العاملون بصمت
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
اثارت قضية مقتل المواطنة نيفين عواودة، تكهنات كثيرة، وتقولات وشائعات اكثر، باتهامات وتحليلات وفتاوى ما انزل الله بها من سلطان، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تلبس بعضها ثياب المحقق الجنائي دون ادلة ولا قرائن ولا علم ولا معلومة ..؟؟
وبقدر ما صارت قضية المغدورة «عواودة» قضية رأي عام، بقدر ما بات من الضرورة الاجتماعية والقانونية والاخلاقية، إزالة كل لبس في هذه القضية، والكشف عن مرتكب الجريمة، وتحويله الى القضاء ليقول كلمته الفصل حكما عادلا وفق الشرع والقانون.
وبعيدا عن اي استعراضات، تحرك رجال المخابرات العامة، الذين يعملون بصمت دائما، ذهبوا يبحثون ويحللون ويجمعون الادلة للكشف عن ملابسات الجريمة، واعتقال القاتل /ايا كان/ لتقديمه الى العدالة، ولم يمض وقت طويل حتى تمكنوا من ذلك برغم الشائعات التي شكلت بيئة طاردة للحقيقة والعمل المنتج.
ولعلها مناسبة ان ننبه مرة اخرى الى خطورة خطيئة الفتاوى الاعلامية، وتقاريرها المتعجلة، وتقولات مواقع التواصل الاجتماعي، التي يذهب بعضها الى محض التقول والاستعراض وتسجيل المواقف ليس إلا، وغالبا من باب «عنزة ولو طارت» كما يقول المثل الشعبي عندنا..!!
ولا بد ان نشير ونوضح مرة اخرى، إلى ان بعض شائعات وتقولات العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، ليست إلا فريسة لشائعات وتقولات مدروسة تبثها مواقع احتلالية ومعادية للمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والتحرر، وكما يعرف الجميع فإن الفضاء الالكتروني، فضاء مسيطر عليه من قبل مالكي ادواته وتقنياته وأجهزته المتطورة، التي تسمح بقول، وتمنع غيره، على هذا النحو أو ذاك، بدليل ما يغلق من مواقع «الفيس بوك» من قبل مالكي مفاتيح هذه المواقع كلما خرج القول عن السياق الذي يريدون ...!!! وباختصار لا بد من الانتباه جيدا لكل قول الا يصب في النهاية في خانة مخططات الاحتلال الرامية الى ضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وتمزيقه بالشائعات والفبركات، لتدمير قيمه الاخلاقية، ونسف ثقته بمؤسساته على اختلاف مسمياتها، خاصة الامنية منها، والقذف به الى انكسار الهوية ومجاهل العدمية، ما يجعل في المحصلة تدمير المشروع الوطني ممكنا كما تشتهي المخططات الاحتلالية البغيضة.
بكشف جهاز المخابرات، بمشاركة النيابة العامة، لملابسات جريمة قتل المواطنة نيفين عواودة، واعتقالها القاتل لتقديمه الى العدالة، وبمثل هذا الجهد الذي تواصل بصمت الباحث عن الحقيقة ولأجلها، يتضح تماما ان الشائعات لا تفك لغزا ولا تحل قضية وبقدر ما تشوش على الحقيقة بقدر ما تحاول طمسها وتغييبها لصالح الفوضى في القول والأحكام، والأهم ان هذا الكشف وبمثل هذه السرعة اثبت ان اجهزة الأمن بصفة عامة ومؤسسات العدالة في السلطة الوطنية، هي اجهزة ومؤسسات الحكم الرشيد الذي بمثل هذا الحضور يعزز وعي الدولة لدى الرأي العام الفلسطيني ويؤكد ضرورته لأجل قيامتها التي لا بد ان تكون. تحية تقدير واعتزاز لرجال المخابرات العامة وشركائهم في النيابة العامة، العاملون بالصمت النبيل القادرون دائما على الانجاز دون تبجح ولا استعراض، خالص التحية.