"عيد الأضحى" بالقدس...قيود وغرامات اسرائيلية
القدس المحتلة- الحياة الجديدة- ديالا جويحان- تغيرت المظاهر المتعارف عليها من العادات والتقاليد منذ أكثر من 36 عاماً في بيع المواشي والاضاحي وتحديداً في مدينة القدس بعد احتلالها عام 1967 لتغيير الواقع الحضاري العربي والاسلامي في المدينة لتكون تحت سيطرة بلدية الاحتلال.
كان يعتبر سوق الجمعة الواقع على امتداد السور الشمالي الشرقي لمدينة القدس المطل على جبل الزيتون والصوانة ووادي الجوز والطريق المؤدي لشارع السلطان سليمان من أهم الاماكن لبيع المواشي حتى الثمانينيات ليتحول بعدها من سوق لبيع المواشي الى موقف للسيارات ومن ثم أصبح مكان لمكب النفايات حيث تسعى بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعه والآثار" الاسرائيلية الى تحويله لحدائق توراتية ضمن المخططات التهويدية لتغيير الواقع العربي الاسلامي لطابع يهودي.
مع اقتراب عيد الاضحى المبارك أصبحت تفوح من السوق رائحة، كما يمنع التجار من بيع المواشي في احياء مختلفه عن طريق تحرير مخالفات باهظة ومصادرة الاضاحي، وتصاعدت في الاونة الاخيرة اجراءات الاحتلال من خلال هدم البركسات لتربية المواشي بحجة الحفاظ على البيئه، اضافة لمنع ذبح الاضاحي امام منازل المقدسيين.
من سوق الجمعة الى حدائق توراتية!
يقول بشار أبو شمسية المرشد السياحي في مدينة القدس: "في كل محافظات الوطن يوجد سوق الجمعة وفي مدينة القدس في الزاوية الشرقية لبرج اللقلق يختص سوق الجمعة لبيع المواشي وكان يتوافد عليه المواطنين من كافة الاحياء المجاورة لشراء الاضحية، او لمناسبات مختلفة مثل: العقيقة، او عودة الحجاج من أداء مناسك الحج، لكن هذه المظاهر اختفت تدريجياً.
إستهداف السوق كأي موقع في مدينة القدس.!!
يضيف ابو شمسية، استهدف الاحتلال السوق كأي موقع في مدينة القدس لتغيير الواقع ضمن المخطط 2020 بدأه الاحتلال في التسعينات لوضع اليد والسيطرة كما هو الحال في منطقة الصوانة، ويوضح أنه نتيجة لإستمرار صمود أهل القدس تم تأجيل المخطط التهويدي لعام 2030.
وأشار الى انه في السابق كان المواطنون ينتظرون الاعياد وتحديداً عيد الاضحى المبارك بفارغ الصبر ليبدؤوا أسبوعاً كاملاً من التهليلات والتكبيرات واكتظاظ الناس وتوجههم لسوق اللحامين وانتشار المواشي في مختلف احياء البلدة القديمة التي تكون عادةً مجهزة قبل شهر استعداداً لذبحها بعد صلاة العيد، ولكن اليوم مع اقتراب العيد اصبح المواطن يعيش خوفاً من أي نبأ لا يفرح من قبل الاحتلال وليس من تحضيرات العيد.
وتابع حديثه، قلة قليلة في مدينة القدس يستمرون في هذه الطقوس خفيةً وخوفاً من الملاحقة من قبل سلطات الاحتلال التي تفرض مخالفات باهظة، ومصادرة الأضاحي في بعض الاحيان، ومطالبة المواطنين بان يتم ذبح تلك الاضاحي في المسالخ المخصصة ومعظم المسالخ خارج جدار الفصل العنصري.
الارشاد السياحي: لاعادة الذاكرة وإحيائها من جيل لآخر.!!
يقول ابو شمسية "نعمل خلال الارشاد السياحي والمسارات للمجموعات الشبابية والمخيمات الصيفية على إعادة الذاكرة واحيائها من جيل لآخر، ونركز على عدة قضايا من أهمها التسميات العربية التاريخية، حيث عمدت سلطات الاحتلال بتغير قسم كبير من احياء وشوارع القدس وتحويلها لاسماء عبرية والهدف منه تغير الذاكرة من جيل لآخر.
ودعا أبو شمسية، الباحثين والمؤرخين والمختصين على اعداد منهاج أثري تاريخي موضوعي بعيداً عن الروايى التوراتية، وخاصة بأن المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس على حافة الاندثار.
ملحمة الباشا: تغيرات للعادات والتقاليد وفرض للقيود..!
يقول أحد بائعي اللحوم والدواجن بالقرب من كراج باب العامود "ملحمة الباشا" محمود خالد:" انه قديما كان السوق يعج بالزبائن قبل عيد الاضحى المبارك بأسبوع من أجل حجز الاضاحي في سوق الجمعة تجهيزاً لعيد الاضحى".
ويضيف، منذ عدة سنوات فرضت سلطات الاحتلال قيوداً على بيع الاضاحي أو عند شراء البضاعة وفي السنوات السبع الماضية كنا نجلب اللحوم من المسالخ في الضفة الغربية ولكن اليوم فرض علينا جلبها من المسالخ الاسرائيلية نتيجة لرفع الضرائب والمخالفات الباهظة لحظة مرورها عبر الحواجز العسكرية المقامة حول مدينة القدس وفي بعض الاحيان يتم مصادرتها.
وأوضح، الاقبال على حجز الاضحية والاهتمام بنوعية الاضحية (الخاروف، الجدي، العجل) ليست كما كانت في السابق بل انه في الاونة الاخيرة لوحظَ تراجع في عدد المشترين نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب إضافة لقلة عدم وجود مزارع لبيع المواشي في مدينة القدس.
سوق اللحامين لم يتبق منه إلا الاسم.!!
المعاناة ذاتها في المدينة حيث يعاني تجار "سوق اللحامين" داخل أسواق البلدة القديمة في القدس المحتلة، من حالة الركود التي أصبح عليها السوق بسبب سياسات الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة، والتي ادت الى تدهور الوضع الاقتصادي للتجار حيث أغلق اكثر من 90% من محالاتها.
وكان "سوق اللحامين" في الماضي يعج بتجار اللحوم والمشترين؛ أما اليوم فالسوق أشبه بسوق أشباح، ولم يتبق منه الا الاسم فقط.