الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الخضار المُنضَجة سريعا.. ليس كل ما يلمع ذهبا

موظف في وزارة الزراعة يقوم بختم مبيدات زراعية ضمن حملة لتنظيم بيعها وتداولها

عبد الرحمن القاسم
تنتشر في مجتمعنا قصص وروايات حول المبيدات الزراعية وأخطارها والرقابة عليها، وهناك من يحمل وزارة الزراعة المسؤولية عن قصور دورها الرقابي، وآخرون يتهمون المزارعين بعدم الاكتراث لصحة المواطن طمعا في ربح سريع، ويبقى المواطن هو الضحية في كلتا الحالتين إن ثبتت صحتهما.
ومن بين ما يتم تداوله بين المواطنين أن بعض المزارعين يستثنون بعض الاشتال والثمار من رشها بالمبيدات وذلك لتخصيصها للاستخدام الشخصي خوفا على أهل بيتهم من أمراض السرطان أو من بعض الآثار الجانبية لهذه المبيدات فما هي حقيقة كل ذلك؟.
ويؤكد مختصون أن اخضرار ثمرة الكوسا ليس دليلا على أنها صحية، كما أن احمرار حبة البندورة لا يعكس بالضرورة أنها ثمرة ناضجة، ويقولون إن كلمة السر في ذلك هي المبيدات الزراعية.
ويرى مدير زراعة محافظة أريحا والأغوار عمر بشارات، أن المواطنين يبالغون وينسجون الكثير من القصص حول هذا الموضوع، مؤكدا رقابة الوزارة على استخدام المبيدات الزراعية من خلال حملات وجولات تفتيشية ميدانية على المزارع.
ويقول إن الوزارة تشترط حصول محال بيع المبيدات الزراعية على الترخيص ووجود مهندس زراعي صاحب خبرة بالمبيدات وان تحتوي تلك المبيدات على" ليبل" ملصق باللغة العربية يحوى المكونات وتاريخ الإنتاج والصلاحية.
ويضيف بشارات بدأنا كوزارة وبالتعاون مع عدة مؤسسات ودول مانحة صديقة بتنفيذ برنامج "الجلوبال جاب" منذ عدة سنوات وهو برنامج متكامل يهدف إلى تدريب وتأهيل مزارعين قادرين على الالتزام بشروط المستهلك في السوق الأوروبي والفلسطيني، ويشمل المشروع دورات تدريبية ومشاهدات حقلية وتدريب المزارع على الوصف السليم لاستخدام المبيدات الزراعية، وينضوي في هذا البرنامج 240 مزارعا من أريحا يخضعون لامتحانات فحص دورية.

وينفي بشارات العديد من الشائعات حول المبالغة باستخدام المبيدات ويؤكد أن المنتج الفلسطيني يحظى بثقة وقبول الأسواق الأوروبية والأميركية واليابانية، ومؤخرا اجتازت عينة من تمور "المجهول" الفحص بنجاح في اليابان وتلقينا ثناء على ذلك وكذلك في أميركيا وأوروبا.

ويوضح أن الطبيعة والظروف المناخية الخاصة بأريحا والأغوار تضفي مذاقا خاصا على خضروات وفاكهة الأغوار، مشيرا إلى أن الموز الريحاوي والحمضيات وتمور المجهول بالأغوار مميزة بالنكهة والسعر محليا وعالميا.

وتشير النتائج الرسمية للتعداد الزراعي للعام 2010، أن ما نسبته 20.7 % من إجمالي المساحة المزروعة بالخضروات توجد في محافظة أريحا والأغوار، وهي أعلى نسبة على مستوى فلسطين، وان 86.5% من الحيازات النباتية والمختلطة في محافظة أريحا تستخدم المبيدات الزراعية.

كما تشير أرقام الغرفة التجارية الزراعية الصناعية بأريحا إلى تحسن وزيادة تصدير الخضروات والتمور إلى الخارج وان شهادات المنشأ التي أصدرتها خلال سبعة أشهر للأعشاب والنباتات الطبية المصدرة لأميركا وأوروبا بلغت مليون دولار.
ويرى بشارات أن المشكلة لا تكمن في استخدام المبيدات الزراعية بل في سوء استخدامها، وهو ما يؤكده هيكل الدعجة أحد كبار المزارعين بأريحا، والذي قال: إن سوء استخدام المبيدات الزراعية عند بعض المزارعين يعود لعدم اطلاعهم على نشرة التعليمات والتحذريات المرفقة من عبوات المبيدات الزراعية، ظنا من بعضهم أن زيادة كمية المبيدات المستخدمة قليلا تمنحهم إنتاجا أفضل وأسرع.
 ولا ينكر الدعجة أن بعض المزارعين وهم قلة يستخدمون بعض الأدوية والمبيدات لكسب سعر أفضل، ومن بينها "الكوتشوك" المحظور أصلا "والكونفادور" إضافة إلى مواد أخرى تستخدم أصلا لإبادة الأعشاب، إلا أن البعض يستخدمها لشتلة البندورة وهي مثمرة فتصبح جميع ثمارها حمراء رغم عدم نضوجها. ويقول إنه يأمل بان يتم إدماج وإشراك كل المزارعين بمشروع "الجلوبال جاب" لما يعود به من فائدة على المزارع والمستهلك.
من جهته، يرى المزراع علي الدعجة أن المستهلك يشارك أحيانا في تشجيع بعض أصحاب النفوس الضعيفة من المزارعين ممن يرغبون بدراهم قليلة على حساب ضمائرهم، مشيرا على سبيل المثال إلى اخضرار ثمرة الكوسا الزائد لا يعني بالضرورة أنها صحية.
ويشير إلى أن الخطورة لا تكمن في رش الخضروات بمبيد "الامبيد"، لكنها تكمن في عدم إلتزام المزارع بفترة الأمان قبل قطف الثمار، فهناك مثلا فترات "التجريع" والتي تبدأ مع بداية الزرع أو لتعقيم التربة وقد تمتد فترة الأمان إلى 90 يوما أو 20 يوما يمنع خلالها القطف أو الأكل من الخضروات، لان بعضها يكون مسرطنا.
ويقول مدير عام مستشفى أريحا الحكومي التخصصي ناصر العناني إنه لا يوجد إحصائية دقيقة عن حالات السرطان بالمحافظة وان العمل جار على حصرها خلال العام الحالي بحكم أن حالات العلاج والمتابعة لا تتم بشكل كامل في أريحا.
 ولا ينكر العناني ازدياد حالات السرطان في السنوات الأخيرة والتي قد يكون احد أسبابها المبيدات والأدوية الكيماوية المستخدمة دون احترام فترة الأمان.
ويجمع العديد من المزارعين على أن الصورة ليست سوداوية كما يحاول بعض المستهلكين رسمها، وان وزارة الزراعة تقوم بجهد بهذا المجال، إلا أن العديد من الأدوية المحظورة يتم تهريبها من إسرائيل من قبل بعض ضعاف النفوس.
ويؤكد هؤلاء أن المطلوب من مديرية الزراعة وطواقم الإرشاد تكثيف جولاتهم الميدانية على المزارع وإجراء الفحوصات العشوائية إلى جانب زيادة المحاضرات والنشرات التعليمية والتحذيرية حول استخدام المبيدات وما يستجد من تعليمات حول استخداماتها.
ويطالبون بتوفر مختبر لفحص السميات والعينات قادر على سرعة الإجابة حول سلامة وخلو هذا المنتج أو ذلك من أي شائبة صحية، وبتذكير المستهلك دائما بان "ليس كل ما يلمع ذهبا".

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025