محافظة الوسطى.. مصالحة بفرط التفاؤل والمخاوف
النصيرات-علي الفرا- مظاهر الفرح والأعلام وصور الرئيس محمود عباس التي زينت واجهات المحال التجارية والطرقات، أظهرت مدى التفاؤل الكبير وغير المسبوق لأهالي محافظة الوسطى، الذين ظهروا ككل أهالي غزة متلهفين لعودة القطاع إلى حضن الوطن عبر تطبيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام المدمر.
التفاؤل الكبير الذي شهدته محافظة الوسطى وسط قطاع غزة، في ضوء بدء تطبيق اتفاق المصالحة الذي يتم برعاية مصرية بدخول حكومة الوفاق الوطني لغزة لممارسة مهامها، شابه الحذر والمخاوف من تكرار ما حدث في اتفاقيات سابقة لم يكتب لها النجاح.
وكان الوفد الحكومي برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وصل اليوم الي قطاع غزة عبر معبر بيت حانون شمال القطاع وسط استقبال جماهيري كبير يظهر مدى لهفة الشعب لمصالحة جادة تعيد اللحمة والوحدة للشعب، وتنهي كافة الأزمات المترتبة على الانقسام.
وأعرب الكثير من المواطنين عن تفاؤلهم تجاه المصالحة هذه المرة، مظهرين سعادة غامرة بأن حقبة الانقسام ستنتهي بتتويج المصالحة بين حركتي فتح وحماس، لإنهاء أزمات غزة الطاحنة.
ويرى المواطن جمال درويش، صاحب محل صرافة، أن ما يحدث اليوم هو يوم عرس فلسطيني، وأن الجميع متفائل بالخير بأن جهود المصالحة ستكلل بالنجاح خاصة في ظل جدية كافة الأطراف ووجود نوايا صادقة وجادة للخروج بها إلى بر الأمان. وأشار إلى أن الشعب عانى من تجارب سابقة جعلتهم لا يفرطوا في إظهار فرحتهم، مشدداً على أنه يرى أن كافة المقومات الموجودة في الوقت الحالي تدعو إلى التفاؤل وأن الانقسام في طريقه للزوال.
وتمنى درويش الذي زين واجهة محله بصورة ضخمة للرئيس عباس، والرئيس الراحل ياسر عرفات، أن يعم الأمن والاستقرار قطاع غزة بناء على وحدة وطنية شاملة تجمع كافة أطياف المجتمع.
من جانبه، تمنى الحاج محمد حسن مدير مكتب سفر وحج وعمرة، أن يتم تطبيق اتفاق المصالحة بشكل فوري وسريع، لأن الشعب ما زال محبطا نظرا لفشل التجارب السابقة، معربا عن أمله أن تتوج هذه الجهود التي وصفها بالجبارة بالنجاح.
الحاج حسن أعرب عن قلقه من رد فعل الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول كثيراً أن يبقى الانقسام بين شطري الوطن غزة والضفة، والذي لا يصب إلا في مصلحته، وطالب الجميع بتغليب المصلحة الوطنية العليا على كافة باقي المطالب الفئوية الضيقة، للوصول إلى مجتمع موحد قادر على تخطي الصعاب وتذليل وحل كافة العقبات والمشكلات.
بدوره، يرى محمود أبو عودة صائغ ذهب أن النوايا الصادقة لدى حركتي فتح وحماس هي أهم مقومات نجاح المصالحة، التي من شأنها انهاء حالة الركود الصعبة التي يشهدها القطاع في كافة مناحي الحياة، مبيناً وجود تفاؤل لدى الكثير من الناس بأن تتحول المصالحة لحقيقة ملموسة على ارض الواقع.
ويأمل أبو كريم طه أن يعمل المجتمع على التصالح ونسيان السنوات الماضية التي عاشها القطاع في ظل الانقسام، وأن يندمج كافة أبناء الشعب لتحقيق المصالحة بشكل عملي.
ويقول الشاب محمود القرناوي (29 عاماً) الذي يعمل على عربة مشروبات ساخنة: "ما نراه على أرض الواقع من بدء تطبيق المصالحة أمر ممتاز نتمنى ان يكتمل على خير، وأن الأمر الملموس يظهر اختلافا حقيقيا بين الجهود الحالية والسابقة في ظل وجود نوايا صادقة لدى كافة الأطراف".
وأضاف "المصالحة تفتح المجالات للجميع وتخفف من معاناة شعبنا في غزة"، متمنيا أن تفتح مجالا للعمل لجيل الشباب الذي ارتفعت بينهم نسبة البطالة بشكل ملحوظ.
ويأمل القرناوي أن يجدوا حلا للجيل الذي عاش فترة الانقسام التي تعدت العشرة أعوام والذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا مجالا للوظائف فحاولوا كسب رزقهم بشتى الطرق التي تمكنهم من بناء حياة كريمة، قائلاً "جيل بأكمله ضاعت حقوقه نتمنى مستقبلا أفضل للأجيال القادمة".