القاهرة: إنهاء الانقسام يفتح آفاقا لإحياء عملية السلام ويوحد الجهود لإنهاء الاحتلال
علي وهيب
أعرب عدد من الصحفيين المعتمدين في جامعة الدول العربية عن تفاؤُلهم اتجاه الخطوات والبوادر الإيجابية لطيّ صفحة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية .
كما أثنوا على الدور الكبير التي بذلته القيادة المصرية من أجل الوصول إلى هذه المرحلة التاريخية، مؤكدين أن إنهاء الانقسام سيُعيد البوصلة باتجاه توحيد الجهود نحو إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وسيفتح آفاقا جديدة لإحياء عملية السلام.
ومن جانبه قال مراسل جريدة الحياة اللندنية في الجامعة العربية الاعلامي مصطفى يوسف، إن نجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية بالشكل المطلوب سيفتح آفاقا جديدة لإحياء عملية السلام، وسيؤمن فرصا أفضل لمفاوضات السلام من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس.
كما أكد إن إتمام المصالحة الفلسطينية وفق اتفاق القاهرة الموقع يوم 4 أيار 2011م، سيساعد أيضا في تفعيل وانجاح عملية الاعمار في قطاع غزة، وستعزز أيضا ثقة المانحين وتشجعهم على الاستمرار بتقديم الدعم والايفاء بكافة التزاماتهم، فإننا نشهد اليوم بداية فصل جديد في تاريخ الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه أكد كبير المراسلين - مدير عام باتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري مراد فتحي، على ضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء عملها في الضفة الغربية وقطاع غزة، واهمية انعقاد اجتماع الحكومة الفلسطينية في القطاع اليوم الثلاثاء برئاسة رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، وهذا بحد ذاته تحول تاريخي في التأكيد على انجاز المصالحة، وسينعكس أيضا إيجابا في إنهاء الانقسام الذي استمر 11 عاما تقريبا والذي من شأنه أن يعزز ويقوي النسيج المجتمعي، مشددا على ضرورة تذليل العقبات أمام فتح معبر رفح، لكي يعيش سكان قطاع غزة حياة كريمة كباقي شعوب العالم.
وأضاف فتحي، إن هذا الإنجاز الكبير سيسرع بالطبع في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، الذي تعرض لثلاث حروب مدمرة، شنها الاحتلال الإسرائيلي في أعوام 2008، و2012، و2014، وعلى ان تقوم كافة الدول بتعزيز مساعداتها للقطاع وتوجيه هذه المساعدات الى حكومة الوفاق الوطني باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة.
وفِي نفس السياق قال الإعلامي المغربي توفيق بوصناش، إن نجاح إنهاء صفحة الإنقسام وإعادة الوحدة الفلسطينية للشعب الفلسطيني العظيم الذي قدم خيرة قادته وأبنائه شهداء وأسرى وجرحى في سبيل الحرية والاستقلال، يعتبر بحد ذاته إنجازا عظيما وتاريخيا، حيث أكد على تشكيل موقف موحد في مواجهة التحديات الحالية التي تمر بها قضيتنا المركزية خاصة أمام الإصرار الإسرائيلي المتعنت الرافض للتعاون والذي لن يؤدي إلى أي تقدم في عملية السلام والمستمر في بناء الاستيطان.
ومن جانبها طالبت الصحفية هالة شيحة مراسلة قناة Dmc في جامعة الدول العربية، بضرورة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني خاصة بعد إنْجاز المصالحة بجهود مصرية والتي دائما كانت وما زالت تحرص على دعم القضية الفلسطينية ودورها الهام في تذليل كافة العقبات، وضرورة العمل بروح عالية وذلك لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، وعلى ما سيتفق عليه لاحقاً في القاهرة، ويجب من الجميع أن يدفع باتجاه الوحدة والتغلب على أي عراقيل قد تظهر في المستقبل.
وأكدت، على ضرورة منح حكومة الوفاق التي اجتمعت اليوم في غزة المساحة الكافية لحل الأزمات، كون عملها معتمد على الإنجاز بشكل تدريجي ومتواصل لحل القضايا المختلفة، ووضع خطط ورؤى جديدة، والتمكين السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني .
