زيارة الوفد البحريني لإسرائيل.. رفض بحريني ومقاطعة فلسطينية
مهند جدوع
أثارت زيارة الوفد البحريني إلى إسرائيل ردود فعل غاضبة، ليس على مستوى فلسطين فحسب، بل إنها لقيت رفضا واسعا من قطاعات مختلفة في مملكة البحرين، خاصة أنها تأتي في الوقت الذي تنتفض فيه فلسطين وعمقها العربي والإسلامي ومعهم أحرار العالم، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
زيارة الوفد البحريني المكون من 24 شخصية من جمعية "هذه هي البحرين" إلى إسرائيل، قوطعت فلسطينيا، ولاقت أيضا رفضا واسعا في البحرين، وتصدر وسم "#البحرين_تقاوم_التطبيع"، أمس الأحد قائمة الأوسمة. وأكد آلاف البحرينيين في تغريداتهم رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
رئيس مجلس نواب مملكة البحرين أحمد بن إبراهيم الملا، أكد خلال اجتماعه أمس مع سفير فلسطين خالد عارف، موقف بلاده الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية، ومساندة تطلعات الشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.
وأشاد رئيس مجلس النواب بعمق العلاقات التاريخية والمتميزة بين مملكة البحرين ودولة فلسطين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس محمود عباس، والعلاقات الثابتة والراسخة بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات.
وفي السياق ذاته، أصدر 120 عالم دين بحريني بيانا موقعا بأسمائهم، اكدوا فيه رفضهم التطبيق مع إسرائيل وأدانوا زيارة الوفد، وجددوا رفضهم لكافة المبررات الواهية التي سيقت لتبرير هذه الخطوة.
واستنكر النائب جمال بو حسين الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية، عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، الزيارة التي اعتبرها مشؤومة، التي قام بها بعض من يدعي أنه وفد بحريني لإسرائيل.
وشجب هذه الزيارة غير المبررة من أشخاص ليسوا بحرينيين ولا ينتمون للشعب البحريني بأية صلة، وقال إن شعب البحرين يستكر ويتبرأ من هؤلاء الأشخاص، وأنهم لا يمثلون إلا انفسهم، مستغربا قيامهم بهذه الزيارة في هذا التوقيت الذي يعتبر تأجيجا لمشاعر المسلمين والعرب كافة، منوها إلى المواقف الكبيرة والجليلة لشعب البحرين من القضية الفلسطينية.
المواطنة البحرينية فوزية رشيد، كتبت تغريدة، أكدت فيها أن هذه الجمعية لا تمثل البحرين ولا شعبها، ووصفت زيارتها بـالخيانة" للبحرين وفلسطين، وأعلنت براءتها من هذا الفعل، وأعلنت رفضها لأي إساءة بحق نضال الشعب الفلسطيني، الذي بذل الغالي والنفيس في نضاله ضد الاحتلال.
نادر عبد الامام مواطن بحريني، صوت عبر حسابه على "توتير" بـ"نعم" على سحب ترخيص جمعية "هذه هي البحرين"، التي زار عدد من اعضائها إسرائيل وادّعت زورا أنها تمثل البحرين وتحدت مشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم.
وعبّر المواطن البحريني عبد الحميد مراد عن رفضه التطبيع مع إسرائيل، واعتبر الزيارة التي قام بها وفد ما يسمى "هذه هي البحرين"، إلى إسرائيل، خيانة للشعب الفلسطيني البطل، وأعلن براءته من هذا الفعل وممن قام به.
محمد عيسى الكويتي بحريني الجنسية رفض هو الآخر التطبيع مع إسرائيل معتبرا الزيارة خيانة للشعب الفلسطيني.
عبد العظيم المهتدي البحراني، طالب علماء الدين في البحرين بإصدار بيانات إدانة لهذه الزيارة، ودعا المسلمين إلى مقاطعة المشاركين في هذه الزيارة.
وفي وسم "هاشتاغ" بعنوان "وفد العار لا يمثلنا!"، اعتبر "أهالي العاصمة المنامة" هذه الزيارة تأييدا لقرار القوى المستكبرة الأخير وتطبيعا سافرا مع الاحتلال الإسرائيلي، وتزييفا للصورة الحقيقية لموقف شعبنا من القضية الفلسطينية.
فلسطينيا، منعت مجموعة من المصلين والحراس، أمس الأحد، الوفد البحريني من دخول المسجد الأقصى المبارك من باب المجلس.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم، رفضها المطلق لاستقبال الوفد البحريني القادم من إسرائيل في أي من مدارسها ومؤسسات التعليم العالي التابعة لها، وأصدرت تعليماتها الميدانية بهذا الشأن للأسرة التربوية في قطاع غزة والضفة الغربية.
ودعت الوزارة بقية المؤسسات التعليمية ووكالة الغوث لتحذو حذوها، مؤكدة أن هذا الأمر لا علاقة له بالاحترام الكبير الذي يحمله الشعب الفلسطيني للبحرين وأهلها.
وأدان الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين زيارة الوفد البحريني لإسرائيل وجولاته الاستفزازية في القدس وما حمله من تصريحات لا تعبر سوى عن سقوط وتردٍّ فادح وواضح.
وقال الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين: إن هذه الزيارة الملغومة والمرفوضة تنحاز للقاتل والتوحش الإسرائيلي. ووجه التحية للأصوات البحرينية الحرة والأصيلة التي رفضت هذه الزيارة.
وحذر من خطورة كيّ الوعي العربي والفلسطيني لخلق الفلسطيني الجديد والعربي الجديد من خلال سياقات شوهاء وسوداء وإحداث اختراق للوعي في فلسطين وعمقها العربي والإنساني لتمرير الرواية الإسرائيلية من خلال التزوير والتشويه الذي تقوم به نخب ثقافية مضادة وهو ما بدأ يظهر من خلال بعض الأصوات النشاز.
وفي قطاع غزة، تجمع عشرات النشطاء، صباح اليوم الاثنين، أمام بوابة معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، لمنع الوفد البحريني من الدخول إلى القطاع.
من جانبه، أكد أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق، رفض شعبنا في قطاع غزة لاستقبال وفد البحرين القادم من اسرائيل.
وأضاف أن الوفد قد غادر القيم الدينية والقومية وسجل جهلا مطلقا بالوقائع السياسية والتداعيات الخطيرة للقرار الأميركي .
وقال: شعبنا في لحظة نضالية تتطلب حشد كافة القوى العربية والدولية لدعم نضاله وليس خطوات تخرج اسرائيل وامريكا من ازمة خانقة بفعل رفض العالم باسره لهذا القرار المجرم.
وكانت مملكة البحرين، قالت إن قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط ويعطل جميع المبادرات والمفاوضات للتوصل إلى الحل النهائي المأمول.
وشددت في بيان صحفي عممته عقب اعلان ترامب بشان القدس الأربعاء المنصرم، على أن هذا القرار يعد مخالفة واضحة للقرارات الدولية التي تؤكد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعدم المساس بها وعلى أن القدس الشرقية هي أرض محتلة يجب إنهاء احتلالها.
وجددت تمسكها بموقفها الثابت والراسخ في دعم ومساندة تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ــ