أعياد الميلاد تناصر القدس
إيهاب ريماوي
تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، انطلقت الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة في مدينة بيت لحم، وذلك نظرا للأوضاع الراهنة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، التي تعيش أيام غضب بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.
وحمل إضاءة شجرة عيد الميلاد هذا العام المرارة والألم، حتى أن الأشجار تمت إضاءتها ثم أطفأت باليوم التالي بعد قرار ترمب، تقول مسؤولة العلاقات العامة في بلدية رام الله مرام طوطح.
وأضافت، أنه بفعل تسارع الأحداث وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا، قررت بلدية رام الله إلغاء فعالية القافلة التي تجوب المدينة في أعياد الميلاد يوم الثامن والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، وارتأت اقتصار الاحتفالات على إضاءة الشجرة التي أطفئت وأعيد إضاءتها فيما بعد، فيما تحاول البلدية ترجمة فعاليات هذا العام كفعل وطني ومساند ومناصر لما تتعرض له مدينة القدس.
"في العيد نؤكد أن فلسطين أرض مقدسة ومباركة لشعب يناضل من أجل الحرية ويكافح من أجل العيش بكرامته، في ظل دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس"، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في فلسطين المطران عطا الله حنا.
لم يغب يوما المسيحي عن أخيه المسلم في ساحة النضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وكان كل منهما سندا للآخر، وهذا ما أكده المطران عطا الله: بأن المسيحيين والمسلمين متشبثون في هذه الأرض، ومتمسكون بالهوية العربية الفلسطينية، كما أن المسيحيين منحازون إلى القضية الفلسطينية والتي هي قضية كل فلسطيني مسلما كان أم مسيحيا.
واستنكر عطا الله حنا إعلان ترمب الذي يصفه بالمشؤوم، ويؤكد أن القدس عاصمة لفلسطين، فيما القرار الأميركي لن يزيد الفلسطينيين إلا ثباتا وصمودا وتمسكا بالقدس عاصمة روحية ووطنية، كما استنكر الانحياز الأميركي لإسرائيل.
وأضاف، "نشكر كل الدول الصديقة التي وقفت إلى جانبنا في الأمم المتحدة وصوتت معنا، ولكل هؤلاء نرسل التحية من رحاب القدس ومن رحاب بيت لحم ومن رحاب فلسطين الأرض المقدسة".
وفي تعليقه على مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت لصالح القدس، قال، إن هذا الموقف غير مبرر وغير مقبول، وكان من المفترض أن يكون انحيازهم للقدس وهويتها الحقيقة، وألا يرضخوا لأي ابتزازات من أي نوع كانت، واصفا موقف هذه الدول بالمتناقض مع القيم الانسانية والروحية، معربا عن أمله بأن تغير موقفها وأن تعود إلى القيم والرسالة الإنسانية والروحية.
وقال: "نحن نلتفت إلى العالم المسيحي والكنائس المسيحية الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية، ونتمنى منهم أن يدافعوا عن فلسطين وعن القدس، وأن يدافعوا عن الطبيعة الروحية والانسانية والحضارية للمدينة المقدسة".
وأكد عطا الله حنا أن الجميع مطالب مسيحيين ومسلمين وكل أحرار العالم، بأن يكونوا إلى جانب فلسطين والقدس، مشددا على أن التضامن مع القدس إنما تضامن مع النفس ومع القيم والأخلاق والمبادئ السامية التي تنادي بها دياناتنا.