والقدس في خطر شديد
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
والقدس اليوم في خطر شديد, ودون اي تنظير, وبعيدا عن الخطب والشعارات, لابد من انجاح المصالحة الوطنية وعلى النحو الذي يؤمن كامل العافية للنظام السياسي الفلسطيني, ويحقق امتن واجدى اشكال الوحدة الوطنية, فالمصالحة الان باتت الضرورة الاستراتيجة للتصدي لمخاطر تهويد القدس واسرلتها بالكامل.
المصالحة, المصالحة اذن, وفي هذا الاطار ما من عاقل سيصدق أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" صاحبة مشروع المصالحة الوطنية، وهي كذلك بقدر تاريخها النضالي الذي شكل وأرسى الأسس والمفاهيم والقيم السليمة والفاعلة للوطنية الفلسطينية، لا احد سيصدق ان فتح هي من يريد تخريب المصالحة اليوم، بزعم ان تصريحات عضو مركزية فتح عزام الاحمد هي من يفعل ذلك، وهي التي لم تكن غير تصريحات الملاحظات النقدية التي لا تستهدف غير انجاح المصالحة وهي ملاحظات تظل قابلة للحوار والمراجعة ..!! وحين نقول ونؤكد ان مشروع المصالحة الوطنية، هو مشروع حركة فتح، فلأنه مشروع الوطنية الفلسطينية، ولأن وقائع السنوات العشر الماضية اكدت تمسك "فتح" بالحوار لتحقيقه، وقد تصدت لكل خيارات العنف والاقتتال، وظلت طوال الوقت تعض على الجرح, بروح المسؤولية الوطنية، كي تصل الى لحظة الاتفاق والتوافق الحاسمة، وفي هذا السياق لطالما اكد الرئيس ابو مازن وما زال يؤكد ويشدد على اهمية تحقيق المصالحة الوطنية، لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني، ارضا وشعبا وفصائل، من اجل انتزاع حقوق شعبنا كافة، وتحقيق كامل اهدافه العادلة, وهو يقود الان حملة اتصالات واسعة على الصعيدين العربي والدولي, لحماية القدس الفلسطينية العربية, بمقدساتها الاسلامية والمسيحية, وبقيمتها وقيمها الانسانية والحضارية والاخلاقية, ولضمان مستقبلها عاصمة لدولة فلسطين, ودفاعا عن السلام من اجل ان يكون وان يتحقق طبقا لقرارات الشرعية الدولية واحتراما لها.
اوضح من ذلك وابعد، وبعد وصول حوارات فتح وحماس الى لحظتها التاريخية الاخيرة في القاهرة، بإقرار اتفاق المصالحة، بالرعاية المصرية الكريمة، ولأجل توفير افضل الاجواء الايجابية، ليمضي هذا الاتفاق في دروبه الصحيحة، قرر الرئيس ابو مازن وقف جميع التصريحات بشأن المصالحة، منعا لسوء الفهم، والتباس المواقف، والاهم منعا للتأويلات المغرضة، والتصيد بالمياه العكرة، لا بل ان الرئيس اليوم يتابع لحظة بلحظة، تطورات الموقف بتعليماته المشددة، لجميع المسؤولين في حركة فتح، والسلطة الوطنية والحكومة، ولجميع المعنيين بالمصالحة، الحريصين حقا على انجاحها، التزام اللغة الايجابية، لغة الوطن الجامعة، لغة الوحدة الوطنية، لغة التفهم والتفاهم, لقطع الطريق على كل من يحاول تخريب المصالحة الوطنية, للابقاء على الانقسام البغيض، الذي لا يخدم سوى الاحتلال قبل غيره على الاطلاق .
لا تراجع ابدا عن المضي في طريق المصالحة، وقد باتت سالكة برغم ما يشار الى ما فيها من صعوبات وعراقيل، سيظل بالامكان تذليلها، ولا تردد في التصدي لخطابات التشكيك والاتهام والتطاول والافتراء المرفوضة جملة وتفصيلا، لأنها الخطابات التي تدعو الى الفرقة والتشرذم، ولا تريد صلاحا للوطن ومسيرة ابنائه الحرة، ولانها لا تخدم المصالحة الوطنية، ولا بأي حال من الاحوال، ودائما سنكون مع النقد الموضوعي، النقد البناء، النقد الذي بوسعه دائما إزالة الالتباس، وتصحيح المسيرة، وتكريس النوايا الحسنة.
لا يقبل هذا النقد ولن يقبل بيانات الانفعالات الحزبية، باتهاماتها المحمولة على شعارات ثبت خوائها، وكلمات لامعنى لها...!! ولن يقبل التهجمات المحمولة على مجاملات انتهازية لاغراض المنافع الشخصية.
والكلمة الطيبة كما تعرفون صدقة، بل هي من ضرورات التقوى، وفلسطين لا تريد غير هذه الكلمة دائما، ووحدة ابنائها لا تقبل بغيرها، والمصالحة الوطنية لا تمضي بدونها، لان نقيضها هو الكلمة الخبيثة التي لن تهوي بأصحابها إلا الى مهاوي الضياع والتشرذم والعدمية، فدعونا لا نعرف سوى الكلمة الطيبة، كلمة الوحدة والوطن... كلمة المستقبل الوطني مزدهرا بدولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.