أسرة بالفوار فيها 3 من ذوي الإعاقة تعيش تحت رحمة راتب الشؤون الاجتماعية
أنصار اطميزة- بين أروقة مخيم الفوار جنوب الخليل وفي ثنايا مآسيه، هنا يجثم بيت فيصل الطيطي"أبو لؤي" ليحمل لنا قصة ترويها أم لؤي أبطال القصة ثلاثة من أبناءها هم:لؤي"32عاما"،محمد"28عاما"،وثائر"24عاما".
ثلاثة أخوة اثنين منهما من ذوي الاحتياجات الخاصة والآخر مريض
هنا تبدأ الحكاية مع ثائر ذلك الشاب الذي يجتاح ربيع عمره اختلال في الغدة النخامية وأمراض في المسالك البولية يحتاج علاجا مدى الحياة
يكلف شهريا 2500 شيكل تقاسمتها معهم وكالة الاونروا لتخفف عبء عائلته،وتقول أم لؤي تللك المرأة الخمسينية من العمر "أجرينا لثائر 8 عمليات في المسالك البولية وعملية زارعة قرنية،وعمليتين لتعديل انحراف في عينه ".وتضيف "نحن بانتظار دعما لعملية أخرى للمسالك البولية أيضا لا يمكن اجراؤها في الأراضي الفلسطينية.
أما بقية أخوته وهم لؤي ومحمد فيعانون من بطء في الاستيعاب بنسبة عجز أقرها اتحاد المعاقين تبلغ 70% للاثنين،حيث أن نموهم الجسماني لا يرافقه نموا في عقولهم، غير أنهم لا يتمتعون بأي امتياز من الامتيازات المنوحة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتحدثت والدتهم عن حب محمد وولعه بالرياضة وبكرة القدم بالتحديد إلا أن وضعه حال دون أن يمارس هوايته وولعه بهذه اللعبة،وقالت أم لؤي "بالرغم من وضع أبنائي الخاص إلا أنني لا أشعرهم بهذا الخلل بل أتعامل معهم على أنهم أكثر من طبيعيين".وضع محمد ولؤي أيضا حرمهم من العمل فهم غير قادرين على اكتساب مهارة أو استيعاب أي صنعة أو عمل ليقوموا به،كما أنهم دخلوا المدراس وخرجوا منها دون أن
يعرف كتابة اسماءهم.
أسرة لا معيل لها
رب الأسرة فيصل الطيطي "56عاما" لا يمتلك صنعة سوى العمل في البناء،لكن عمره حرمه من هذه الفرصة،فلا قدرة لديه للعمل من جهة،ومن جهة أخرى أصحاب العمل أنفسهم لا يفضلونه لعمره،فهو عاطل عن العمل ولا يمكنه إعالة عائلته.
بالإضافة إلى ذلك فإن البيت الذي تسكنه العائلة لا يتعدى الغرفتين يعيش فيه 8 أفراد،ويذكر أن البيت قديم وجدرانه مهترئة ومهللة.
مبلغ من الشؤون الاجتماعية لا يكفي أبدا
أكدت أم لؤي أن المبلغ الذي تصرفه وزارة الشؤون الاجتماعية للعائلة كل 3 أشهر منذ سنتين فقط لا يكفيهم لشهر واحد حيث أن الشؤون الاجتماعية تصرف لهم 1800 شيكل كل 3 أشهر،وأشارت أن وكالة الأونروا تصرف لهم كل 3 أشهر أيضا 7 أكياس طحين و35 شيكل لكل فرد.
غير أن ذلك كله لا يكفي فالفحوص الطبية لثائر وحدها تكلف حوالي 370 شيكل للفحص الواحد تدفعه الأسرة، في الوقت الذي طال فيه انتظار دور ثائر لصورة الرنين المغناطيسي فكان من المفترض أن يجيرها قبل سنتين إلا أنه حصل عليها منذ 4 أشهر فقط من وزارة الصحة.
رد وزارة الشؤون الاجتماعية ...
من جهتها قالت وزارة الشؤون الاجتماعية على لسان مدير عام ديوان الوزراة أيمن الصالحي أن الحد الأدنى لرواتب السلطة الوطنية هو1000 شيكل وبالتالي فإن المساعدات الاجتماعية يجب أن تكون أقل من الحد الأدنى من الوظيفة العمومية، وأضاف الصالحي أن المبلغ 1800شيكل هو الحد الأعلى للمساعدات التي تقدمها الوزارة وفقا للنظام المعمول فيه في الوزراة،كما أن الوزارة تعيد النظر بالمساعدات المقدمة لمراعاة عدد أفراد الأسرة المستفيدةلكن لن يكون المبلغ أكثر من 1800 كل ثلاثة أشهر،إلا أن الوزارة بدأت هذا العام بتوفير مساعدات خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة عن طريق توفير برنامج خاص بهم.
أمنية على بال أم لؤي ...
في نهاية اللقاء تمنت أم لؤي أمنية بسيطة مفادها أن يعيش أبناؤها كباقي البشر،لكن دموعها خانتها قبل أن تكمل جملتها فأجهشت بالبكاء راجية من الله الفرج.
ما بين واقع فرضه اللجوء وقدر محتم على عائلة أم لؤي تظهر مساحة تمتلئ بالمآسي والألم بانتظار فسحة سماوية تعيد للعائلة فرحتها.
عن بي ان ان