أنقرة: كتاب ومثقفون يُعرّون زيف الرواية الاسرائيلية الأميركية حول القدس
موفد "وفا"/ فضل عطاونة
عَرى كتاب ومثقفون فلسطينيون زيف الرواية الاسرائيلية الأميركية حول القدس، في محاضرات قدموها في جامعة يلدريم بيازيد التركية، ضمن "الأيام الثقافية الفلسطينية في تركيا" التي تنظمها وزارة الثقافة الفلسطينية ونظيرتها التركية بالتعاون مع السفارة الفلسطينية لدى أنقرة، والتي تستمر لستة أيام.
ونظمت المحاضرات بمشاركة وحضور رئيس الجامعة واساتذتها، وممثلين عن دار البلدية ووزارة الثقافة التركية، وممثلي عدد من الجامعات والمعاهد التركية، وممثلي سفارة دولة فلسطين، الى جانب مئات الطلبة وشخصيات وفعاليات وجاليات عربية.
وافتتحت "سلسة" المحاضرات، بكلمات ترحيبية من قبل ممثل وزارة الثقافة والسياحة التركية وممثل بلدية انقرة، ورئيس الجامعة، الذين أكدوا أهمية هذه الفعالية التي تندرج في سياق "الأيام الثقافية الفلسطينية في تركيا"، وخصوصا انها تتناول موضوع مدينة القدس المحتلة وأهميتها التاريخية والحضارية وما تتعرض له من عمليات تهويد ممنهجة على ايدي سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ احتلالها عام 1967، وصولا الى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأخير، الذي اعترف بموجبه بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل في مخالفة فاضحة للقوانين والهيئات الدولية ذات الصلة.
وأكد المتحدثون الأتراك، بهذا الخصوص، موقف الجمهورية التركية الثابت تجاه فلسطين وقضيتها العادلة، وتجاه مدينة القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين، ورفض تركيا لقرار الرئيس ترامب المتعلق بالمدينة ومستقبلها.
وفي محاضرته، فضح خبير الخرائط والاستيطان في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، بالوثائق والأرقام والرسوم البيانية والخرائط، المزاعم الصهيونية حول مدينة القدس المحتلة، نافيا اية صلة لليهود بالقدس وحضاراتها، والمحاولات الاسرائيلية الدؤوبة والفاشلة لتزوير تاريخ القدس.
واستعرض التفكجي، واقع القدس السياسي والديموغرافي، مستعينا بمجموعة قيمة من الخرائط وجداول البيانات التي تشرح تطور مدينة القدس القديمة والاجراءات الصهيونية لتفريغها من أهلها والسيطرة على عقاراتها وممتلكاتها، والنشاط الاستيطاني السرطاني المستفحل في المدينة المقدسة خدمة لأهداف الحركة الصهيونية وصولا الى اليوم الذي يعلن فيه الرئيس الأميركي ترامب، القدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
وفي السياق، قدم مدير دائرة الدراسات والبحوث في الأرشيف الوطني الفلسطيني ناصر الرفاعي، محاضرة حول تاريخ القدس في العهد العثماني (1517 – 1917)، وما قدمه العثمانيون دفاعا عن القدس ودورهم في اعمار المدينة وتحصينها أمام أطماع الحركة الصهيونية.
وأشار الرفاعي في محضرته، الى دور الامبراطورية العثمانية في المدينة المقدسة، من حيث العمارة والتعليم والادارة.. والكثير من الشواهد التاريخية التي لا تزال قائمة وشاهدة على اسلامية المدينة.
وتوجه الرفاعي، بنداء استغاثة لحماية القدس ومسلميها ومسيحييها ومقدساتها، والتدخل لصون تراثها وتاريخها وحضارتها الأصيلة من اجراءات وممارسات ومخططات التهويد الاسرائيلية بترحيل سكانها وبناء المستوطنات على حساب اراضيها وممتلكات اهاليها الفلسطينيين، الى جانب تدمير اقتصادها وسلب مدخراتها وتزوير لآثارها وجدار يقطع أوصالها.
وقدم الباحث والكاتب جهاد صالح، محاضرته بعنوان "مفكرون ومبدعون فلسطينيون"، تحدث فيها عن واقع الحركة الفكرية الابداعية بكافة جوانبها في القدس، مؤكدا على أن القدس كانت دوما ملتقى الحضارات والثقافات والابداعات الفكرية، وملتقى الأديان السماوية بدون تفرقة ولا اقصاء للآخر.
وأشار إلى حالة التعايش والاندماج الاسلامي المسيحي في القدس، والتلاحم والدفاع عن المدينة المقدسة بوجه كل الطامعين والغزاة عبر التاريخ.
وشدد على أنه وفي ظلّ عمليات التشويه والتزوير والاستلاب والنهب الداهم التي تمارسها أدوات سلطات الاحتلال، كان لا بدّ من إحياء تراث المدينة وإعادة الاعتبار لمقولتها المعرفية والثقافية، حتى تتمكن المدينة من فضحها، وحتى تستطيع الحكاية الفلسطينية منازلة حكاية النقيض المدّعاة وهويته المفبركة وما يختلقه من مقولات تبريرية لوجوده الاحتلالي.
وتحدث صالح، عن البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاش بها هؤلاء الرّواد، وأبدعوا انتاجهم فيها، وعن "التشكيل الروحي والبيئة الفكرية والثقافية في القدس من بداية النهضة حتى النكبة."
وفي ختام محاضراتهم، أجاب الكتاب والباحثون الفلسطينيون، على أسئلة الحضور، ومن ثم قدموا موسوعتين حول "الرواد المقدسيون في الحركة الفكرية والأدبية في فلسطين"، و"رواد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين".. قدموها الى رئيس الجامعة كهدية لمكتبة جامعة بايزيد التركية.
ــــ