"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

"مقعد" يقهر جيشا

زكريا المدهون

في عام 2008 نجا إبراهيم أبو ثريا من الموت بأعجوبة، لكن بترت ساقاه واستشهد جميع أصدقائه، عندما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

أبو ثريا (29 عاما) من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، لم تشفع له اعاقته، فارتقى يوم أمس، شهيدا برصاص قوات الاحتلال تاركا خلفه كرسيه المتحرك شاهدا على جريمة يندى لها جبين الإنسانية.

"الثائر المقعد"، كما يحلو لرفاق دربه تسميته بعد أن أضحى وجها مألوفا على خطوط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وسجلت عدسات الكاميرا آخر كلمات الشهيد أبو ثريا التي قال قبيل رحيله: "هذه الأرض أرضنا ومش راح نستسلم"، "جئنا نوصل رسالة للجيش الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني شعب الجبارين وعلى القدس رايحين شهداء بالملايين".

وطالب أبو ثريا قبيل استشهاده أميركا بسحب قرارها المشين، الاعتراف في القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال.

بنصف جسده كان يزحف أبو ثريا صاحب اللحية السوداء على يديه مقتربا من الأسلاك الشائكة التي يتمركز خلفها جنود وآليات الاحتلال شرق مدينة غزة.

وعندما يصل لنقطة الصفر يتوقف ملوحا بعلم فلسطين وباليد الأخرى بشارة النصر.

لم يكترث أبو ثريا لقنابل الغاز المسيل للدموع التي تنهمر بكثافة على الشبان، ولا بطلقات الرصاص التي تقتنص المحتجين على قرار الرئيس ترمب المشين.

ويقول أحد الشبان خلال مشاركته في جنازة "الشهيد": "كان إبراهيم كل يوم يأتي إلى المواجهات ويحفز الشبان، كنا ندفعه على كرسيه المتحرك، لا يخاف من إطلاق الرصاص ويقترب من الجيش كثيرا، الكل يعرفه حتى جنود الاحتلال".

تسلق إبراهيم يوم أمس عامودا كهربائيا حديديا لعدة مترات، وثبت علم فلسطين متحديا جنود الاحتلال، وبث الحماسة في نفوس الأصحاء حسب الشبان المنتفضين.

بعد بتر قدميه عاش إبراهيم ظروفا حياتيه صعبة للغاية، فهو المعيل الوحيد لأسرته الممتدة والتي تقطن في بيت بسيط بالإيجار.

"لم يستسلم إبراهيم فواصل حياته وعمل في غسيل السيارات لإعالة أسرته المكونة من أحد عشر فردا"، كما أوضح أكرم أبو ثريا ابن عم الشهيد.

وأضاف، "إبراهيم يتلقى راتب جريح وهو لا يكفيه إيجار بيت وباقي مصاريف الحياة، لا سيما أن له اخوة طلبة مدارس وجامعات".

وتابع أبو ثريا لـ"وفا"، "إبراهيم حاول ايصال رسالة للجميع أن الإعاقة لن تمنعه من مواصلة حياته بشكل طبيعي"، لافتا إلى أنه كان يشارك في جميع جنائز الشهداء وفي إحياء جميع المناسبات الوطنية.

وأشار إلى أن الشهيد خرج إلى ساحات المواجهة منذ إعلان ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل، محملا قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن قتل "قعيد" لأنهم يعرفونه جيدا ولم شكل خطرا عليهم.

بدوره، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، "أن المقعد أبو ثريا، أصيب بشكل مباشر في رأسه أثناء تواجده على بعد حوالي 30 مترا من الشريط الحدودي، في مكان مرئي تماما لجنود الاحتلال، ولم يكن يشكل أي خطر على الجنود، كما أن إصابته في جبينه تشير إلى أنه جرى قنصه بشكل مقصود، ودون وجود أي خطر على حياتهم في ظل التظاهرة التي تقوم على الهتافات والرشق بالحجارة وإشعال الإطارات، ما يؤكد أن الاحتلال استخدم قوة نارية مميتة وغير متناسبة ضد المدنيين العزل".

وخرج الآلاف من المواطنين لتشييع الشهيد أبو ثريا في موكب جنائزي مهيب طاف شوارع مخيم الشاطئ، بمشاركة جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025