غزة: سياسيون يحذرون من تداعيات الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
زكريا المدهون
حذر قادة فصائل ومحللون سياسيون في قطاع غزة، من التداعيات الخطيرة، التي ستترتب على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وثمنوا في لقاءات منفصلة مع "وفا"، التحركات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية على مختلف الأصعدة للتصدي للقرار الأميركي، الذي يؤكد عدم نزاهة الادارة الاميركية كراع ووسيط لعملية السلام.
وقال أمين سر هيئة العمل الوطني، سكرتير جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة محمود الزق: إن القرار الأميركي بكل بساطة هو اطلاق نار على العملية السياسية".
وأضاف: "قرار ترامب لا يسمح لواشنطن أن تكون وسيطا نزيها لعملية السلام بحيث أخرجت الادارة الأميركية نفسها من امكانية ممارسة أي دور لها في تلك العملية، ووضعت نفسها في خندق يتناقض تماماً مع قرارات الشرعية الدولية التي اعترفت لشعبنا بدولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وأن القدس الشرقية أرض محتلة".
الزق شدد على أن ترامب بقراره المزمع يرتكب جريمة سياسية بحق الشعب الفلسطيني، وستكون له تداعيات خطيرة جدا، لافتا الى أن الموقف الفلسطيني واضح بهذا الخصوص، وهو رفض هذا القرار كونه يمس ثابتا من ثوابتنا الوطنية.
وحذر الزق من أن الموقف الفلسطيني لن يبقى كما هو بل سيتحرك باتجاهات عديدة تعبر في مجملها عن رفض حقيقي لهذا القرار، اضافة الى التحرك الشعبي الذي سيصل بالتأكيد الى مرحلة انتفاضة حقيقية في وجه الاحتلال الاسرائيلي.
وشدد على أن هذه اللحظات تتطلب منا كفلسطينيين أن نتقدم وبشكل فعلي صوب انهاء الانقسام واستعادة وحدة شعبنا، ودون تحقيق ذلك لم نقدر على مجابهة القرار ميدانيا وسياسيا.
وذكّر الزق بقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، بعدم صلة اليهود بالمسجد الأقصى المبارك والقدس الشرقية، وهذا يؤكد الرواية الفلسطينية.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يأتي في إطار الشراكة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وهو إحدى نتائج الضغط الذي يمارسه "اللوبي الصهيوني" في أميركا.
وأضاف، ان القرار الأميركي المنتظر هو استغلال لحالة الضعف والتراجع العربي وأن الظروف باتت مواتية ومناسبة لتنفيذه، محذرا في الوقت ذاته من أن القضية الفلسطينية ذاهبة الى منعطف خطير.
وحذر أبو سعدة، من أن تنفيذ القرار سيؤدي الى القضاء على مبدأ حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وأن واشنطن باتت وسيطا غير نزيه في عملية السلام.
كما حذر من أن تنفيذ القرار سيجع دولا أخرى الى الحذو حذو الولايات المتحدة الأميركية.
أستاذ الاعلام في جامعة الأقصى في غزة د. أحمد حماد، قال: "ننظر بخطورة بالغة الى قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، لأنه تعدٍ سافر على حقوق شعبنا الفلسطيني وحرمانه من أبسط حقوق في الاستقلال واقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس".
وأضاف، "القرار يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأميركية لن تكون وسيطا نزيها وراعيا عادلا لعملية السلام، وفيه أيضا استهتار ومسّ بمشاعر ملايين العرب والمسلمين".
وردا على سؤال حول المطلوب فلسطينيا لمواجهة القرار، دعا حماد الى رص الصفوف واعادة الوحدة والشراكة الوطنية.