مكة المكرمة: وفود إسلامية تعبر عن تعاطفها ومحبتها لفلسطين
تأكيد على مكانة المسجد الأقصى المبارك في وجدان العرب والمسلمين
- موفد وكالة "وفا" للحج (محمود خلوف)
عبرت مجموعة من الحجاج العرب وغيرهم خلال حديثهم مع طاقم وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" المتواجد ضمن بعثة الحج، عن تعاطفها ومحبتها لأهالي فلسطين، وتأكيداتها على مركزية قضية المسجد الأقصى.
وفي هذا الشأن، شدد المواطن المصري سيد إبراهيم شتا ويعمل تاجرا في محافظة البحيرة، على أهمية ألا يشعر أهالي فلسطين لحظة بالخذلان من قبل الشعوب العربية والإسلامية، مضيفا: رسالتي للمرابطين في فلسطين وبيت المقدس، إياكم أن تقلقوا على عمقكم العربي والإسلامي، فأنتم في الوجدان والقلب، ونتابع أخباركم وما يجري في المسجد الأقصى باستمرار.
وأضاف: ندعو الله بأن يحل السلام والأمن في المنطقة، وأقول لأهلنا في فلسطين اعذرونا وتأكدوا أننا نبكي دما على ما تتعرضون له من ظلم وقهر وخنوع وخذلان، وما نملكه الآن في ظل الظروف غير الخافية عليكم أن ندعو لكم ونصلي ونتضرع إلى الله بأن يعزكم وينصركم على من عاداكم.
من جانبه، قال المواطن المصري محمد الحوفي الموظف في إحدى شركات الغاز الطبيعي في تصريح لموفد وكالة "وفا" للحج، إن الهم العربي واحد، وقضية فلسطين هي في صلب اهتماماتنا، ورغم كل ما تشهده المنطقة من أحداث عاصفة تبقى قضية بيت المقدس، و"الجرائم الصهيونية" في مقدمة أجندة اهتماماتنا، وليتأكد الأشقاء في فلسطين بأن الشعب المصري يحبهم ويقف إلى جانبهم.
وأردف: ننتهز وجودنا في بيت الله الحرام، والمشاعر المقدسة للتقرب إلى الله عز وجل والدعاء إليه بأن ينصر أهلنا في فلسطين على من اغتصب أرضهم واعتدى على أعراضهم وكرامتهم.
وتابع الحوفي: خلال أزمة المسجد الأقصى الأخيرة ومحاولة الاحتلال فرض واقع جديد والاستمرار في إذلال المسلمين عبر البوابات الإلكترونية وتحديد أوقات محددة وأعمار محددة للعبادة، تابعت هذه التطورات عن كثب، وأشكر الله الذي نصر الحق ووقف مع المظلومين، والذي آزر المسلمين المرابطين.
فلسطين القاسم المشترك:
وقد شارك هذين المصريين المواطن السوداني سيد العوضي بمشاعر متشابهة إلى حد كبير بشأن فلسطين ومسرى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقال: صحيح أن الخلافات بين العرب عميقة سواء بين بعض الدول أو حتى داخل القطر الواحد في ضوء ما نشهده من اقتتال وسفك الدماء كما يجري في اليمن وليبيا والعراق وسوريا، ولكن تبقى فلسطين كلمة السر؛ كونها توحد الجميع، ولأنها تمثل القاسم المشترك، كما أنها تمثل الهم الواحد والهدف الواحد رغم تباين الرؤى والبرامج السياسية.
وأضاف العوضي: مطلوب من المسلمين والعرب أن يرتقوا أكثر في دعمهم لفلسطين والمسجد الأقصى، فالشعارات والخطب الرنانة لن تخدم واقع الأقصى، ولا المرابطين في القدس وغيره من الأماكن، فالمطلوب هو الدعم السياسي والمعنوي والمادي، وتقديم كل ما يلزم خدمة للقضية الأم فلسطين.
الحرص على الاحتكاك بالفلسطينيين:
أما المواطن السيد يونس من إقليم كردستان العراق/ أربيل، فأوضح أنه يحرص على الاحتكاك المباشر بحجاج فلسطين، سواء خلال وجوده في مكة أو في الفترة السابقة خلال تعبده في المسجد النبوي، كونهم أتوا من البيت المقدس وأكناف البيت المقدس، ومن البلاد التي "طرح" الله فيها البركة.
