مكة المكرمة: "وفا" ترصد انطباعات مجموعة من حجاج فلسطين
موفد وكالة "وفا" للحج (محمود خلوف)
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" انطباعات الحجاج الفلسطينيين من مختلف محافظات الوطن وهم في رحاب بيت الله الحرام، والذين أكدوا حرصهم التام على أن يكونوا خير سفراء لبلدهم، وكذلك الدعاء لشعبنا وللمسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا السياق، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، أن ما يجري في الوطن في ظل الحملة الإسرائيلية المسعورة على المسجد الأقصى المبارك، والتي تتزامن مع استمرار جرائم الاحتلال الأخرى ليس غائبا عن أذهان حجاج بيت الله الحرام الذين يتضرعون إلى الله عز وجل بأن ينصرنا على من عادنا، ومن ظلمنا.
وأوضح أن الوفود الفلسطينية الرسمية المرافقة للحجاج تنتهز هذا الملتقى الإيماني الدولي للقاء الوفود المختلفة وشرح معاناة شعبنا، وإظهار المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ودعا المفتي حسين، الله عز وجل بأن ينعم على شعبنا بالوحدة والتحرر التام، وتجسيد الاستقلال على الأرض بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
الارتباط بالأهل والوطن:
بدوره، قال مدير أوقاف محافظة جنين صلاح جودة، إن المواطنين الذين تمكنوا من دخول الديار الحجازية لأداء مناسك الحج والعمرة هم محظوظون، والكل مرتبط بوطنه، ويدعو لأهله.
وأردف: لدى وزارة الأوقاف طاقم عمل مدرب لإرشاد الحجاج وتوجيههم لأداء مناسك الحج والعمرة بالشكل الصحيح، ولحثهم للدعاء للأسرى والمسرى، ولشعبنا بشكل عام لينال حريته واستقلاله، وليقرر مصيره أسوة بباقي الشعوب في الأرض.
وأردف جودة: حجاج فلسطين يجمعهم الهم الواحد والهدف الواحد، وإن شاء الله لن نقصر بالدعاء لأهلنا، ولأمتينا العربية والإسلامية بأن يمن الله عليهما بالأمن والأمان والاستقرار.
"الأقصى" وارتباطه بالحرمين الشريفين:
وقد تحدث مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، عن الروابط الوطيدة بين المسجد الأقصى المبارك، وكل من الكعبة المشرفة، والمسجد النبوي الشريف، بقوله: هذه العلاقة جسدها الدين الإسلامي والقرآن الكريم، وإن شاء الله سيبقى المرابطون في فلسطين والقدس المحتلة حافظين للأمانة، ومدافعين عن المسرى والقبلة الأولى للمسلمين.
وأضاف: لدي شعور إيماني من نوع خاص، وكم أنا سعيد لأن المولى عز وجل مكنني من زيارة الكعبة المشرفة، والمسجد النبوي والصلاة بهما، وكذلك زيارة غار حراء نظرا لرمزيته وارتباطه برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحديه للظروف الصعبة ومواجهته التحديات بقوة إرادة واقتدار.
وتابع قوس: نحن أبناء القدس بفضل الله نزور المساجد التي يُشد الرحال إليها، ورغم ظروف حياتنا المعقدة جدا بسبب الاحتلال وسياساته العدوانية، نحن نشعر بأن لدينا ما يميزنا عن غيرنا، فالرباط في المسجد الأقصى المبارك أمر في غاية الروعة، وقد كرس المقدسيون نهجا نضاليا وحدويا في الدفاع عن هذا المكان المقدس، ما أفشل تطبيق مخططات إسرائيلية كانت تستهدف "الأقصى" ومكانته وهويته.
أجواء إيمانية مميزة:
من جانبه، دعا المواطن عواد أبو حلته، من بلدة ترقوميا قرب الخليل الله عز وجل بأن يغفر الذنوب جميعا، وأن يمن على حجاج بيت الله الحرام بالصحة وأن يعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين.
وأضاف: نحن في أجواء إيمانية مميزة، وشعوري لا يوصف، واعتقد بأن المولى عز وجل راض عني، لأنه مكنني من المجيء إلى السعودية لأداء فريضة الحج بعد أن أديت مناسك العمرة.
كما عبر الشاب نضال أبو نجمة، من حي الثوري في القدس عن سعادته الكبيرة لمكوثه في مكة المكرمة، والتقرب إلى الله وزيارة "البيت العتيق"، وشرب ماء زمزم.
