عطس التلميذ ’فضرب و’طرد الى مدرسة أخرى
تقرير : عهود الخفش
لم يكن يعلم أن عطسته التي جاءته مسرعة ستكلفه ثمنا باهضا .. ليتعب عقله ويشت بين الممكن والمستحيل .. الخطأ والصواب ... المقبول والمرفوض ... لا يفهم لغه الكبار, والحكم على إهانة طفولته هي شريعة البشر .. الأم تنظر الى جسده بقلق وترقب, والأب يقف حائرا لا يستطيع عمل شيئا .
هذه القصة كاملة كما رواها التلميذ ووالده والتي كانت أحداثها في إحدى مدارس محافظة سلفيت ...
ليتني لم أعطس
ببراءة الطفولة وبكلمات متقطعه بدأ الطالب" نبراس " في الصف السابع والذي يبلغ من العمر 12 عاما يحدثنا عن الحادثة التي جعلته يدفع ثمنا قائلا": في الحصة الخامسة وأثناء دخول أستاذه, كان في الصف طالبان يتقاتلوا معا وأخذ بالمناداة عليهما ومحاولة إصلاحهما, وأثناء المحاولة عطست بدون وضع يدي على فمي وجاء جزءا من اللعاب على الكرسي المخصصة للمعلم , مع أنني وضعت رأسي على الدرج, فأنا أجلس في الدرج الأول المقابل لطاولة المعلم, توقف عن الحديث ليعود بتنهيدة عميقه ليكمل حديثه : فأخذ يصرخ بوجهي ليش "بسقت" أجبته ليس عمدا يا أستاذ وانا متأسف لك وسأقوم بمسح الكرسي , ويتابع وكأنه يعيش تلك اللحظات أثناء حديثه معنا , ولكنه لم يصدقني وأخذ بتكذيبي , ومع هذا قمت بمسح الكرسي ولكن قام بضربي بقوة دون إعطائي المجال لمسح الكرسي, وقمت برفع يدي على راسي لحمايته واذا بيدي تأتي به فقام بالصراخ "تعالوا شوفوا قاعد بيضرب فيي" ويواصل حديثه " فجاء أحد المعلمين على صراخه وأخذ بإبعاده عني وبعدها تم أخذي الى غرفه مدير المدرسة. وطلب مني المدير أن أكتب ما الذي حدث بيننا , وقام بأخذ شهادة بعض طلاب الصف وكتابة ما الذي حدث , الى أن إنتهى الدوام المدرسي وذهبت الى البيت, وعندما رأى والدي ما أصاب رقبتي وكانت إحدى اذنية تؤلمني , قام بأخذي الى المستشفى لعمل فحوصات لي " حتى أن أحد الأطباء طلب من والدي برفع شكوى ضد المعلم ولكننا رفضنا". صمت وكأنه أضاع كلماته .
