مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

كيف تندلع المواجهات

القدس عاصمة فلسطين/ رام الله 19-12-2017  -  يامن نوباني

صوت أغاني وطنية قادم من جهة المستحضرات الطبية نزولا إلى دوار فلسطين عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، شاحنة صغيرة كتب عليها: نقليات أبو فلان.. تحمل سماعات "دي جي" ضخمة تصدح: وين الملايين، ثوري ثوري ثوري، وغيرها من الأغنيات الثورية.

عشرات الفتية يتراكضون أمام صوت الأغاني، يسبقونها إلى أقرب نقطة على حاجز بيت إيل، يسرعون إلى إغلاق الطريق بالحجارة وما تيسر من مواد حديدية وإطارات مشتعلة، لتُعلن مواجهة جديدة.

منذ نهايات الانتفاضة الثانية (2000-2005)، لم تشهد فلسطين تصعيدا في المواجهة على الأرض مع الاحتلال، كما تشهد في هذه الأيام، حيث وصل عدد نقاط الاشتباك الجمعة الفائتة 15 كانون الأول، إلى أكثر من 30 موقعا، أشعلها شبان هبة القدس عاصمة فلسطين.

بفعل دعوات من القوى الوطنية والفصائلية والشبابية، تخرج التظاهرات إلى نقاط التماس، لتشتبك مع جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة "الملتوف"، لكن الكثير من نقاط الاشتباك لا تحتاج قرارا من أحد، خاصة في البلدات والقرى الصغيرة والقريبة من شوارع استيطانية وفيها تمر الجيبات العسكرية وسيارات المستوطنين. بعفوية يخرج أبناء تلك المناطق والتي في معظمها تندرج تحت تصنيف مناطق c الخاضعة للسيطرة الاحتلالية.

يشتعل إطار "كاوتشوك" سيارة، في الشارع، يشعله طفلان أو ثلاثة، ينضم إليهما عدد آخر من الأطفال الذين شاهدوا الدخان الأسود، تأتي دورية احتلالية للمكان، يرشقها الأطفال بالحجارة من مسافة بعيدة نسبيا، يطلق الجنود عددا من القنابل الصوتية والغازية المسيلة للدموع، ينضم شبان إلى المواجهة الصغيرة فتكبر، تحضر دورية ثانية، تشتعل إطارات أخرى، ينطلق رصاص الجنود تجاه الفتية، وتشتعل المواجهة.

ماذا تحتاج المواجهة؟ لا تحتاج لأكثر من الحجر! والحجر في كل مكان، حتى لو كان نادرا في أحد المواقع التي تشتعل بها المواجهة، فإن رامي الحجر قادر على خلقه، كثير من المشاهد التقطت لشبان وهم ينقلون الحجارة من أمكنة قريبة، أو يكسرون الطوب "البلوك" لتستمر المواجهة.

ماذا تحتاج المواجهة لتشتد؟ النار! النار في أي شيء تُخرج دخانا، الدخان هو لغة الغضب، اطارات مركبات، ثلاجات معطوبة، حاويات قمامة، أغصان أشجار، قماش، وكل ما يصلح ليكون سدا ودخانا أسودا.

في القدس والخليل، مثلا، الاحتلال ليس بحاجة لدراية مسبقة في غالب الأحيان بوقوع مواجهة، فالمناطق الساخنة معروفة مسبقا وتشهد دائما تواجدا مكثفا لعناصر الاحتلال، أي تجمع مهما كان بسيطا في ظل أحداث ساخنة يعتبر على الفور استعدادا لمواجهة ويتم تفريقه بالقوة.

في البدء يكون لدى الاحتلال معلومات استخباراتية بنية شبان التظاهر قرب حاجز أو موقع عسكري أو جدار مستوطنة، عبر عملاء يزرعهم الاحتلال في المجتمع الفلسطيني، هؤلاء، يتابعون سير الحياة في الشارع وتحركات القوى الوطنية، ويكثفون عملهم ومراقبتهم في حال سخونة الأوضاع.

ويستدل الاحتلال أيضا على قرب اندلاع مواجهات في مكان ما، عبر متابعته لمواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر عليها الدعوات والبيانات. اضافة إلى أن الاحتلال يبقى في حالة استنفار دائمة في الأماكن المُنذرة بالاشتعال والتي سبق واندلعت فيها مواجهات متكررة.

