الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

"الأقنعة البلاستيكية"... جديد المواجهات

يامن نوباني

بملابس رثة، يتجول شاب في بدايات الأربعينات بين المتظاهرين المتجهين إلى حاجز قلنديا، مستهدفا ومكثفا جولته حول الفتية الصغار والشبان، حاملا فوق كتفه عشرات الأقنعة البلاستيكية الخفيفة.

الأقنعة التي لم تكن حتى أيام قليلة سوى لعبة الأطفال في الأعياد (الفطر والأضحى)، وخاصة لعبة "جيش وعرب" التي يكاد يخلو الشعب الفلسطيني من طفل واحد لم يمارسها.

قبل الأقنعة البلاستيكية، كان اللثام رمز المواجهة، وخافي وجوه الشبان، وخاصة في انتفاضة الحجارة 1987، وكان متعدد الألوان والأشكال، لكن شكله ولونه الأساسي كان الكوفية الفلسطينية، قماش مرقط بالأبيض والأسود.

على حاجز قلنديا أمس، وكأن الأطفال في عيد، فرحون بالمواجهات التي ستندلع حال وصول المسيرة الكبيرة التي انطلقت من أمام قاعة الفصول الأربعة على طريق رام الله – القدس، على مدخل كفر عقب.

تلك الفرحة دفعتهم للمشاركة في طقوس اللحظة، فراحوا يشترون الأقنعة البلاستيكية الصفراء من البائع الذي وجد في حالة المواجهة مصدر رزق بسيط وعابر، ينتهي بانتهائها.

شيقل واحد هو ثمن القناع، لكنه قد يحمي مرتديه زمنا، فالاحتلال لا يتوانى لحظة واحدة عن تعقب المتظاهرين في المواجهة المباشرة، عبر اللحاق بهم بجنوده السريعين والمدربين، وجيباته التي تدوس وتزيح كل ما يأتي أمامها من حجارة وقمامة ومتاريس، أو عبر صحافته العسكرية، حيث لا تخلو مواجهة من مصور أو اثنين يرتدون بزة الجيش العسكرية وسلاح الM16، لكن هدف تواجدهم الرئيسي هو التقاط صور كثيرة ومقربة للمتظاهرين، لتسهيل عملية اعتقالهم لاحقا من البيوت وعلى الحواجز.

لا خوف من المنطاد الذي يطيره الاحتلال في كل مواجهة فوق المكان، وهو أمر اعتاده الفلسطيني، فكاميرات المراقبة تنتشر في كل شوارع الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وبخاصة الشوارع المشتركة والاستيطانية وعلى أسيجة المستوطنات ونقاط الجيش وحواجزه العسكرية، والتي ساهمت بشكل كبير في الإيقاع بالعديد من المقاومين عبر تتبع مسار تحركاتهم، إضافة إلى كاميرات المحال التجارية والبيوت الفلسطينية التي يصادرها الاحتلال في حال وقوع حدث أمني قريب.

تأتي الأقنعة امتدادا لتقاليد خلقها وطورها الفلسطيني في مواجهته مع الاحتلال الاسرائيلي، وكان أبرزها في السنوات الأخيرة "المرايا" في كفر قدوم، حيث استخدمها الأطفال في المسيرة الأسبوعية في القرية، عبر امتصاص الضوء من الشمس وتسليطه على وجه الجنود لإرباكهم وتحديهم.

ولوحظ في المواجهات الأخيرة، المستمرة حتى اليوم حتى مسمى "انتفاضة العاصمة"، دخول هياكل السيارات إلى ساحة المواجهة، حيث استخدمت للاحتماء من رصاص الجنود، وإغلاق شارع المواجهة أمام جيبات الاحتلال العسكرية، اضافة إلى استخدام الأبواب الخشبية والأثاث المهترئ كحواجز تقي المتظاهرين ولو معنويا من رصاص الاحتلال، اضافة إلى دخولها عالم الوسائل الشعبية في مقاومة المحتل الاسرائيلي، والتي تسجل حاويات القمامة رأس الحربة فيها، ما يدفع الجنود في كثير من الأحيان لسحبها غضبا إلى أماكن جانبية لتسهيل ملاحقة الشبان المنتفضين.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024