استيطان جديد سيأكل أراضي الأغوار
الحارث الحصني
عاد موضوع الاستيطان في الأغوار الشمالية إلى الواجهة من جديد، لكنه هذه المرة بشكل كبير، بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها بناء عدد من المستوطنات الجديدة.
وعقد، الثلاثاء الماضي، جلسة خاصة لمندوبي وزارة الإسكان، ووزارة الزراعة، الإسرائيليتين، و"صندوق أراضي إسرائيل"، وأعلن رسميا عن إقامة ثلاث مستوطنات جديدة في عدة مناطق بالأغوار الشمالية.
قبل أقل من شهرين من اليوم، وضع الاحتلال اليد بأمر عسكري على ما يقارب 550 دونما، في منطقتي أم الجمال، وعين الحلوة، القريبتين من عدة مستوطنات ومعسكرات إسرائيلية.
مواطنون أعربوا عن تخوفهم من عمليات هدم لمنشآتهم في المناطق المخطَرة. حيث صور "التنظيم الإسرائيلي" مساء الأمس الأربعاء، خياما ومساكن المواطنين في تلك المناطق.
مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات قال، "على ما يبدو هناك رابط بين عمليات تصوير التنظيم الإسرائيلي لمنشآت المواطنين، التي يتبعها بالعادة هدم لها، وبين إقامة المستوطنات الثلاث".
يوميا، تبين الأخبار والصور التي يوثقها ناشطون من الأغوار حجم التمدد الاستيطان الأفقي في الأغوار، في مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، وبذلك هذا الزحف الاستيطاني يقلب حياتهم رأسا على عقب.
يقول نبيل أبو مطاوع، وهو أحد مواطني منطقة أم الجمال لمراسل "وفا": حياتنا هنا في جحيم (..)، لم نسلم من المستوطنات البعيدة، كيف لو أقاموا بالقرب منا واحدة.
ويضيف "جاءوا أمس قبيل المغرب بقليل وصوروا باستخدام طائرة مسيّرة، كل البيوت، والأراضي القريبة".
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإنه حتى العام لم تتم المصادقة على إنشاء المستوطنات أو تخصيص الميزانيات اللازمة لتنفيذ الخطة، التي يفترض أن تزيد من عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في مجلس المستوطنات في الضفة الغربية.
ويسعى الاحتلال من خلال هذه الإجراءات إلى زيادة التواجد الاستيطاني على حساب الفلسطينيين، ويعمل الاحتلال منذ احتلاله الأغوار على جعل التواجد الإسرائيلي بشكل عام يطغى على الوجود الفلسطيني.
وتقول تقارير صحفية "إنه يوجد في غور الأردن 20 مستوطنة إسرائيلية، يقطنها نحو 4500 مستوطن، والحكومة الإسرائيلية تعمل على مضاعفة هذا العدد، وإنشاء المزيد من المستوطنات الجديدة".
وبحسب الإعلان الأخير، فإن الاحتلال عازم على بناء المستوطنات "جفعات ساليت"، و "عطروت"، و"جفعات عدن"، إضافة إلى إقامة 14 حيا جديدا في مستوطنات مقامة سابقا.
وتشعل سلطات الاحتلال في إعلانها إقامة المزيد من التجمعات الاستيطانية النار في منطقة يرى الفلسطينيون أنه لا حل قادم دونها.
تنتشر العديد من التجمعات الاستيطانية في مناطق مختلفة من الأغوار الشمالية. والأغوار هي واحدة من التجمعات الفلسطينية التي تضم في باطنها واحدا من أكبر الأحواض المائية في فلسطين.
ويعيش الفلسطينيون حياة صعبة بسبب ممارسات تؤذي الفلسطينيين يقوم بها المستوطنون بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي.
" لم نعش يوما هنيئا (...)، مستوطن واحد يعكر صفو حياتنا... كيف اليوم وهناك نية لوجود ثلاث مستوطنات جديدة". قال أبو مطاوع.
وتعلن إسرائيل بهذا أيضا تحديا واضحا لقرارات مجلس الأمن بخصوص الاستيطان، وتخالف تلك القرارات، خاصة القرار 2334 الذي لم يمض عام على تبنيه.
وتنتشر عبر الفضاء الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع فيديو عن مضايقات يقوم بها المستوطنون بحق الفلسطينيين في تلك المناطق. ويعول هؤلاء المستوطنون على قوة السلاح وحماية الاحتلال لهم في سياسة التوغل الأفقي في أراضي الفلسطينيين.
هذه الأيام، تلاحظ بعض الغرف التي أقامها مستوطنون على سفوح الجبال المطلة على بيوت الفلسطينيين. ويعيش المواطنون حالة من الخوف بأن تولد تلك الغرف العشوائية مستوطنات جديدة.
ــــــــ