الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

حلم "الجبل الابيض "

 بسام أبو الرب

تراود الشابة رغد بزاري (23 عاما) ذكريات رحلتها قبل عام بعد تسلقها قمة جبل "شامبغيه" أحد جبال الألب في الجنوب الفرنسي فرنسا، والتي يصل ارتفاعها الى 2500 متر، فيما يقف حلم تسلق جبل مون بلان ومعناه (الجبل الابيض)، امام ناظريها حتى يصبح الحلم حقيقة.

بزاري طالبة تحمل ماجستير تربية رياضية في جامعة النجاح الوطنية، وهي مدربة سباحة دولية وتنحدر من محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية المعروفة بطبيعتها الجغرافية السهلية، والتي ترتفع 60 إلى 75 مترا عن مستوى سطح البحر، كان التسلق هاجسا لها منذ الطفولة، فالأشجار واسطح المنازل قصة تحاكي رغبتها في الوصول إلى القمة.

 

احد عشر فلسطينيا تسلقوا جبل "شامبغيه"؛ تسعة شباب وبزاري ورفيقة أخرى لها ضمن هذا الفريق، بعد رحلة استغرقت حوالي عشرين يوما للحصول على رخصة التسلق والوصول إلى عدد من القمم ثم الانطلاق الى تحدي الطبيعة وركوب المصاعب، والتغلب على المخاطر وصولا إلى قمة جبل "شامبغيه" خلال يومين .

"القوة بالعقل لا بالعضلات فقط، والامنية ان اعود ثانية اذا سنحت لي الفرصة لتسلق الجبال خاصة مون بلان (الجبل الابيض)، على الحدود بين فرنسا وايطاليا، وهو اعلى قمة جبلية في جبال الالب، ويبلغ ارتفاعها ما يقارب 4000 متر"، تقول بزاري.

الاحساس عند بلوغ القمة، هاجس يلاحق الشابة بزاري ليكون حافزا لها لإعادة التجربة رغم المخاطرة والخوف في بداية مشوار التسلق.

قمة "الجبل الابيض" حلم كل متسلق، تؤكد بزاري.

تروي بزاري طبيعة وتفاصيل رحلة تسلق جبل "شامبغيه"، التي كانت تبدأ من السادسة صباحا، مع حمولة من الاكل والماء قدر المستطاع، ومسير على الأقدام يصل إلى ست ساعات متواصلة في ظروف صعبة، احيانا يحاول فيها المتسلق التأقلم مع البيئة المحيطة من تدني درجات الحرارة، ونقص الاكسجين، وانخفاض الضغط الجوي على ارتفاع 2500 متر، والخوف من التعرض لما يعرف بمرض الجبال .

وتصف التجربة بـ"الجنون الرائع" بالنسبة لها، بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها المتسلق، والتحدي للطبيعة التي تصل إلى مراحل يمكن فيها الاستلام لها وتذكرك انها الاقوى، في ظل سيطرة الخوف والرهبة على الانسان.

"الاندماج مع الطبيعة والاحساس بها والاستماع لمكنوناتها تجربة اخرى"، تقول بزاري.

"الصبر والهدوء عاملان اساسيان تعلمتهما للتعامل مع حالات الخطر في لحظات التسلق والاستماع الى الطبيعة والاحساس بها"، تضيف بزاري.

الجغرافيا ودرس الخرائط، درسان كانت بزاري تنفر منهما أيام الدراسة، إلا أنهما من أساسيات البقاء والعيش في حياة المتسلق، فهما ضروريان لمعرفة خريطة الجبال وتحديد الجهات وتحديد الموقع والارتفاع.

تجربة تسلق الجبال في فلسطين لم تظهر على السطح كرياضة عالمية، الا انها بقيب محسورة بمجموعات صغيرة وتجارب لأشخاص كما حدث مع ياسمين النجار التي تعاني من اعاقة جسدية، حيث وصلت الى أعلى قمة في جبال إفريقيا، جبل كلمنجارو.

وترى بزاري ان العائق الاساسي في الحد من ممارسة رياضة التسلق هو سيطرة الاحتلال على اكثر الجبال جودة وجمالا في فلسطين، رغم وجود محاولات من قبل بعض المحترفين في الضفة، ومن هنا جاءت الفكرة من قبل المسؤول عن نادي الالب الفرنسي الذي كان في زيارة لفلسطين مع مجموعة من الفرنسيين الداعمين للقضية الفلسطينية، فقرر تطوير مهارات الشباب وإعطاءهم فرصة لقيادة تسلق الجبال الفرنسية .

"في كل إنسان قمة عليه أن يصعدها وإلا بقي في القاع مهما صعد من قمم"، هذه أحد مقاطع رواية "أرواح كلمنجارو" لكاتبها الفلسطيني إبراهيم نصر الله، الذي استلهم احداثها خلال مرافقته الشابة ياسمين النجار أثناء تسلقها جبل كلمنجارو.

ــــــــــــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024