاجتماعية، هل ستكفي للديون أم للمدارس أم للعيد؟.
يارا (13 عاماً) في الصف السابع، بدا الحزن على وجهها لأنها لن تتمكن من شراء ملابس جديدة هذا العام، وستضطر للذهاب إلى المدرسة بملابس وحقائب العام الماضي.
وقالت إنها غالبا تذهب في بداية كل عام دراسي جديد بنفس ملابس العام السابق، بينما زميلاتها يلبسن زيا جديدة ويحملن حقائب جديدة، مشيرة إلى أنها أحيانا تحصل على حقائب جديدة كتبرعات من أهل الخير ومؤسسات إغاثية.
ومن المقرر أن يتوجه بعد غد الأربعاء، حوالي مليون وربع المليون طالب الى المدارس والجامعات في مختلف محافظات الوطن.
وتفرض إسرائيل منذ عقد من الزمن، حصارا مشددا على قطاع غزة، أدى الى تدهور في جميع مناحي الحياة.
وما زاد من معاناة سكان الشريط الساحلي (مليونا نسمة)، هو تعرضهم لثلاثة حروب أدت الى استشهاد وجرح الآلاف، إضافة الى تدمير آلاف المنازل والورش والمنشآت الاقتصادية.
وقال الخبير الاقتصادي ماهر الطبّاع، إن الغزيين سيستقبلون العام الدراسي الجديد وعيد الأضحى المبارك، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل جنوني.
وأشار الطباع في تصريح لـ"وفا"، إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وغلاء المعيشة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عشر سنوات، محذرا من تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية إذا استمر الاغلاق والحصار.
وأكد أن نسبة البطالة بلغت 41% وبلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 ألف شخص في قطاع غزة خلال الربع الأول من العام 2017، معتبراً معدلات البطالة في قطاع غزة الأعلى عالميا.
وحذر الطباع من أن ما يزيد عن مليون شخص في قطاع غزة أصبحوا دون دخل يومي، وهم يتلقون مساعدات إغاثية من "الأونروا"، وجهات إغاثية محلية وعربية ودولية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%.
ــــــــ