وتعتبر الاطارات المشتعلة أكثر الوسائل تبيانا لقرب حصول مواجهة، حيث يهرع الجنود إلى مكان الدخان ويعملون على إطفاء الاطارات وفي أغلب الأحيان يطلبون تحت التهديد والإهانة من المواطنين القيام بذلك.

في بيت لحم، يعتبر المدخل الشمالي للمدينة، العنوان الأكبر للمواجهة، فيما تأتي بلدة تقوع في المرتبة الثانية، يليها مخيمات الدهيشة وعايدة والعزة.

وفي رام الله والبيرة، يعتبر المدخل الشمالي لمدينة البيرة، ساحة المواجهة الأشرس بين الشبان والاحتلال، يتبعها مدخل قرية النبي صالح، وحاجز قلنديا العسكري، ونعلين، وبلعين، وبدرس، وسلواد.

وفي القدس، يعتبر شارع صلاح الدين وباب العامود وسلوان والعيسوية أبرز نقاط المواجهة في الأيام الأخيرة.

وفي نابلس، يتسيد مدخلها الجنوبي القريب من حاجز حوارة محاور المواجهة مع الاحتلال، إلى جانب قرى بيتا، وبورين، واللبن الشرقية، وبيت فوريك، ومادما، وحوارة، وسالم، والناقورة، ودير شرف.

وفي الخليل يعتبر باب الزاوية مسرح المواجهات العنيفة بين الشبان والاحتلال، يليه بيت أمر، ومخيم الفوار، ومخيم العروب، وجامعة فلسطين التقنية، وحلحول.

وفي قلقيلية تمضي بلدة عزون في المواجهة المستمرة مع الاحتلال، وجيوس، وفي حي النقار غرب المدينة، والحاجز الجنوبي للمدينة.

وفي طولكرم، استبدل طلبة جامعة خضوري مقاعد الدراسة بمحاضرات في الهواء الطلق الملوث بفعل الغاز والرصاص، عِلمهم بالحجر والمواجهة. اضافة إلى مواجهات محدودة في قفين، وزيتا، وشمال ضاحية شويكة.

وفي أريحا، عاش مدخلاها الشمالي والجنوبي أجواء الانتفاضة الأولى، حيث الحجارة والمتاريس والاطارات المشتعلة وملاحقة الجنود لأطفال الحجارة.

في جنين وطوباس سجلت بعض المواجهات الخفيفة في عدد من نقاط التماس، كحاجز الجلمة ويعبد، وعانين، وعاطوف .

وفي غزة، كانت المناطق الحدودية على امتداد الحدود الشرقية من رفح جنوبا وحتى بيت حانون شمالا، المكشوفة في أغلب الأحيان ميدانا شاسعا لمواجهة غير متكافئة بين قناصة الاحتلال والشبان المنتفضين.

الفيس بوك يتآمر ضد فلسطين

وبحسب تقارير إخبارية، فإن "فيس بوك" حذف في الفترة الماضية حسابات لمسؤولين سياسيين، وصحفيين وإعلاميين مشهورين، وصفحات إخبارية مشهورة في الضفة والقطاع، ومئات الحسابات لنشطاء فلسطينيين، وكذلك آلاف المنشورات في الصفحات والحسابات، وقد علقت عمل عددٍ كبير من الصفحات الكبيرة، حيث تفيد وزيرة القضاء الإسرائيلي أن فيسبوك استجاب لـ95% من الطلبات الإسرائيلية ضد النشطاء الفلسطينيين.

وفي أيلول 2016 اتفق كيان الاحتلال الاسرائيلي ومسؤولو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على ازالة ما يعتبره الاحتلال محتوى تحريضياً ضدها، دون ان تضطر وزارتا ما تسمى بالعدل والامن للاحتلال الى تقديم طلب بخصوصها، وذلك خلال اجتماع بين وزيرة العدل ووزير الداخلية الإسرائيليين إيليت شاكيد وجلعاد أردان، ووفد من ادارة شركة فيسبوك في فلسطين، والتي بموجبها ستسهل عملية حذف عبارات ترى حكومة الاحتلال انها تحريضية مثل: انتفاضة، وشهيد وغيرها من التعابير المستخدمة في وصف ممارسات الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية.

اللقاء تزامن مع تقديم وزراء إسرائيليين مشروع قانون يجبر شبكات التواصل الاجتماعي على إزالة ما يعتبره الاحتلال محتوى تحريضيا. واقتراح نواب المعارضة في الكنيست مشروع قانون يسعى لإجبار الشبكات الاجتماعية على الرقابة الذاتية للتحريض أو مواجهة عقوبات الغرامة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024