رغم أنف الاحتلال.. 24 ساعة كفيلة ببناء مدرسة "التحدي 5"
عنان شحادة
(فدائي فدائي فدائي.... يا أرضي يا أرض الجدود.. فدائي فدائي فدائي .... يا شعبي يا شعب الخلود)، بهذا النشيد الوطني الفلسطيني، افتتح طلبة مدرسة التحدي "5" الأساسية المختلطة في جب الذيب شرق بيت لحم، يومهم الدراسي، عقب اعادة بنائها مجددا، بعد أن هدمها الاحتلال الإسرائيلي في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.
(24 ساعة) كانت كفيلة لإعادة بناء المدرسة بالطوب، وسقفها بالحديد المصفح، من يوم الجمعة الماضي، بعد تضافر كافة الجهود من أسرة التربية والتعليم، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والأهالي، والمؤسسات، وهي عبارة عن خمسة صفوف مدرسية.
شق الطلبة والطالبات منذ الصباح الباكر طرقا وعرة وسط الجبال يتسابقون فيما بينهم، وصولا للمدرسة، يحملون الأعلام الفلسطينية، ويلوحون بها، فرحة بتحقيق انتصار إعادة بنائها كما قالوا.
مدرسة متواضعة ببنائها، لكنها حملت معها مشهدا فلسطينا كبيرا، تمثل بالإصرار والعزيمة في مقاومة المحتل دفاعا عن حقوقه، ومنها التعليمية.
الطالبة لجيم محيسن في الصف الرابع قالت، "اليوم أنا أسعد طفلة، رجعت لمدرستي، وان هدموها، لن نخاف، ولن نتراجع عن حقنا في التعليم، سنعيد بناءها".
أما الطالب مؤيد زواهرة (9 سنوات) في الصف الرابع، أعرب عن سعادته بوجوده في مدرسته وقال "ظليت طول الليل وانا احلم كيف بدي ارجع لمدرستي، بعد ان سمعت انهم عادوا بناءها، انا مبسوط، انا فرحان، ولا يمكن ان انسى مشهد يوم امس، ضربونا بقنابل الغاز والرصاص، رغم ذلك لن يرعبونا سندرس، ونتعلم".
الطالبة سندس عمار ذرفت دموعا وهي تصف شعور عودتها للمدرسة، بقولها "حلم وتحقق، أنا في مدرستي إذا أنا موجود، لن نتنازل عن حقنا في التعليم، أيام صعبة مرت علينا، بعد أن هدموا مدرستي، بحمد الله استطيع الآن أن أجلس على الكرسي في غرفة ستحميني من حر الشمس، وبرد الشتاء".
مديرة المدرسة آمنة موسى قالت "هذا اليوم يجب أن يسجل في تاريخ نضالات وكفاحات شعبنا المعطاء، بالأمس تحدينا جبروت الاحتلال، الذي أمطرنا بوابل من نيران اسلحته، ونحن نقوم بإعادة البناء، لكن العزيمة والاصرار كانتا سلاحنا في مواجهة الغطرسة، واستطعنا أن نعيد البناء، واليوم ونحن ننشد النشيد الوطني، ونرفع العلم الفلسطيني، نؤكد أننا باقون على الأرض، صامدون لن نتخلى عنها".
ولم تخف موسى حقيقة التخوف من هجمات احتلالية مجددا على المدرسة، لكن رغم كل ذلك سيبقون صامدين يواصلون مسيرتهم التعليمية دون تردد.
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم أن افتتاح المدرسة يعني فرض الهوية الفلسطينية، واستمرار المسيرة التعليمية رغم كل المعوقات الإسرائيلية.
وأضاف ان رسالتهم اليوم هي رسالة تحدٍ وإصرار في وجه الهجمة التحريضية الإسرائيلية، ورسالة تعاضد بين أبناء المجتمع الواحد، والمؤسسات المختلفة في انجاز المدرسة، مؤكدا أن سياستهم واضحة أمام كل مدرسة تهدم هناك، ستبنى مدارس أخرى، من أجل افساح المجال لأبنائنا للاستمرار في المسيرة التربوية.
من جهته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، "اننا هنا لنزرع الأمل في نفوس ابنائنا، وردا على أحد النواب الإسرائيليين القائل "يجب اقتلاع الامل عند الفلسطينيين لنهزمهم، لكننا نرد عليه بالقول سنزرع الأمل لدى الاطفال لاقتلاع الاحتلال".
وأكد أن رسالتهم هي: مستمرون كما قال الرئيس أبو مازن في بناء الوطن، ومنها المدارس، وسنقاوم التهجير القسري من خلال تمكين المواطنين في كل مكان، وايصال البنية التحتية، لافتا إلى أن لديهم خطى وطنية لتعزيز الصمود في منطقة "ج" أقرتها الحكومية الفلسطينية، ونحن نعمل تحت توجيهات الرئيس محمود عباس، وبالتالي المدرسة تمثل ملحمة اسطورية في انتصار الحق الفلسطيني.
يشار إلى أن الهيئة المدرسية فيها، تتكون من مديرة المدرسة، و 4 معلمات.
ــــــــــ