عندما ينتشر حارثو الأرض
الحارث الحصني
تزيد الأخبار المتداولة عن أحوال الطقس، التي تشي بقدوم منخفض خلال الأسبوع الحالي، إقبال المزارعين في مدينة طوباس، برمي بذور محاصيلهم في أراضيهم.
الحديث عن الزراعة البعلية التي شكلت على طول عقود مصدرا لا غنى عنه لسكان المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية. وطوباس هي واحدة من أكثر مدن الضفة الغربية، زراعة للمحاصيل المروية والبعلية .
منذ يومين، قد بدأت تقاليد الزراعة البعلية بالظهور نسبيا في السهل بنيُ اللون... وقد يزيد ظهورها في اليومين المقبلين لاستقبال المنخفض القادم.
ورغم أنه في السنوات القليلة الماضية، بدأ العشرات من المزارعين في الميل إلى جانب الزراعة المروية في منطقة صار فيها عدد من آبار المياه الجوفية، لكن منظر فلاحين ينثرون بذور المحاصيل البعلية ما زال حاضرا.
فمنذ أيام والناس تسمع أخبارا عن حالة عدم استقرار جوي ستسود المنطقة، ومنذ تلك الأيام وبعض المزارعين ينتشرون في السهل المترامي على طول سفح جبل "اللحف" شرق المدينة.
يقول مزارعون في المدينة، إنهم يترقبون نزول المطر للزراعة... يأملون بقادم أفضل.
وبحسب مديرية زراعة طوباس، تبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة البعلية في محافظة طوباس كلها، تقريبا 45 ألف دونم، منها 4000 دونم في سهل طوباس تقريبا.
ورغم هذا كله، ما زالت مساحات واسعة من سهل طوباس، لم تطؤها جرارات المواطنين لإعلان موسم زراعي فعليا.
وبشكل عام، يعتمد الموسم الزراعي للمحاصيل الزراعية في محافظة طوباس، على كمية الأمطار النازلة من السماء. وفعليا، حتى هذا اليوم لم تصل كمية الأمطار للحد الذي يسمح للمزارعين بالزراعة.
يقول رئيس قسم المحاصيل الزراعية، في زراعة طوباس، ماهر صلاحات، "يحتاج الموسم الزراعي كي يبدأ لكمية مياه من 80-100 ملم".
الأرصاد الفلسطينية توقعت بأن يحل على المنطقة منتصف هذه الأسبوع منخفض جيد يحمل بين دفتيه كمية وافرة من الأمطار.
في الواقع، تبقى للفلسطينيين يومان آخران لبدء الموسم الزراعي.
هنا في المدينة التي تقترب شيئا ما إلى الأغوار الشمالية، الجالسة على واحد من أكبر الأحواض المائية في فلسطين، اعتاد المواطنون منذ عقود على بدء الموسم الزراعية في أواخر شهر تشرين الثاني. لكن نسبيا يحدث أن يتأخر هذا الشيء، باعتماده على نزول المطر.
هذه السنة مثلا، يتحدث مزارعون -حسب ما جرت الرواية الشعبية بينهم- عن تأخر طفيف في موسم المطر، إلا أنهم يستبشرون كل الخير بعد الأخبار المنبعثة من وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، حول منخفض ماطر سيحل منتصف الأسبوع الحالي.
لكن صلاحات يقول، "هو ليس بالتأخير المخيف في سهل طوباس وعقابا (..)، بدأ العد العكسي لموسم الزراعة في طوباس، لكن هناك مجال لمنتصف الثلث الأخير من الشهر حالي، إلا أن ذلك لا ينطبق على المناطق الشرقية، إنها ذات حرارة مرتفعة.. بعد منتصف هذا الشهر يصبح الأمر أكثر خطورة فيها".
مدير زراعة طوباس، المهندس مجدي عودة يصف، التأخير في زراعة المحاصيل التي تعتمد على مياه الأمطار في طوباس والأغوار الشمالية، بعلامة استفهام!.
ويزرع المزارعون في طوباس والأغوار الشمالية، العديد من المحاصيل البعلية، ويأخذ القمح النسبة الأعلى في زراعتهم. ويستفيد المزارعون من بعض المحاصيل، عند حصادها، من بذورها وقشها.