ومن جانبها عبرت الدبلوماسية المغربية في الجامعة العربية نجاة امرابي، عن شكرها وتقديرها للجهود التي بذلتها القيادة المصرية لإعادة اللحمة الى الاخوة في فلسطين، وقالت إن الجامعة العربية تعتبر القضية الفلسطينية هي إحدى ركائزها الاساسية لما يتعرض الشعب الفلسطيني من ظلم وحصار وتدمير إسرائيلي .
وأضافت امرابي، إن الهدف الآن هو تثبيت هذا الإنجاز التاريخي وتمكين حكومة الوفاق لأخذ مسؤولياتها الكاملة في غزة ولكي نتمكن ايضا من زيارة الأراضي الفلسطينية ونصلي في القدس الشريف .
كما دعا عميد كلية الاقتصاد في جامعة المستقبل الدكتور مصطفى عزت، المجتمع الدولي الى تقديم الدعم المالي لحكومة الوفاق الفلسطينية لأن عودة الحكومة وممارسة عملها في غزة يقوي الذين يرغبون بتحقيق السلام بين فلسطين واسرائيل.
وقال عزت، إن هناك أسبابا حقيقية تبعث على التفاؤل ولا بد ان يكون هناك إرادة سياسية حقيقية لتذليل العقبات المتراكمة منذ 11 عاما، مشيدا بالدور النشط الذي تلعبه مصر التي تولي اهتماما كبيرا بهذا الملف والتي بذلت جهودا غير عادية لضرب هذا الانقسام الذي تسبب بأوضاع إنسانية أصبحت لا تطاق بل وانعكست بشكل سلبي على الأوضاع الداخلية في مصر والمحيطة ايضا، وتأثيراته السلبية على القضية الفلسطينية لانه لا يمكن أن تقام الدولة الفلسطينية وشعبها مختلف.
ومن جانبه أعرب الدبلوماسي السعودي صالح النجار، عن تفاؤله لإنهاء الانقسام وانجاز ملف المصالحة الفلسطينية، وقال: هذه المرة اعتقد انها تختلف عن سابقاتها لأن هناك جدية واضحة واصرار من قبل الأطراف ان يبعدوا هذا الانقسام الذي ضر بالقضية الفلسطينية كثيرا .
وتابع النجار، إننا نتابع خطوات المصالحة اولا بأول ويهمنا في المملكة ان يستعيد الشعب الفلسطيني وحدته وان يكون مترابطا لأننا كنّا نلمس في الحجاج الذين قدموا لأداء المناسك في الأعوام الماضية، حيث كانوا يضعون لوحات مختلفة بحجاج قطاع غزة، واُخرى بحجاج الضفة الغربية، وهذا كان غريبا بالنسبة لنا، مشيرا الى ان آثار الانقسام لن تنتهي بين ليلة وضحاها، وإنما سيتم معالجتها بشكل تدريجي للوصول إلى إنهائها.
الطالب الفلسطيني هيثم النواتي والذي يدرس في جامعة 6 أكتوبر المصرية كان طلبه أن يفتح معبر رفح البري لتتمكن والدته المسنة من استكمال علاجها بالقاهرة حيث مضى على موعد المراجعة اكثر من عامين وهي تنتظر بفارغ الصبر اعلان فتح المعبر بشكل دائم، مضيفا ان المعلومات تشير الى ان هناك اكثر من 30 الف شخص في انتظار فتح المعبر، غالبيتهم من المرضى الذين لا يتوفر لهم علاج في مستشفيات القطاع، بالإضافة الى طلبة الجامعات في مصر والخارج، ومواطنين آخرين لديهم تصاريح إقامة أو تأشيرات سفر لدول العالم في انتظار فتح المعبر.
وناشد النواتي، حكومة الوفاق الوطنية الى الاسراع في اتخاذ خطوات من شأنها فتح معبر رفح الحدودي وإجراء تسهيلات لسفر وتنقل سكان القطاع من وإلى قطاع غزة عبر مصر، خاصة في ظل تفاقم وتشديد الحصار الجائر الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية المحتلة على حركة وتنقل سكان القطاع.