اسبوع الحكومة
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
في اجتماع حكومة التوافق الوطني اليوم في غزة، تكون مسيرة انهاء الانقسام قد بدأت خطوتها الثانية، بعد خطوتها الأولى التي حلت ما كان يسمى اللجنة الادارية، الامر اذا لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية على اكمل وجه، انما هو مسيرة بخطوات واحدة تلو الاخرى، وبإجراءات تولد اجراءات، وصولا لتسوية مختلف ملفات المصالحة الوطنية، والمعنى بوضوح شديد، ما من ضربة عصا سحرية تعيد المحافظات الجنوبية الى ما كانت عليه قبل الانقسام القبيح.
وما من شياطين تكمن في التفاصيل هذه المرة، خاصة مع رقابة الرعاية المصرية الحريصة على التنفيذ الدقيق لخطوات تحقيق المصالحة، التي لا قاعدة لها سوى الاتفاق الموقع عام 2011.
ولا ينبغي لأحد اليوم ان يطالب بتسوية مختلف ملفات المصالحة دفعة واحدة، من سيفعل ذلك لا يريد انهاء الانقسام، ولا يسعى لوحدة الوطن.
الأجواء اليوم خاصة في غزة ليست ايجابية فحسب، وانما هي اجواء فرح وبهجة تجلت بهذا الاستقبال الشعبي الحار للحكومة وطواقمها، بل ان المحافظات الجنوبية العزيزة تعيش اليوم لحظة عرس وطني حقيقي، ولا جدال انه عرس الوحدة الوطنية التي تظل وحدها الضمانة الحقيقية لانتصار المشروع الوطني، مشروع الحرية والتحرر، ولا جدال ايضا انه عرس الخلاص من جروح الانقسام وعتمته المرهقة.
وللحكومة اسبوع اول في غزة مع رقابة الرعاية المصرية الثمينة، لتستلم كافة مهامها على اكمل وجه، ودونما اية عراقيل، ليصار بعد ذلك الى تقييم هذا الاسبوع في لقاء يعقد في القاهرة بين حركتي فتح وحماس، لإقرار الخطوة اللاحقة في مسيرة انهاء الانقسام القبيح.
ولكافة القوى في غزة هذا الاسبوع ايضا، كي تؤكد نواياها الصادقة في هذا الاطار، وألا تضع ايا من العراقيل في مسيرة المصالحة، سواء كإجراء على الارض او كمماحكة في حوار..!! وبالطبع الأخوة في حماس معنيون بذلك اكثر من غيرهم، ولا ضير في ذلك بطبيعة الحال.
اسبوع يسجل لغزة الصمود والبطولة والتضحيات العظيمة، اسبوع لبدء عهد جديد في حياة الوحدة الوطنية، فليكن واضحا في فلسطينيته وصريحا في لغته الجامعة، وجادا في عمله وهو ورشة العمل الاولى لاصلاح ما دمرته الحروب العدوانية الاسرائيلية وما فرضته من حصار ولمعالجة مختلف جراح الانقسام البغيض.
يبقى ان نقول، يحق لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، ان تفخر اليوم بهذا الانجاز، وهي التي طالما قالت وما زالت تقول انها ابدا لن تلجأ لخيارات العنف لإنهاء الانقسام القبيح، عشر سنوات من الحوار الذي لم ينقطع والقرار كان دائما هو تواصل هذا الحوار، وقد اثمر اخيرا برعاية مصر ودورها الاصيل الكبير، قد اثمر الأمل وقد بات يسير على قدمين في اسبوعه الاول.