ماذا كتبت الطفلة حلا لخالها الأسير خالد الأزرق ؟؟؟!!!
من نجيب فراج - في ذكرى استشهاد زوجته أمل العطابي بتاريخ 31-12-1991، كتبت الطفلة حلا لخالها الأسير خالد الأزرق الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد منذ 25 عاماً، ويقبع في سجن هداريم متسائلة لماذا لم يفرجوا عنك في التبادل...لماذا لم تعد ياخالي، لقد انتظرناك، أمي دائماً تبكي وجدتي المريضة أعدت نفسها لاستقبالك، لم تنم طيلة الليل وقد ذهبت منذ الصباح إلى السوق لكي تشتري لك أغراضاً وحلوى متأملةً أن تكون من بين المفرج عنهم.
خالي: لا أراك سوى صورةً على حائطٍ في بيت جدّي، أراك مع زوجتك الشهيدة في عرسكما الذي لم يكتمل، كنت تبتسم للقادم والحياة إلى أن تحوّلت حياتك إلى سجنٍ وعذابٍ وذكريات، سقطت زوجتك الشهيدة أمل بعد شهرين من زفافكما في مدينة القدس في ذكرى انطلاقة الثورة، عادت إليك جثة هامدة ليطاردك الاحتلال ويلقي القبض عليك ويزجّك في السجن.
خالي: ولدت وكبرت ولا أسمع في البيت سوى اسمك ممزوجاً بالحسرات والأشواق، الكل يحبّك، الكل ينتظرك أنا وصديقاتي والجيران وكل الناس، أفتخر بك وأحبك كثيراً وأتمنى أن أراك، وقد احتفظت بصورتك في حقيبة مدرستي.
أنا حلا الصغيرة، المولودة بين المسافات الطويلة، مسافة الانتظار بين سجنٍ وسجن، ومسافة الانتظار بين زيارةٍ وزيارة، أسأل أبي دائماً متى يعود خالي خالد من السجن؟ لأني خائف على جدي وجدتي فهما كبيرين في السن، وعندما يعودان من الزيارة يزدادان ألماً وحزناً ووجوماً، أسمعهما يتحدثان عن عذابات هذه الرحلة الشاقة والإهانات والإذلال على الحواجز العسكرية، يدعوان الله سبحانه أن ينهي هذه المعاناة التي امتدت إلى ربع قرن.
خالي الحبيب: عندما تمت صفقة التبادل بقيت مستيقظة استمع إلى الأخبار وإلى نقاش أمي وأبي، كنت على أعصابي أتلهّف أن تكون مع المحررين، وقد بكيت عندما لم يذكر اسمك معهم، رأيت دموع أمي وآلام جدتي ولم أنم تلك الليلة كأني في اشتباكٍ مع كابوسٍ مخيف.
خالي العزيز: أنا شاطرة في المدرسة، وقد طلبت مني المعلمة أن أقرأ كلمة بمناسبة ذكرى الانطلاقة، فوجّهت كلماتي إليك وإلى كل زملائك في السجن، كل عام وأنت بخير، اهتم بصحتك ولا تقلق علينا، فالعام الجديد هو عام الحرية للأسرى، والظلم والاحتلال سوف يزولان حتماً، أنت القوي والصبور الذي افتخر وأعتزّ به، ونيابةً عنك وفي رأس السنة الميلادية سأضع وردةً على قبر زوجتك الشهيدة الفدائية أمل وأقرأ الفاتحة على روحها الطاهرة.
خالي: لقد شاركت في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة في بيت لحم، وكانت المدينة جميلة وساحرة، أشجارها مضيئة ونجومها مشعّة وصوت الصلاة فيها يعطي الإنسان الأمل والرجاء، وقد تذكرتك وعلّقت صورتك على شجرة الميلاد وأضئتها لأني مقتنع أنكم الأسرى أشقاء يسوع الفلسطيني الذي تحمّل الآلام من أجل الحرية والسلام، وسوف تعودون قريباً كونكم تحملون رسالة وقضية عادلة، والله يقف معكم وسوف يندحر الظالمون وتفتح أبواب السجون.