"انتفاضة الحجارة" تعود إلى غزة
زكريا المدهون......
أعادت الفعاليات الاحتجاجية ضد الاعتراف الأميركي بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في قطاع غزة، إلى الأذهان مشاهد وفعاليات الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، التي اندلعت في العام 1987.
مشاهد الانتفاضة الشعبية الكبرى عادت إلى شوارع ومفترقات مدن ومخيمات قطاع غزة، كخط شعارات وطنية على الجدران تدعو إلى الإضراب الشامل، وإشعال إطارات السيارات.
وعلى خطوط التماس شرق وشمال قطاع غزة المحاصر، رشق شبانٌ جنودَ الاحتلال بالحجارة التي كانت سلاح أبطال الانتفاضة الأولى.
المحال التجارية أغلقت أبوابها التزاما بالموقف الوطني والشعبي الرافض لقرار الرئيس الأميركي،
فور إعلان قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، فيما خرجت مسيرات ليلية عشوائية بمشاركة جميع شرائح شعبنا، وما زالت مستمرة حتى اليوم، في ظل دعوات لتصعيد الاحتجاجات على القرار الظالم.
في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال القطاع، والذي اندلعت منه شرارة الانتفاضة الأولى، خرج شبان ملثمون بالكوفية وخطوا شعارات على الجدران تدعوا إلى الإضراب الشامل احتجاجا على القرار الأميركي.
فيما أشعل شبان غاضبون إطارات السيارات ورددوا هتافات وطنية تندد بالقرار، وتدعوا إلى تصعيد الاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الوحدة الوطنية كرد على الموقف المنحاز لإسرائيل.
المواطن وسيم عبيد (43 عاماً) والذي عاصر الانتفاضة الأولى، قال إن مشاهد وأحداث اليوم أعادت الفعاليات الاحتجاجية إلى "الانتفاضة الكبرى"، فإشعال إطارات السيارات كان ما يميز فعاليات الانتفاضة للتعبير عن الاحتجاج على جرائم الاحتلال في ذلك الوقت.
وندد بالقرار المنحاز لدولة الاحتلال، مؤكدا أن القدس خط أحمر وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية شاء ترامب أو أبى.
وجابت سيارات تحمل مكبرات صوت لفصائل مختلفة، شوارع قطاع غزة تدعو المواطنين إلى التجمع والمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية المنددة بالقرار الأميركي.
وفي مدينة غزة، ألغت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجانا احتفاليا كان مقررا يوم السبت المقبل لمناسبة ذكرى انطلاقتها الخمسين، ودعت لتحويله إلى مسيرات غضب.
الناشط الشبابي حمزة حماد (24 عاما) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يقول إنه لم يكن قد رأى النور بعد في الانتفاضة الأولى لكنه عاشها اليوم من خلال مشاهدة أبرز فعالياتها من مسيرات وإشعال إطارات سيارات، ورشق للحجارة، والعبارات التي خطت على الجدران، وصور الملثمين، والدعوات للتواجد على خطوط التماس.
ha