مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

مجزرة عتيل: السعدي يستعيد بطش بريطانيا

عبد الباسط خلف: تتماسك بصلابة ذاكرة التسعيني صادق السعدي، الذي كان شاهداً على مجزرة بلدته عتيل، 12 كيلومتراً شمال شرق طولكرم، في الخامس من كانون الثاني العام 1938.
 يسترد ذكرياته المتقدة بشعر أبيض: ولدت عام 1920، ومعي إلى اليوم جواز سفر صادر من يافا يؤكد تاريخ ميلادي. وقت حدوث المجزرة كنت في أول العمر، وكان في بلدنا عرس لخالد أبو حامد، حضره الثوار من فصائل دير الغصون وذنابة وعتيل، وخلاله هاجم الإنجليز البلد، وأخذوا يطلقون النار على الناس والثوار.أول شهيد سقط في المجزرة رجل كنا نسميه "الإصباحي"، قتلوه في وعر البلد، وهو هارب منهم".
 واستنادا إلى ذاكرة أبو حاتم، فقد شاركت الطائرات البريطانية في قصف عتيل من الجو، وطوقتها وحدات( الأسكوتش) العسكرية من كل الجهات الأرضية، وبدأت تحصد الناس، ولم يسقط من ذاكرته أسماء بعض الشهداء، وطريقة سقوطهم القاسية.
 يقول: جمعوا الناس في المدرسة، وطلبوا من النساء الذهاب إلى المسجد، واختفى الشاب محمد حسين في الجامع بينهن؛ لأنه كانت عليه العين، وعندما عثر عليه الإنجليز ، حاول الدفاع عن نفسه، وأمسك بالبارودة، وأخرجوه إلى المقبرة، وقال قائدهم أطلقوا عليه النار، فقتلوه من مسافة قصيرة، وخرجت أنا ووالدي وعمي إلى الساحة، وأخذوا يضربوا كل الناس تحت جو ماطر وبارد. ثم سقط ذيب العمر، وعبد الرحمن أبو عابد، وواحد من عائلة أبو عوض، بعد أن وجدوهم في قلب المتبن( مكان لوضع قش الحنطة المطحون وأعلاف المواشي) وقتلوا امرأة في قلب بيتها في الحارة الشمالية.
 يتابع بصوت يتخلله الحزن: "صار عمري 92 سنة، وبعدني بتذكر القصة بكل تفاصيلها، والقصف بالطائرات من الساعة الواحدة ليلاً وحتى ثاني يوم العصر،، والإهانة، والذبح، والسلخ، والبهدلة، والدخول للجوامع، وتفتيش النساء."
 لم تنته مجزرة البلدة، فالجيش البريطاني وصلها بعد مدة قصيرة، لينسف بيوتاً ويعتقل شبانًا، ويبحث عن الثوار، فقد نقلها أبو حاتم إلى أولاده الثمانية، وأحفاده الذين يغفل عددهم الحقيقي. غير أنه ينهي بعبارة تقطر ألماً: "خسارة، قضت المجزرة على الثورة، وهاجموا القائد عبد الرحيم الحاج محمد."
 أما حسني صالح، وهو من البلدة نفسها، وأبصر النور بعد ثلاثة وثلاثين سنة من ولادة صادق السعدي ، فيتذكر ما قصته له والدته عائشة عن مجزرة عتيل، حين جمعوا البلد كلها في منطقة البركة، وراحوا يهينون الناس، ويفتشون عن الثوار، وقتلوا الشبان والنساء، ولم يوفرا أحداً. ويضيف أن الجيل الجديد لا يعرف شيئاً عن المجزرة، لكثرة الأحداث والشهداء والمجازر التي تتكرر في الذاكرة الفلسطينية الحزينة، ومع ذلك أحاول جاهداً أن أنقل بعض الروايات الشفهية التي سمعتها من والأسلاف إلى الإخلاف.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024