وأردف يونس وعيونه قد اغرورقت بالدموع: لبيك يا فلسطين، لبيك يا "أقصى"، ورسالتنا للمسلمين جميعا مطلوب نصرة المسجد الأقصى، أما اخواني في فلسطين فأناشدهم بمواصلة الدفاع عن الحرم القدسي الشريف، وليتأكدوا أن كل شريف وحر، وحريص على دينه وأمته يقف معهم.
التقصير تجاه فلسطين وأهلها:
وقد تشارك في الرأي نفسه المواطن العراقي سليمان ظافر من دهوك، الذي ذكر أن "الأمة الإسلامية مقصرة تجاه فلسطين وأهلها ومقدساتها".
وتساءل: ما جدوى قرارات تخرج عن قمم عربية على مستوى القادة والزعماء، وكذلك عن اجتماعات وزارية عديدة، ولا ينفذ منها سوى القليل، فهل الكلام سيغير الواقع الصعب!؟ أم أن إسرائيل تحسب حساب البيانات والعبارات الإنشائية المكررة؟
وأردف ظافر: حقيقة أن الشعوب ملت من هذه الشعارات والخطابات والبيانات، وهي تنتظر العمل لضمان تحرير فلسطين، والحفاظ على عروبة المسجد الأقصى المبارك وإسلاميته.
من جانبه، قال المواطن الإيطالي من أصل عربي السيد زكريا، كم أنا سعيد عندما التقي أهلي وأحبائي من فلسطين المحتلة، وكم أنا محظوظ عندما أصافح أناسا ممن يؤمون بيت المقدس.
وأضاف: رسالتنا للمسلمين في العالم، مطلوب وقف الاقتتال وإنهاء مأساة سفك الدماء في خصومات داخلية، فيجب التوحد في خندق الدفاع عن الأمة ودينها والمسجد الأقصى.
ولم تكن آراء الجزائريين ومشاعرهم بعيدة عن مشاعر من سبقوهم، فقد بكى المواطن وسام عبد الحافظ من منطقة خنشلة بمجرد أن ذكرنا له أننا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبتلقائية قال: الجزائر وفلسطين بلد واحد، وشعارنا في بلادنا "نحن مع فلسطين سواء أكانت ظالمة أو مظلومة، وربنا يهدي الجزائريين ويكونوا سندا قويا في الدفاع عن المسجد الأقصى وأرض فلسطين".
أما المواطن محمد بن ناس، فعبر عن أمله بأن تنال فلسطين استقلالها، وأن يتم دحر الاحتلال منها، وأن تعيد الأمة الحرية للمسجد الأقصى المبارك، وتفك الحصار عنه.
مشاعر صادقة تجاه شعبنا:
وأردف: ننتهز وجود أخوة صحفيين من فلسطين لنطلب منهم نقل مشاعرنا الصادقة إلى أهلنا في الأراضي المحتلة، ولن يهدأ بال الجزائريين إلا بتحرير كامل أرض فلسطين، وتطهيرها من دنس القتلة المجرمين.
كما وجه المواطن الجزائري عبد اللاوي محمد رسالة لشعبنا بقوله: أهلنا في فلسطين ربنا ينصركم على من عاداكم وشردكم وقتلكم، وينصر القدس على الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن جزءا هاما من مشاغل الجزائريين يتمثل في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أهمية تضافر الجهود لضمان فك الحصار عن المسجد الأقصى، وعن قطاع غزة الباسل.
بدوره، أكد الشاب مصباح برباري من مدينة حلب السورية عن سعادته الغامرة للقائه مواطنين من فلسطين وتبادل الحديث معهم، مضيفا: أنا سعيد جدا أولا لأنني في الحرم المكي، وثانيا لأنني التقي أهلنا في فلسطين.
وأردف: شعوري لا يوصف، وندعو الله بأن يحل الأمن والاستقرار على أهلي في سوريا وأشقائي في فلسطين، وأنا مشتاق كثيرا لزيارة المسجد الأقصى واشتياقي للحرم القدسي لا يقل أبدا عن حنيني الدائم للبيت الحرام، ولمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا أدعو الله عز وجل بأن نزور المسجد الأقصى وهو محرر.