وقال: بصدق تعجز الكلمات عن التعبير عن شعوري، وعن الأجواء الإيمانية التي أعيشها هنا، وأنتهز هذه الفرصة للدعاء للمسجد الأقصى الأسير، وأن نتعبد فيه بعيدا عن قيود الاحتلال وإجراءاته القمعية.
وأضاف أبو نجمة: وأنا في رحاب الكعبة المشرفة أتضرع إلى الله عز وجل بأن يحمي أهلي وأبناء شعبي من المكروه، وأن يمن على أمتنا الإسلامية بالأمن والأمان، وأن نخرج من الصراعات وسفك الدماء، وأن نتوحد جميعا تحت هدف واحد وهو الدفاع عن ديننا ومقدساتنا.
أما المواطن جمال أبو زينة من بلدة سلواد قرب رام الله، فأوضح أنه يستغل وجوده في البلاد المقدسة للتقرب إلى الله والدعاء لوطنه وأهله وبلده.
وأردف: أريد أن أطمئن عائلتي وأهلي بأنني بخير وبسعادة، والأمور على ما يرام، ولا داعي للقلق، فالجميع بخير وصحة وعافية، ونشكر الله الذي أنعم علينا بالإسلام ومكننا من المجيء إلى هنا لأداء مناسك الحج.
شعور لا يوصف:
بدوره، قال الشاب خضر موسى عبد القادر من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم: أنا محظوظ جدا، وشعوري لا يوصف، وأنا بحالة نفسية طيبة وممتازة، وبمعنويات عالية جدا.
وتابع: رسالتي إلى أهلي لا تقلقوا علي وعلى الحجاج الذين معي ضمن البعثة نفسها، فالكل بخير، وندعو لكم لأن تكونوا هنا في سنوات مقبلة، فأداء الحج والعمرة والعيش في هذه الأجواء الإيمانية شيء نُحسد عليه.
وقد عبر المواطن ماجد الجعبري من مدينة الخليل عن تأثره العميق وبهجته لتواجده في مكة المكرمة، بقوله: أن أتمكن من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وأنا بكامل قواي الجسدية، وأنا بصحة جيدة فهذه نعمة كبيرة نشكر الله عليها.
وأردف: رسالتي لأهلي وأبناء شعبي أن نكون متحابين في الله وموحدين، ونسأل الله عز وجل بأن يرزقكم الحج، وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي سريعا ودون تأخير.
الرحلة ميسرة:
بدوره، وجه المواطن أيوب عادل تلاحمة من بلدة دورا قرب الخليل التحيات لأهله داخل فلسطين، مضيفا: رغم الانتظار على الحدود والمعابر، وصعوبة السفر في البر إلا أن رحلتنا ميسرة، وكل شيء على ما يرام.
وقال: لقد مكثنا في المدينة المنورة خمسة أيام، وها نحن الآن في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، ولإتمام الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والجميع بخير وصحة وسعادة، ونحمد الله على هذه النعمة.
أما المواطن عبد الهادي عتيق من بلدة برقين قرب جنين، فأكد حرصه على زيارة بيت الله الحرام كمعتمر بشكل مستمر، موضحا أن خروج اسمه واسم شقيقته وزوجته ضمن قرعة الحج لهذا العام كان الحدث الأسعد على مدار السنة.
وقال: هناك ارتباط وثيق بين المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الحرام والمسجد النبوي، ونحن نؤدي العبادات هنا نشعر بشعور مختلف، وندعو الله عز وجل بأن يمكننا دائما من زيارة هذه الديار المقدسة والتقرب إليه.
وأشار عتيق إلى أن جميع الحجاج الذين أتى وإياهم إلى الأراضي السعودية بخير، وأن الحج فرصة للتعارف والتواصل والتآخي، والتناصح عملا بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقد وجه الشيخ إسماعيل أبو صفية أحد مرشدي وزارة الأوقاف ومسؤول الأئمة في مديرية أوقاف رام الله، مجموعة من النصائح للحجاج من أبرزها ضرورة التحلي بالصبر، والتواصل الدائم مع المرشدين ومع الذين لديهم فهم أعمق بأمور مناسك الحج والعمرة لأدائها على أكمل وجه وبالشكل الصحيح، بالإضافة إلى الحرص على متابعة الدروس الدينية والوعظية.
ha