حيوانات من الأغوار في مزاد إسرائيلي
الحارث الحصني
لم تنته بعد المهلة التي وضعتها الإدارة المدنية الإسرائيلية، لأصحاب الدواب التي استولت عليها، من أجل تحريرها، قبل عرضها في مزاد علني.
وبحسب الإعلان فقد زاد عدد الدواب عن 40 دابة.
ففي يوم الأربعاء الماضي، أعلنت الإدارة المدنية، عن نيتها بيع 40 حمارا، و3 جمال وبقرتين وخروفا، وإحدى الماعز، استولت عليها خلال السنتين الماضيتين، في مزاد علني وأعطت بموجبه مهلة مدتها 15 يوما، لأصحاب تلك الحيوانات لاسترجاعها مقابل دفع مبالغ مالية كغرامة.
وهذه ليست المرة الأولى، ففي خلال السنتين الماضيتين، أعلنت نفسها الإدارة المدنية، عن ثلاثة مزادات علنية لبيع العشرات من الدواب التي استولت عليها من المواطنين.
يقول إبراهيم دراغمة، أحد سكان منطقة الحمامات، المواجهة لمعسكر ناحل، إنه في شهر شباط الماضي، استولى الاحتلال على حمارين.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إنه في السنوات الثلاث الماضية، وصل عدد الدواب التي استولت عليها الإدارة المدنية من مواطني الأغوار، تقريبا 238 دابة.
وتعتبر الدواب بكافة أنواعها، من أساسيات الحياة لسكان الأغوار. وتمتاز الأغوار بترامي جبالها الوعرة، ويعتمد سكانها في كثير من الأماكن على تربية المواشي، ويستغل هؤلاء المواطنون الحمير في تنقلاتهم ورعيهم، وباقي الدواب في حياتهم اليومية.
يقول إبراهيم، وهو أحد الذين يملكون العشرات من الماشية، "نستخدم الحمير في قيادة مواشينا، وجود الحمار أمام قطيع الأغنام يسهل علينا ترتيبها في مسير واحد".
وبشكل عام، لا تقف فائدة الدواب كالحمير عند هذا الحد، فبعد شهرين من الآن يبدأ الفلسطينيون في جمع نبتة العكوب من جبال الأغوار، التي تُخرج الكثير من هذه النبتة.
والعكوب واحدة من النباتات الموسمية التي يبدأ نموها في أواخر شباط، وتشكل مصدرا من مصادر الرزق للفلسطينيين خلال مدة لا تتعدى شهرين.
قال عارف، "تتذرع الإدارة المدنية، بأن بعض الدواب كانت في مناطق تدعي أنها أراض طبيعية (...)، وهذه الأراضي نفسها التي تراها في أوقات التدريبات مكانا لربوض دبابات الاحتلال عليها للتدريبات".
وهذه الفترة يلاحظ بين الفينة والأخرى تواجد للاحتلال في عدة مناطق بالأغوار.
"كانت إحدى البقرتين التي استولى عليها الاحتلال ترعى في إحدى المناطق الرعوية القريبة من أحد المعسكرات في منطقة الحمامات، ثم أدخلها الجنود داخل سياج المعسكر واستدعوا الإدارة المدنية واستولوا عليها". ينوه إبراهيم.
"وصل عدد الحمير التي استولت عليها الإدارة المدنية خلال 3 سنوات تقريبا، لــ100 حمار، و 8 نوق، و130 بقرة، دفع الفلسطينيون لاسترجاع جزء منها أكثر من 100000 شيقل كغرامات"، قال عارف.
واتبع الاحتلال، منذ احتلاله لمناطق الأغوار الشمالية بعد نكسة 1967 سياسة الاستيلاء على الدواب دون إرجاع، لكنه خلال السنوات الأخيرة الماضية، ظهرت سياسة المزادات العلنية.
يقول عارف، " في أواخر العام الماضي أعلنت الإدارة عن أحد المزادات، وهذا العام أعلنت عن اثنين كان آخرها قبل أيام".
قال إبراهيم، في العام الماضي كانت لي بقرة في المزاد العلني، وفي هذا المزاد لي أيضا حماران استولت عليهما الإدارة المدنية أثناء تنقل أبنائه في الأغوار خلال شباط الماضي.
" طلبوا مني غرامة 2500 شيقل لاسترجاع بقرتي، ولم أستطع دفع المبلغ، هذه المرة لم أتابع التفاصيل لأنني لن أستطيع دفع أية غرامات". يضيف إبراهيم.
يكمل: "صرنا لا نفضل أن نُرجع الدواب بسبب الغرامات العالية، أرهقونا بالأسعار العالية، نحن نريد دوابنا لكن الغرامات المرتفعة تجعلنا نتركها".