جب الذيب.. طلبة بدون مدرسة
عنان شحادة
وجد 64 طالبت وطالبه انفسهم مع بداية العام الدراسي الجديد اليوم الأربعاء، بدون مدرسة بعد أن استولت قوات الاحتلال مساء أمس، على بيوت متنقلة لغرف صفية في مدرسة جب الذيب شرق بيت لحم .
الاحتلال اقتحم منطقة واقعة في قرية بيت تعمر شرقا، حيث تم اقامة مدرسة جب الذيب من الصف الأول وحتى الرابع الأساسي، كان من المفترض افتتاحها مع بداية العام الدراسي، قبل أن يستولي عليها "خمسة بيوت متنقلة.. هي كل مكونات المدرسة!!".
الطلبة الـ 64 تحدوا اجراءات الاحتلال وسلكوا طرقا ترابية وعرة قريبة على منازلهم وصولا الى المدرسة التي كان من المفروض ان تستقبلهم.. جلسوا على كراسي احضروها معهم. تحت اشعة الشمس، هناك.. رددوا عبارة " يا عالم نريد ان نعيش طفولتنا، نلعب ونلهو وندرس ".
في المكان انتشرت بقايا من قنابل غاز وصوت ورصاص، كان قد اطلقها جنود الاحتلال على الأهالي ليلة أمس، عندما حاولوا التصدي ومنعهم من المساس بالمدرسة.
الطالبة شهد زواهرة صاحبة (9 اعوام) في الصف الرابع، اخذت لها مكانا على انقاض المدرسة وصوبت نظرها الى المشهد.. بكت وتساءلت "أليس لنا حق ان نقرأ كبقية اطفال العالم .. لقد دمروا مدرستنا".
واضافت "نحن كأطفال لن يخيفنا الجنود وسنحرص على المجيء لمدرستنا وندرس حتى لو تحت اشعة الشمس وبرد الشتاء ".
وعبر الطالب حسن نايف في الصف الثالث عن حزنه للاستيلاء على مدرسته بالقول "انا حزين جدا. بدلا من اكون سعيدا مع انطلاق العام الدراسي اجد نفسي بدون مدرسة كنت احلم بها، بعد ان خففت عنا مشاق السفر والذهاب لمدرسة أخرى كانت تبعد كثيرا عن مكان سكني".
يقول مدير التربية والتعليم سامي مروة "نحن حرصنا على اقامة المدرسة وسط تجمع سكاني للتخفيف عن الطلبة قطع مسافات طويلة، وهي ليس مصدر تهديد للمحتل، وان ما جرى بحق المدرسة وطلبتها انتهاك بحق الانسانية والطفولة بشكل خاص، فلا يعقل لهذا العالم ان يبقى صامتا امام اجرام المحتلين بحق التعليم في فلسطين".
واشار مروة، الى انهم سيعملون جاهدين لإعادة بناء المدرسة من جديد، لافتا أن دوام الهيئة التدريسية في المدرسة بدأ الأحد الماضي، وكان من المقرر افتتاح العام الدراسي فيها، مؤكدا العمل على خلق البديل لاستمرار العملية التعليمية.
من جانبه، اكد محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري ان ما حصل هو عمل همجي وجريمة بحق الاطفال، وأن الاحتلال مارس دورة بطريقة بشعة، مشيرا الى أن المنطقة تعاني الكثير من اجراءات الاحتلال، ومحرومه من كافة الخدمات كبنية تحتية من كهرباء ومياه، لكن هناك اصرار من الاهالي على البقاء .
وقال البكري إنه بجهد الجميع سنحاول اعادة الامور الى سابق عهدها وان يتم ترسيخ واقع بإنشاء المدرسة رغم كل الظروف، مشيرا الى أن الاحتلال صادر الواح الطاقة الشمسية التي كانت تغذي قرية جب الذيب بالكهرباء .
لجنة المقاومة الشعبية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان كانت حاضرة وحرصت على نصب خيمة في المكان تحد لكل الاجراءات الاحتلالية، لتكون شاهدا حيا على مواصلة الطريق نحو ابقاء المدرسة في مكانها .
رئيس اللجنة التنسيقية في المقاومة الشعبية منذ عميرة، لفت الى ان اقامة الخيمة هي خطوة واضحة لتحدي المحتل الذي يحاول دوما تجهيل ابناء شعبنا، وقال "نوجه لهم اليوم رسالة نقول فيها إن اطفالنا اليوم حضروا الى مكان المدرسة مصممين على تلقي العلم، وسنعمل على اعادة بناء المدرسة، وسيكون العلم السلاح الأقوى في مواجهة الغطرسة الاحتلالية وصولا الى التحرر.
وفي يومهم الأول الدراسي، انهمك الطلبة في رسم لوحة لمدرستهم بعد ان اعلن مدير التربية والتعليم سامي مروة عن جائزة لأفضل لوحة يرسمها الطلبة لمدرستهم
ـــــــــ