للحادثة بقية
ولم يقف الحال عند هذا الحد, بل تواصلت الحادثة حتى اليوم التالي فيكمل نبراس حديثه قائلا": في اليوم الثاني "يوم الجمعة" وأثناء خروجي من البيت واذا بأربعة إنهالوا علي بالضرب المبرح , من بينهم إثنين من أبناء المعلم وأخذوا بضربي بالعصي , الى أن جاء أحد المارين وتم إبعادهم عني ,وتم نقلي الى المستشفى مرة أخرى, وقمنا برفع شكوى عليهم ولم أرفعها ضد المعلم " ويواصل حديثه" وبقيت في المستشفى تحت المراقبة يوما ورفض الأطباءاخراجي منها , وبعد معرفه المعلم بأنني رفعت شكوى ضد المعتدين علي ومن بينهم أبناءه قام برفع شكوى ضدي, وبعدها رفعت شكوى ضده , وبقيت أسبوعا أتنقل بين مراكز الشرطة ولا أذهب لمدرستي مثل ولاد صفي , ويواصل حديثه كما أنني علمت أنه تم إتخاذ قرار بنقلي من مدرستي الى مدرسة اخرى في بلد اخر ,ويتساءل : انا ما غلطتت شو عملت لكي يحصل معي ما يحصل , واذا أخطأت لماذا لم يلجأوا الى والدي وإخباره عني !؟
المدرسة للتربيه والتعليم وليست للضرب
" لم تكن الحادثة الأولى التي يتعرض فيها إبني من قبل نفس المعلم للضرب , فقبل شهرين قام المعلم نفسه بضرب إبني بطريقة عنفوانية, والسبب كان إبني يضع إحدى أصابعه في فمه وحدث في الصف تصفير , فقام بإتهام إبني أنه هو من قام بهذا بالرغم من شهادة زملاءه في الصف أنه لم يقم بذلك حتى أن من شهد من الزملاء كان من أقرباء المعلم ,
ويواصل حديثه بكلمات متقطعة قائلا": فذهبت الى مدير المدرسة لأفهم ما حدث وتم شرح الحادثة وطلبت من المدير أن لا يقوموا بضرب إبني مرة أخرى, وهناك وسائل أخرى للعقاب وطلبت أن يحدثني هاتفيا في حال إرتكابه أي خطأ اذا لم يقم بتأديبه وعقابه, ويكمل قائلا" الي بعرفه أن الضرب ممنوعا في المدارس, في المقابل لا يعني أن يقوم الطالب بإرتكاب اي خطأ بحق مدرسيه , فهناك أنظمة وقوانين يجب أن تحترم والعمل عليها ,
ويضيف والد نبراس حديثه قائلا": أنا لم أبعث بإبني لضربه, وإنما لتلقي التعليم وعليهم إخباري في حال إرتكابه أي خطأ, ولكن لم يتم اخباري ولم يتم تبليغي من قبل مدير المدرسة , قمت بالاتصال عليه, وطلب مني الذهاب الى المدرسة, و ذهبت يوم السبت للوقوف على الحادثة, وحل المشكله وديا كما قال لي المدير,بالرغم من تعرض ابني للضرب ,ويواصل حديثه قائلا": فتفاجئت أن المعلم لم يكن موجودا في المدرسة, وذهب لرفع شكوى ضد إبني كما أخبرني المدير, كذلك تفاجئت من إتخاذ المدرسة قرار تم توقيعه من قبل الأساتذه بنقل إبني الى مدرسة أخرى في بلد اخر, ويتساءل كيف يتم إتخاذ مثل هذا القرار بمثل هذه السرعة وبدون التحقيق في الحادثة !؟ ويضيف ":في المقابل طلب مني المدير أن أكتب كتاب إسترحام.
ويتساءل والد" نبراس" : وهل يستحق إبني كل هذا وهو صغير بالعمر؟ , ولماذ لم يتم إتخاذ التسلسلية بالتنبيه ومن ثم مجلس الضبط؟. ويكمل حديثه بصوته المخنوق "علاوة على ذلك الضرب الذي تعرض له من قبل أستاذه في المدرسة وأبناءه خارج المدرسة , ومن ثم الشكاوي التي كانت ضده وتعطيله لمدة أسبوع عن مدرسته ,مما أثر على نفسيته والتي أخذت تسوء كل يوم , وخصوصا بعد نقله من مدرسته ,وأن المحاكم ما زالت بيننا لغاية الآن .ولاأعرف ما مصير إبني الذي أطالب فيه مديرية التربية والتعليم في سلفيت النظر فيه والتحقق من الموضوع" .
وإن كان قرار وزارة التربية والتعليم جاء بمنع المعلم من الإعتداء على الطلبة, فهل يضرب الطلاب وتنتهك حريتهم ويتوجون بوسام النقل والعقاب!؟؟ سؤال بحاجة الى من يجيب عليه ... ليبقى مفتوحا ...